أيا وطني!!

27 - ديسمبر - 2013 , الجمعة 08:32 مسائا
3898 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةسمية الفقيه ⇐ أيا وطني!!

سمية الفقيه
سمية الفقيه


يا وطني..حزين انت حد الوجل,, دامعة هي حناياك حد النزف الأخير,, لم يعد فيك ما يشبهك سوى وميض خافت يتأبط ملامحنا الباهته وصمت يأتينا مسكون بالنحيب,, لم يعد فينا ما يشبهنا سوى نفق يسربل بنا إلى ليل معتم العدواوات؟؟نتساءل هل مازلت تعرفنا ام ام انك ضللت الينا الطريق , هل مازلنا نشبهنا ام تهنا بين الوهم وبين الجدار ولم نعد نشبهك حتى ولو مسافة ومضة,,حتى نحن اصبحنا لسنا نحن بل تسربنا بين اخاديد زمن لا يرضى إلا بالبغض ومخرجا وملاذا.صرنا نستحي منك كثيرا كثيرا؟ بأي الوجوه سنواجهك وقد ضمختنا قباحاتنا وغينا؟ بأي التقاطيع سنلقاك وقد تلاشت من بين محيانا ملامح الطيبة وعلامات العفو والتصالح؟ بأي الكلمات سنطلب منك أن تشملنا بعفوك ونحن تسكننا الخطايا وتمتطينا الاحقاد وتكبلنا الويلات وتنكس رايات ولاءنا لك قباحات هتكت فيك كل طهر وعفة؟ ايا وطني جئناك عرايا من الالفة و الولاء ونال منا الحقد و الرياء والتمسح حول تابوت الأصنام البشرية ..موغلون نحن حد البكاء في الغوص بتفاصيل التيه والشتات,, يا الهي ما كل هذه الادخنة التي تحاصرنا وتحصرنا كإخطبوط ماجن لف حول أخمص أرواحنا نتاناته، وصار الوريد والوريد أشد قرباً من التلاشي والزوال؟. ما كل هذا القنوط الذي حفر مستنقعاته حول أناتنا والوجع؟، أضعنا الوقت والسنين بتجميل القبح وتزيين الخواء فَوّتنا عليك فرص الإنعتاق والنجاة وصلبنا أنفسنا حول الجمود وكهنوت الجهل وعصبية الجاهلية الأولى . ايا وطني مشوار حياتنا فيك كلها وعثرات وإخفاقات وفشل عظيم وصرنا وبكل ألم نتفنن في الكلام لا الأفعال,اصبحنا نجيد رص الشعارات الخرقاء فوتنا على الوطن الفرص الكثيرة كي يتعدى عنق الزجاجة وبالكلام فقط أفرغنا الشعارات من مضامينها والغينا من قواميسنا مصداقية القول وباعدنا بين القول والفعل كبعد السموات السبع وغدونا أوهن من خيط عنكبوت معلق بين الهاوية والهاوية . تفننّا في تجميع كل المعاني، لكننا للأسف نأخذ منها جانبها السلبي فقط. ببراعة شديدة جمعنا كل المفردات فصارت بحجم الجبال الشماء، لكننا أخذنا أسوأها وجمعنا كل العبارات حتى ضربنا الرقم القياسي برص الكلمات الجوفاء لكننا أخذنا أشنعها, سلسلنا التصرفات وانتهجنا أبشعها, عددنا الصفات وامتطينا أقبحها, جمعنا وطرحنا, قسمنا وضربنا، والنتيجة خسرنا أنفسنا ووطننا الكبير حتى أوشك أن يصير أثراً بعد عين، ومع ذلك مازال الموقدون على النار يشعلون من حطام أرواحنا الواهنة بذاءات أطماعهم. فهل ما زالت يا وطني الغالي تعرفنا ام ضللت الينا الطريق؟؟فكيف تعرفنا ونحن أنفسنا لم نعد نعرف ماهيتنا وصرنا لسنا نحن وتحولنا لأشباه بشر ودفنا إنسانيتنا تحت جمر العداوات والمؤامرات وكير المجون وقهقهات الأعيرة وخبث النفوس ولدغات الخديعة والعهر السياسي.. فقدنا الطريق وتهنا بين الوهم والوهم وتسربنا بين مخالب زمن لا يقبل إلا بالبشاعة حلاً ومخرجاً. أخذتنا الأحقاد بعيدا عنك وأوصدت علينا الأبواب وقالت:هيت لكم اغترفوا مني ما استطعتم لأني نهر لا ينضب,,غمسنا فيها ايدينا فخرجت حالكة الكراهية وجئناك وقد خرجنا عن حدود الأخاء..فهل تستطيع أن تعتقنا من هيجاء التناحر والفُرقة ونحن بحالنا هذا من العناد والغلظة وتحجر العقول؟؟ أيا وطني نستميحك عذرا,, فقد فشلنا في المحافظة عليك شامخا ,فمهجنا انهكتها الويلات والتوحش وجف فينا الضمير اليمني والوهج الإنساني وأرواحنا قد شققتها أغلظ المآسي وأضناها الذبول وعذبها جفاف الولاء لك ولا متسع فينا لأي بسمة مطفأة او أي فرح ذابل.أيا وطني إياك أن تحزن وأنت تحزن وانت تتعامل مع أمثالنا لأننا لا نستحقك ولا نستحق ان تحزن علينا او تذرف علينا دمعاتك الغوالي لكننا نتوسل لكل ذرة طاهرة فيك ألا تهجرنا مليا وألا تظلمنا ولو مثقال ذرة كما ظلمنا بني البشر ,, نتوسل إليك اغفر لنا غينا وغباءنا وظلمنا لأنفسنا..أيا وطني,,نحبك.

سميه الفقيه كيف لمن هانت عليه بلده أن يطلب من الغير أن يكرمونها؟ سياسيو البلد لم يكرموا بلادهم التي ربتهم ،خذلوها مرات ومرات وضيّعوا كل الفرص المتاحة لتجنيب البلاد ويلات العداء وزمهرير الحروب وجحيم الموت واشتعال الحرائق. تركوها تحترق بنيران »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء