ملك طلياني وشعب الماني وحكومة انكليزية !!

30 - أغسطس - 2014 , السبت 04:27 مسائا
3790 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةمحمد علي محسن ⇐ ملك طلياني وشعب الماني وحكومة انكليزية !!

محمد علي محسن
ملك طلياني وشعب الماني وحكومة انكليزية !!
في الحرب الكونية الثانية كان الشعب المصري في الاغلب متعاطفا مع الالمان بينما ملكهم " فاروق " كان معروفا انه مع الايطاليين وذلك بحكم نشأة ابيه الايطالية وكذا صداقته وحتى حاشية بلاطه التي يوجد بها عدد من الايطاليين ، إما الحكومة المصرية فكانت وقتئذ مع الانكليز الذين فرضوها على الملك والشعب .
وإزاء حالة عجيبة غريبة شاذة كتلك كان لعامة المصريين تداول نكتة ساخرة لاذعة اطلقها الراحل احمد زيوار باشا في معرض إجابته على سؤال اراد صاحبه منه معرفة رأي احمد باشا في الحالة المصرية السائدة وقتها فلم يكن من الاخير سوى الاجابة وبتساؤل ساخط فاضح مبكي مضحك : حالة أيه يا عزيزي ؟ شعب مصر الماني .. وملك مصر طلياني .. وحكومة مصر انجليزية !.
هذه النكتة اوردها امير الصحافة المصرية الكاتب الراحل محمد التابعي - مؤسس وناشر مجلة " آخر ساعة " و " اخبار اليوم " المصرية التي اصدرها عام 1934م وآلت ملكيتها بعدئذ للأخوين علي ومصطفى أمين – ضمن سياق مذكراته المنشورة بعد ثلاثة عقود تقريبا على وفاته .
إما ما جعلني استحضرها الآن فذاك مرده الحالة الراهنة المتعددة في تبعية اطراف العملية السياسية المعول عليها قيادة البلد وناسه وفي مرحلة خطرة وشائكة واستثنائية كهذه التي نشاهد فيها الحكومة واد والرئاسة في واد أخر فيما الشعب لا يعلم أين اهتمامه من الحكومة أو أين مصلحته من الرئاسة ؟.
نعم ..خلطة من الاقطاب المختلفة المتنافرة المتناقضة والمتوافقة ايضا . ولاءات ومرجعيات وشعارات كاثرة ما فتأت تلقي بظلها على مجمل الحالة اليمنية المستنزفة في جبهات حزبية جهوية طائفية مذهبية شخصية وقليل منها ثورية وايديولوجية .
سعودية قطرية اماراتية تركية ايرانية امريكية بريطانية ، نظام قديم وجديد وثوري ورجعي ، مشايخ واشياخ ودعاة ومصلحين وتجار ومهربين ومخربين وهكذا دواليك من المسميات ومن التبعية للداخل والخارج .
حالة اجدها اغرب وأسوأ من حالة المحروسة في كنف استعمارين ملكي سلالي مغتصب لحق لا يملكه وانكليزي استعماري محتل وطامع ؛ ومع كونها كذلك مازلت حائرا متسائلا عما كانت الحالة تستوجب الضحك أم البكاء ؟ .
الوم مليونية التائهين الوجلين الغوغائيين الحاملين لراية اسقاط الحكومة وجرعتها ولو استدعى الامر من حشودها الاصطفاف خلف قائد يدعي باصطفائية ونقاء وتمايز عنصري مقيت فضلا بكونه وريثا شرعيا لقيادة المسيرة القرآنية أم اوجه لومي لمناوئيهم الخائفين المذعورين من تمدد شيعي رافضي ولو اقتضاهم نحر وطنهم وشعبهم ثانية وثالثة قربانا لطائفتهم المخلصة المؤمنة المتمايزة عن سواها من الطوائف والفرق الضالة ؟ .
حقا .. يعينك الله أيها الشعب التائه الحائر الصابر والجائر ايضا ، كما وكان الله بعونك يا رئيس هادي فما من معركة وجبهة أسوأ من رئاسة هي في مرمى سهام القوى المتحاربة المتناحرة الممانعة الفاسدة المعرقلة المتوافقة الرافضة لكل اشكال التمدن والتحضر والدمقرطة والأنسنة ؟.
محمد علي محسن

لا تتوقع نتيجة مغايرة طالما وانت تكرر ذات الفعل ، هذا ما حدث بالضبط خلال الأعوام الفارطة . وهذا ما سيحدث الآن وفي المرحلة القابلة ، فلا الشرعية عادت وقادت الدولة أو أن الانتقالي استعاد دولة . لا يوجد ثمة جديد يمكنه تغيير الحالة القائمة منذ انفراط »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء