مليشيات الموت الطائفية لا يمكن أن تكافح الإرهاب

11 - أكتوبر - 2014 , السبت 03:24 مسائا
4005 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةعلي الفقيه ⇐ مليشيات الموت الطائفية لا يمكن أن تكافح الإرهاب

علي الفقيه
* إلى الصحفي الذي دعا الى إسناد مهمة مواجهة القاعدة لمليشيات الحوثي..



مليشيات العنف الطائفية، التي قوضت ما تبقى من هياكل الدولة واجتاحت العاصمة، رمز سيادة الدولة، وكانت الأداة المباشرة لإضعاف معنويات منتسبي الجيش والأمن، لا يمكن أن تكافح الإرهاب أو تواجه القاعدة.
كيف يمكنها مواجهة إرهاب القاعدة وهي ذاتها تمارس نفس الفعل وهي كما القاعدة لا تتمدد وتنتشر إلا حين تتلاشى هيبة الدولة لتقف على أنقاض مؤسساتها.


مكافحة الإرهاب مهمة عظيمة لا يمكن أن يقوم بها إلا جيش يحمل ولاءاً خالصاً للوطن، ويثق أن قياداته لا يمكن أن تبيعه لجحافل الموت في لحظة اقدامه على التضحية والفداء، وأن أيادي الغدر لن تمتد إليه لتطعنه من الخلف، أو تترزق من وراء الانتصارات التي يحققها.


فالجيش هو المعني بمواجهة الإرهاب، وليس مليشيات العنف الطائفية المتخصصة في نشر الموت والدمار، والبارعة في نهب الممتلكات العامة والخاصة، وصاحبة الخبرة في إذلال الناس وانتهاك الحرمات، لتطوعهم ليكونوا رعية صالحين للسيد.


الانتصارات التي تتحدث عنها لمليشيات الحوثي ما هي الا نتاج لخيانات ارتكبها مجموعة ممن قذفت بهم الأداءات السيئة للنخب السياسية الى مواقع القيادة وتاجروا بهذا البلد في سوق سوداء لاتزال قائمة، وما تعتبرها بطولات لجحافل الموت لم تكن لتأتي لولا التواطؤ الإقليمي والدولي الذي كان ولا يزال يرمي إلى تحقيق أهداف خاصة ساعده في ذلك "الدياثة" التي مارستها النخبة اليمنية وفي مقدمتها من أسندت إليهم مهمة قيادة المرحلة الانتقالية، ومن يجلسون إلى جوارهم ويسكتون عن أخطائهم مشرعنين بذلك هذه الخيانات المتلاحقة التي هزمت الوطن.


فالجحافل التي قطعت كل هذه المسافة مدفوعة بأفكار طائفية أو رغبة دفينة في النهب والفيد والانتقام تستطيع أن تصنع الموت بالجملة لكنها لا يمكن أن تصنع الحياة مطلقاً، لأن الحياة تخصصات، ومن يجيد صناعة السم أن يصنع عطراً.


مقترحك يا هذا لا يعدو كونه محاولة مبطنة لشرعنة السيطرة المليشياوية القائمة على عاصمة البلد، وجهد دؤوب لتقديم جحافل الموت واللعنات في دور المخلُص، بينما الحقيقة أن وجود المليشيات لا يمكن إلا أن يكون مبررا لوجود مليشيات أخرى وإن حملت شعاراً نقيضاً، والعنف لا يمكنه أن يولٌد إلا مزيداً من العنف ولكي يفهم الناس ذلك فليسوا بحاجة لقراءة التاريخ، وإنما الالتفات إلى الجغرافيا القريبة، وما حدث في العراق خير نموذج ليعرف الشعب اليمني ما الذي تقودنا إليه المليشيات التي تأتي لتحل محل الدولة.


إن كنت بالفعل حريصاً على تخليص اليمن من شرور القاعدة فيمكنك أن تطالب قيادة جماعة الحوثي المسلحة بالاسراع في تنفيذ نقاط اتفاق السلم والشراكة الذي يقضي بضرورة استعادة سيطرة الدولة وانسحاب المليشيات المسلحة من داخل العاصمة ومن حولها والتعجيل ببناء مؤسسات الدولة على أسس صحيحة ليتمكن الجيش مسنودا بكل القوى الخيرة من مواجهة الإرهاب وتجنب اقتتال طائفي تكاد البلد أن تغرق فيه.


وإذا ما أردت إشراك جميع فئات الشعب في هذه المعارك التي يجب أن تكون وطنية خالصة فيمكنك الدعوة الى استيعاب من يرغب في الانضمام الى مؤسسات الجيش والأمن من مليشيات الحوثي وفتح معسكرات لإعادة تأهيلهم ليتخلصوا من الأفكار الطائفية التي تجعلهم لا يتورعون عن وصف كل من يخالف فكرتهم أو يرفض سيطرتهم المسلحة أو يكفر بالحق الإلهي في الحكم، بالداعشي والتكفيري، ويستطيعون الخروج من دائرة الأفكار الطائفية الضيقة ويؤمنون بالوطن حاضناً لجميع أبنائه مهما اختلفت أفكارهم.

غادر محمد عايش صنعاء بعد أشهر من مقتل الرئيس السابق صالح على يد أصدقائه الحوثيين، وانتقل إلى القاهرة لينضم إلى الطاقم الإعلامي التابع لنجل صالح، وكان الإنتقال السلس على وعد تلقاه بتأسيس قناة فضائية وتسليمها له ليكون هو المشرف عليها. بعد أشهر من »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات