الحوثيون في مأزق !!

29 - سبتمبر - 2014 , الإثنين 04:26 مسائا
3859 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةمحمد علي محسن ⇐ الحوثيون في مأزق !!

محمد علي محسن
محمد علي محسن

الحوثيون في ورطة وعليهم تحرير انفسهم سريعا وقبل ان يؤخذهم انتصارهم العسكري الى مهاوى خطرة وكارثية . أقول مثل هذا الكلام بناء ومعطيات مجتمعية ووطنية واقعية أعدها حصيلة ايام وجيزة على مسألة الحسم العسكري المحرز للجماعة وانصارها واشياعها .

فكما هو مؤكد بان الوصول الى السلطة أسهل بكثير من حفظها والاستئثار بها ، وإذا كان هذا هو حال مليشيات الحوثي حين توافرت لها عوامل عدة مكنتها من اجتياح العاصمة صنعاء ومن فرض منطقها ونفوذها ؛ لكنها ومن الآن وتاليا ستجد ذاتها في موضع المسؤول المتلقي لكل اشكال النقد والاحتجاج والخصومة ، وهذه جميعها كفيلة بخلق اصطفاف شعبي مناهض وعلى غرار ما فعله الحوثي وجماعته خلال الاشهر الماضية .

وحين نقول ان الحوثي وجماعته في ورطة فذاك ان السيد عبد الملك وجماعته وانصاره في مأزق حقيقي وعليهم اولا كجماعة دينية وايديولوجية وطائفية مساعدة انفسهم ، كما وعلى القوى السياسية والوطنية والدينية والحزبية مساعدة الجماعة واتباعها كيما يتحرروا من شرك وجودهم كسلطة وقوة موازية او قولوا فوق سلطة وقوة الدولة .

نعم فسقوط صنعاء بيد الجماعة وميلشياتها لا يعني ان الحوثية باتت قوة لا تضاهيها جماعة أو قوة ؛ بل وعلى العكس فما حققته هذه الجماعة ليس إلا حصيلة بكونها الاكثر تنظيما وجاهزية لاستثمار سخط وعناء جمعي فضلا عن دعم قوى عدة اتفقت مصلحتها مع حركة الحوثي .

صنعاء ليست كل اليمن وأية محاولة لإحلال الجماعة كسلطة وقوة بديلة لسلطة الدولة ولجيشها وأمنها فهذا لا يعني غير فاتحة لكارثة عظيمة .

الحوثية ليست حزبا سياسيا كما وهي ليست حركة مدنية او ثورية وانما هي حركة دينية طائفية سلالية جهوية وعلى هذا الاساس تم استغلالها او قولوا استدراجها كمعارضة سياسية ثائرة مناوئة لحكم ائتلافي لا يستقيم مطلقا مع الزمن الثوري المفترض انه مجسدا له .

نعم نجحت في اسقاط الحكومة وفي خفض الجرعة ، بل ونجحت في الاستيلاء على العاصمة بما تعني من دلالة ورمزية سياسية وسيادية ، ومع كل ما حققته الجماعة من نجاح على الارض يصعب القول بان الحوثية مؤهله لحكم البلد ، فمهما قيل وسيقال عن قدراتها وامكانياتها وقوتها ستبقى في النهاية مجرد جماعة دينية طائفية سلالية لا ترتقي لمصاف الوطن الكبير وثورته ودولته ونظامه .

لتكن الجماعة قد نجحت في حمل راية الثورة الشعبية وفي بسط سيطرتها على عاصمة البلاد ؛ لكنها ومع كل ما احرزته يتوجب عليها ألَّا تكون بديلا لسلطة الدولة بحيث تسارع لتسليم مؤسسات الدولة وفي اقرب وقت .

فكلما تأخرت كان ذلك على حساب شعبيتها وثوريتها ، وكلما احتفظت بنفوذ وقوة كان ثمن ذلك مكلفا وباهضا عليها وعلى اليمنيين التواقين للتغير ودونما اكتراث ما إذا كان حامله تقدميا او رجعيا ، قرشيا او هاشميا ، سلميا او عسكريا .

لا تتوقع نتيجة مغايرة طالما وانت تكرر ذات الفعل ، هذا ما حدث بالضبط خلال الأعوام الفارطة . وهذا ما سيحدث الآن وفي المرحلة القابلة ، فلا الشرعية عادت وقادت الدولة أو أن الانتقالي استعاد دولة . لا يوجد ثمة جديد يمكنه تغيير الحالة القائمة منذ انفراط »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات