تعددت المشاهد و<<المخرج>>واحد

25 - ديسمبر - 2013 , الأربعاء 02:49 صباحا
3646 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةرشاد الشرعبي ⇐ تعددت المشاهد و<<المخرج>>واحد

رشاد الشرعبي
تتكرر ذات مشاهد المسرح السياسي, ما يشير إلى وجود فريق عمل واحد يعمل بإتقان وروح تخريبية شيطانية, حيث سخنت أوضاع السياسة بصنعاء مع تحديد موعد إنهاء مؤتمر الحوار الوطني, بالتزامن مع محاولات مسلحة وإعلامية للانحراف بالهبّة الحضرمية عن مسارها الحقوقي الوطني, والكشف عن مخطط قذر لاغتيال أمين عام الحزب الاشتراكي وتلاه ظهور أحد أغبياء تنظيم القاعدة في تسجيل مصور متبنياً إرهاب «العُرضي».

هي حلقات متشابكة وخيوط متصلة لايمكن فصلها عن بعض, ما يجعل الشكوك تتجه نحو خلاصة واحدة أن هناك مُخرجاً واحداً للمسرحية التخريبية الدموية هذه, ويعمل معه مجموعة من الكتّاب والسيناريست والمخرجين المساعدين والمونتير وخبراء في المكياج والإضاءة والصوت ويستخدم ويستغل ويوظف بمساعدة طاقمه هذا ممثلين رئيسيين وثانويين وكومبارس.

وعودةً إلى أحد فصول المسرحية, فالإرهابي قاسم الريمي ظهر “زعيماً غبياً” في تسجيل مصور يتبنى بلسان تنظيم الإرهاب «القاعدة» جريمة مستشفى العرضي, ولن أتحدث هنا عن محاولاته الغبية التأصيل الشرعي والجهادي لها والإساءة للصحابي القائد خالد بن الوليد واعتذاره لمن سقطوا من أطباء وممرضين ومرضى ومدنيين عموماً, واستعداده لدفع الديات وعلاج الجرحى كما قال.

ولأول مرة أتفحص صورة «زعيم» إرهابي, ووقفت أمامها طويلاً, ووجدت على ملامحه ثقة المخدوع, وغرور الغبي, وانهزامية الموظف المكره من مسئوله, وارتجافة مصاب بعُقد نفسية يواريها خلف ادعاء البطولة وجندية ربانية منحرفة عن توجيهات الرب سبحانه وتعالى.

ظهر قاسم الريمي من خلال تسجيله المصوّر في مكان مترفٍ وجودة صورة يشيران إلى مخبأ يختلف عن مخابىء من سبقوه «بن لادن والظواهري», فمن مخبئه تتقافز مظاهر الرفاهية وإحترافية المصور وطاقم العمل وديكور أبدعه فنان متمرس, ومكان وأثاث يليق بمنازل حكام نهبوا شعوبهم, ويحظون بالحماية المبالغ فيها.

كان عليه ملامح غباء واختلال نفسي من الذي يدفع صاحبه لأن يذهب جهنم وهو يعتقدها الجنة ولايعلم أنه مجرد أداة بيد مخرج متمرس على الجريمة والتواري خلف الأدوات، بعيداً حتى لا يوفّر لخصومه والعدالة معاً أدلة إثبات تدينه قضائياً وأمام الرأي العام.

سخونة الأوضاع السياسية مع تحديد موعد انتهاء مؤتمر الحوار وحسم أهم القضايا المتعلقة ببناء الدولة وهويتها ونظامها السياسي وشكلها والعدالة الانتقالية, قابلها سخونة إعلامية أجمعت عليها المتناقضات واتفق فيها المتحاربون سابقاً, وكان لأياديهم صولات وجولات لتحويل تلك الأكاذيب إلى واقع بحرف هبّة أبناء حضرموت عن مسارها السلمي والحقوقي إلى مسار عنيف وعنصري وانفصالي.

وضع المخرج وطاقم مسرحيته التخريبية خططهم بإتقان, ففيما تشتعل الأوضاع شرقاً في محافظة حضرموت وما استطاعوا الوصول إليه من محافظات الجنوب, يتم اغتيال الدكتور ياسين سعيد نعمان أمين عام الحزب الاشتراكي ونائب رئيس مؤتمر الحوار ومستشار رئيس الجمهورية, لتصعيد الأوضاع أكثر في المحافظات الجنوبية باعتباره رمزاً يمنياً وجنوبياً.

إفشال مخطط اغتيال الدكتور ياسين، العدو الرئيسي للمشاريع الصغيرة ومخترع هذا اللفظ في موازاة المشروع الوطني, والذي كان لوزارة الداخلية دور كبير في كشفه ويستحق الوزير الدكتور/ عبدالقادر قحطان الإشادة بدوره في ذلك, حاول المخرج أن يرممه بتسجيل قاسم الريمي واستمرار الأكاذيب إعلامياً والأعمال التخريبية في محافظات الجنوب والشرق.

لا أعلم كيف تسنى للمخرج أن يجمع المتناقضات ليكون الأداء الاعلامي موحداً ومتشابهاً تجاه هبّة حضرموت والدفع نحو سلخ المحافظة عن شقيقاتها من محافظات الجنوب وليس فقط بقية محافظات اليمن؟, وكيف اتفق الفلول مع أنصار «الله والشريعة والانفصال» في افتراءات وأكاذيب بصيغة واحدة تؤكد أن مطبخاً بعينه يديره المخرج يخرج ذلك القُبح والتحريض.

أكرر ماقلته سابقاً في هذه الصحيفة, أن من حق أبناء محافظات الجنوب والشرق تقرير مصيرهم, بصيغة توافقية يتفقون عليها هم أولاً, ثم يتوافق عليها الجنوبيون والشماليون, وكل ذلك مع الابتعاد عن التحريض والكراهية والعنصرية والإضرار بالممتلكات العامة والخاصة.

لقد أعطتهم قبائل حضرموت درساً لو كانوا يتعلمون وهي تعلن رفضها لاستهداف أبناء المحافظات الشمالية وممتلكاتهم وتؤكد ضرورة حمايتهم, إلا أن أيادي التخريب في الشمال والجنوب والشرق والغرب تعمل إعلامياً وأدواتهم في الميدان أقدموا على ارتكاب اعتداءات بعضها وحشية طالت الإنسان والمحلات التجارية والمنازل والممتلكات.

العقل والحكمة هما من سينتصر في النهاية ومعهما تنتصر القيم والقضايا العادلة, ومادون ذلك ومهما كانت أضراره المؤقتة فادحة فهو زائل لامحالة.
[email protected]

"الجمهورية

تعز المدينة صامدة في وجه الحصار والقصف المتصاعد بشكل جنوني.. يروجون لاكاذيب واشاعات السيطرة فيما المقاومة والجيش الوطني يواجهونهم ببسالة وصمود اسطوري ويكبدونهم يوميا خسائر بالعشرات ويدمرون آليات عسكرية بالشراكة مع طيران التحالف العربي, مثلما كان »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات