خطر الحوثيين على أمن المملكة بعد سقوط صنعاء

29 - سبتمبر - 2014 , الإثنين 07:30 مسائا
2760 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةإبراهيم بن سعدآل مرعي ⇐ خطر الحوثيين على أمن المملكة بعد سقوط صنعاء

إبراهيم بن سعدآل مرعي
خاض الحوثيون (6) حروب ضد الحكومة اليمنية، واعتدوا على حدود المملكة العربية السعودية عام (2009)، وفي (8 يوليو 2014م) استولوا على عمران واستباحوا اللواء (310) وقتلوا قائده العميد (حميد القشيبي)، وماذا كان رد الرئيس اليمني وحكومة صنعاء: (نطوي الصفحة)، محاولة من الرئيس هادي للتعامل مع الأزمة بحكمة، ونقل اليمن من يمن الحروب إلى اليمن الجديد.

فُسر تعامل الرئيس اليمني الحكيم من قبل الحوثيين بالضعف، وهو ما يفسر محاصرتهم لصنعاء لاحقاً بحجة إسقاط الجرعة (زيادة أسعار المشتقات البترولية)، وإسقاط الحكومة، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني.

(3) مطالبات لامست هم المواطن اليمني الفقير، وهي في الحقيقة كلمة حق أُريد بها باطل، أشعلت الشارع اليمني وهو ما يعتبر نجاحاً سياسياً باهراً للحركة الحوثية.

قرأ الحوثيون وَمَن خلفهم في طهران المشهد السياسي في اليمن بذكاء، واستغلوا انشغال العالم بمحاربة داعش، وضعف الجيش اليمني (الذي صُنف من قبل مؤسسة الشفافية الدولية في تقريرها الصادر لعام 2013م بمخاطر فساد حرجة) وهو أسوأ تصنيف لمؤسسة حكومية في العالم، وقرروا محاصرة صنعاء عسكرياً، وبالفعل تم محاصرة صنعاء من الجهة الشمالية، بإقامة مخيماتهم على الطريق المؤدي إلى مطار صنعاء، وسيطروا على الجهة الشمالية الغربية بالقرب من مراكز تابعة للقوات البرية اليمنية، وأقاموا مخيماً ثالثاِ في الجهة الغربية من صنعاء في منطقة المساجد بجوار مقر القوات الخاصة اليمنية، وفي الجنوب كان المخيم الرابع بجوار مقر قيادة القوات الخاصة اليمنية.

أصبحت صنعاء محاصرة، ولم يحرك العالم ساكناً، وهنا يأتي الخطأ الثاني والقاتل للرئيس اليمني هادي، بالموافقة على المفاوضات وصنعاء محاصرة، ثم يتبعه الخطأ الثالث بإرساله وفداً رئاسياً إلى صعدة لمفاوضة عبدالملك الحوثي في مقره، وهنا أقول وبكل وضوح ما كان ينبغي للرئيس اليمني هادي البدء في المفاوضات وصنعاء محاصرة.

سقوط صنعاء كان نتيجة طبيعية جداً لتسلسل الأحداث، أمام صمت عالمي حاولت الدول العشر احتواء الموقف من خلال الوسيط الدولي جمال بن عمر وهو ما أوصل إلى اتفاق أملت فيه الحركة الحوثية شروطها، ووقع فيه ملحق أمني يذكر في بنوده نزع سلاح الحوثيين وهو ما لن يتم، وبالتالي فهو اتفاق هش لا يُسمن ولا يغني من جوع، وافق عليه الحوثيون لتهدئة المجتمع الدولي ثم نقضه فيما بعد.

هذه الدولة العربية الرابعة بعد العراق، وسورية، ولبنان، التي تسقط في أحضان المد الشيعي، وتحقق فيها إيران اختراقاً للدول العربية وتحاصرها من جميع الجهات.

ومن هنا، نتساءل ما هي تداعيات سقوط صنعاء على أمن الخليج العربي عموماً وعلى المملكة العربية السعودية بشكل خاص، وهي التي تربطها باليمن حدود جغرافية تساوي (1485كم) وهو ما سنتطرق إليه غداً بإذن الله.

* عقيد أركان حرب متقاعد.. خبير أمني وإستراتيجي

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء