هل ينتظر اليمنيون دولة مدنية قادمة من جبال مران .!!

07 - أكتوبر - 2014 , الثلاثاء 08:37 صباحا
5551 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةنصر المسعدي ⇐ هل ينتظر اليمنيون دولة مدنية قادمة من جبال مران .!!

نصر المسعدي
اليمن .. بين الشين والسين ..!!

نصر المسعدي
تخلصت البلاد من مراكز النفوذ التقليدية ( عسكرية وقبلية ) ممثلة بآل الأحمر والجنرال علي محسن ، باعتبارهما ظلا يشكلان حجر عثرة أمام نشوء وقيام دولة مدنية حديثة، دولة نظام وقانون ينشدها أبناء الشعب اليمني ، وقدموا التضحيات الجسام في سبيلها ولا يزالون ... بعيدا عن أي تدخلات أو إملاءات وغيرها من المؤثرات على متخذي القرار .
اعتقد أن هذا كان هدف ظل ينشده كل مكونات الشعب على اختلاف توجهاتها السياسية والفكرية ولو من الناحية النظرية ، فيما هو هدف استراتيجي لقوى المدنية والحداثة وهي لفيف من مكونات اليسار وقوميين ومثقفين وفي مقدمتهم قوى تضررت مصالحهم ويرون في تلك القوى الخصم اللدود لإقصائهم عن المشهد السياسي والسيطرة على السلطة ؛ إن لم يرموا بكل ثقلهم نحوهم باعتبارهم السبب الرئيس في فساد وتخلف البلاد وعدم قيام الدولة .
ولعل تلك الأسباب هي التي دفعت هذه القوى للانقلاب على ذاتها وشركاءها في النضال من خلال التحالف مع قوى الثورة المضادة لثورة ال11 فبراير السلمية ، وحكومة الوفاق الوطني ، هذه الثورة طالما حلم اليمنيون واستبشروا بها خيرا لإخراج البلاد من أزماتها وبناء دولة تتسع لكل اليمنيين دونما إقصاء أو تهميش لأي منطقة أو مكون سياسي أو اجتماعي .
سيطرت مليشيات الحوثي على صنعاء وأحكموا قبضتهم على مراكز القيادة والقرار السياسي ولم يعد بالإمكان التذرع بأي حجج أو ذرائع أخرى من هذا القبيل، وبغض النظر عن كل ما جرى من ويجرى من ممارسات همجية قامت بها المليشيات الحوثية من عمليات نهب وسلب واعتداءات على مقرات الأحزاب والجمعيات والمؤسسات الرسمية والأهلية ومنازل الخصوم السياسيين بصورة ممنهجة ، كل هذا بعد التوقيع على اتفاق السلم والشراكة ؛ هل هناك من يقول لنا إلى أين تتجه الأمور الآن وبعد كل هذا ؟! وهنا أعني كل من كانوا يطمئنون الناس ويردون على مخاوفهم أثناء حصار العاصمة ودخول عناصر الحوثيين بمختلف أسلحتهم والخوف من نشوب حرب أهلية لا تبق ولا تذر !!
إلغاء الجرعة وإقالة الحكومة وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني كانت مطالبات معتصمي جماعة الحوثي وها هي المطالب قد نقذت بإلغاء الجرعة وتقديم رئيس حكومة الوفاق لاستقالته وبقاء الحكومة ليس سوى لتصريف الأعمال حتى الانتهاء من تشكيل حكومة الشراكة وهذه تحسب لكم كثر الله خيركم ، رغم قناعتنا المطلقة أن تلك المسائل لم تكن سوى شماعة استخدمتموها لهدف السيطرة على السلطة وهو ما يتضح ويتكشف للشعب بين حين وآخر .
ها هي مراكز القوى أو من تصفونهم بالفاسدين قد غادروا السلطة وربما رحلوا خارج البلاد ، ومليشياتكم هي من تسيطر على الوضع في صنعاء وتتحكمون في كل صغيرة وكبيرة ، ما الذي تبقى من مبرر أو حجج يمكن أن تتذرعوا بها بعد اليوم ، لماذا تؤخرون إعلان رئيس الحكومة .ليهدأ الشعب اليمني طالما وقد جئتم من صعدة لتنتصروا له من الظالمين والفاسدين ، دعوه يطمئن ويرتاح .
لماذا تصر جماعة الحوثي على إبقاء ميليشياتها في العاصمة صنعاء وممارسة مهام رجال الأمن والجيش ورجل المرور أيضا ؟! ، وهل محاربة الفساد والقضاء عليه كما يزعمون يتم بإحلال مليشيا مسلحة بدلا عن قوات الأمن والجيش ؟! لماذا يهان رجال الجيش والأمن من قبل هذه المليشيا المتمردة عبر اعتراضه وتفتيشه في النقاط المختلفة ؟!
هل هي هذه الدولة التي ينشدها اليمنيون وهل بناء دولة مدنية حديثة يتم من خلال استبدال مراكز نفوذ عسكرية وقبلية بأخرى دينية رجعية متخلفة ؟ ؟! أم أننا أمام انقلاب كامل الأركان على سلطات الدولة ؟!! سيما في ظل الحديث عن استحداث أنصار الله لما يسمي دور المظالم بدلا عن المحاكم والنيابات العامة.!!
ما الفرق إذا بين أن يظل الشعب اليمني محكوم بمراكز قوى تقليدية / قبلية / عسكرية / أيا كانت ، طالما وقد استبدلنا "الشيخ " ب" السيد " وقوات الشرطة بمليشيا قادمة من عصور الجهل والتخلف ، وشتان بين الأول والأخير إذا ما كنا منصفين وموضوعيين ، فالقبيلة والجنرال لم يكونا بهذا السوء والقرف إطلاقا وإن كنا نأخذ عليهم قبلية الدولة ، غير أن مثل هكذا سلوك وممارسات لم تحصل البتة وقد علمنا نزوعهم للمدنية وانحياز لخيارات الشعب اليمني .؟!!
كما أن الفارق بين الجهتين أن الأول كان يمكن تغييره والتخلص منه بقرار سياسي وقد كان ، فيما الأخير لا يعترف لا بدولة ولا بقرار سياسي ، بل وها هو يمرغ وجه الدولة في الوحل
هل يبني الدولة ويعول عليه اصلاح الأوضاع ومحاربة الفساد من يقوم اقتحام الوزارات والمؤسسات الرسمية والمعسكرات ونهب جميع المعدات والأسلحة الثقيلة والمتوسطة وغيرها ، وحصار الأمن القومي وإطلاق السجناء الايرانيين ؟!
وفي الوقت الذي تصمت فيه القوى الوطنية عما يجري على الواقع بعاصمة البلاد وكأن أمر الوطن لا يعنيها ، تحرص مليشيات الحوثي المسلحة على توجيه رسائل رعب وخوف من خلال ممارسات تقوم بها على الأرض وما عمليات النهب وإهانة رجل الجيش والأمن والظهور بدلا عنها في الشوارع والمنافذ ومداهمة المنازل واستبدال الخطباء بأشخاص آخرين يدينوا بالولاء للسيد .
وإذا كان هذا هو دأب حركة الحوثي المسلحة منذ انطلاقتها والذي صار معروفا لدى الشعب اليمني والمتمثل بعدم احترام هذه الجماعة للمواثيق والاتفاقات التي توقعها مع السلطة والأطراف المختلفة والتي سرعان ما تنقضها قبل أن يجف حبرها ، وظلت تستخدم هذه الاتفاقات مجرد استراحة محارب ليس إلا لترتيب أوضاعها وهكذا ، فإن الغرابة هنا يكمن في طبيعة ومواقف عدد من الكتاب والصحفيين والأدباء ، غرر بهم توجه الجماعة المعلن وما رفعته من شعارات لمحاربة الفساد ورفض الجرعات السعرية والوقوف ضد الفساد والفاسدين ، فصاروا يروجون لهذه الأفكار والرؤى ويطمئنون الناس بصدق توجه الجماعة ، بل وينَظرون لها وكأنهم يعتقدون أن الدولة المدنية الحديثة قادمة من كهوف مران .
تبنى هذا الصنف من كتاب ومثقفين مهمة تضليل الشعب اليمني والكذب عليه عبر تبرير ممارسات الحوثي الخارجة عن النظام والقانون منذ حصار تلك المليشيا لدماج وتهجير سكانها مرورا بما بأحداث محافظة عمران ، فصوروا الواقع بعكس ما هو عليه ، مخيمات الحوثي وعناصره المسلحة اعتصامات سلمية بنظرهم وثوار ضد الفاسدين وكرسوا لفكرة حياد قوات الجيش وتحول لديهم كل من يقاوم المد الحوثي ورفض اعتداءاتها على المرافق والمؤسسات الحكومية متمردا كما هو الحال لقائد اللواء 310 العميد حميد القشيبي .
كيف للناس أن تصدقك صحفي كمحمد المقالح وعبدالكريم الخيواني وعلي البخيتي وووووو بأن ما يجري ليس انقلابا ولا مؤامرة على الشعب اليمني ونحن نشاهد واقعا على الأرض مغاير لما تروجون له وتتحدثون فيه عبر وسائل الاعلام ؟!
وكيف لهم أن يقتنعوا بما ذهب إليه كاتب وصحفي متميز كسامي غالب وقد خرج إليهم ذات يوم عبر منشور بصفحته على الفيس بوك أثناء حصار الحوثيين للعاصمة بنصب الخيام والاحتشاد في شارع المطار ليشير إلى أن العناوين الاجتماعية : هي الرد الأمثل على مشاريع الفساد والتفكيك والتفتيت والتشرذم ويقصد بذلك استغلال الحوثي للجرعة السعرية التي أعلنتها الحكومة والرئيس وركوبه موجة الرفض الشعبي .
بل وكيف للمرء أثق بمثل هذا الحديث أخ سامي وهو يرى بأم عينية قوى الثورة المضادة وقد استغلت معاناة الشعب بانتهازية مفرطة واستقوت بتلك العناوين للوصول إلى أهداف خاصة لا علاقة للشعب بها مهما كلف ذلك الوطن من ثمن ؟؟ وها هي اليوم تدفع وبكل ما أمكنها من قوة باتجاه التفكيك والتشرذم وإشعال حرب طائفية ومناطقيه ، يتحدث السيد بلغة وكأنه الدولة وهو يهدد بفتح حرب في البيضاء مرة ويتحدث عن مؤامرة في حضرموت مرة أخرى .
وها هي قوى الحراك الجنوبي المنادي بفك الارتباط تصعد من تحركاتها لأجل التعجيل باستقلال الجنوب والانفصال عن الشمال ، ألم يكن هذا هو التشرذم والتفكك بذاته الذي أشرت إليه في حديثك المشار إليه وكان مضمونه يؤكد أن بقاء مراكز القوى القبلية والعسكرية الفاسدة في مواقعها يقود إلى ذلك !! ولماذا صار العكس هو الصحيح ؟!!
عموما إن الانتقائية في الممارسات الانتقامية بحق الخصوم السياسيين والناشطين ونشر صور قصور من يصفونهم بالفاسدين والظلمة وعلى رأسهم الجنرال وآل الأحمر دون سواهم من أركان النظام السابق والعبث بها ليس سوى تصفية حسابات وأعمال انتقامية لإشفاء غليل عدو الأمس حليف اليوم صالح ، وإلا لما اقتصر الأمر على كل من انضم إلى صفوف ثورة ال11فيراير السلمية من قيادات عسكرية وأمنية ومدنيين وغيرهم ، وزاد على ذلك منزل أسرة الشخصية الوطنية المرحوم / فرج بن غانم وتوكل كرمان وغيرهم .
كما إن ما يجري على الواقع هو مؤامرة كبيرة خطط لها بعناية فائقة اشترك فيها الداخل والخارج وانقلاب على ثورة ال11 فبراير السلمية ومخرجات الحوار الوطني والتسوية السياسية .

يتعرض اللواء 83 مدفعية وبإستمرار لحملات تشويه وإساءات ممنهجة لم يتعرض لها أي لواء قبله أو بعده؛ برغم ما حققه من صمود وانتصارات قياسية بإمكانات وجهود ذاتية متواضعة مقارنة مع ما يملكه غيره من الألوية والوحدات العسكرية، مضافاً إليها الدعم والإسناد »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات