قبحنا الصديق

03 - يناير - 2014 , الجمعة 10:33 مسائا
3595 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةجمــال أنــعــم ⇐ قبحنا الصديق

جمــال أنــعــم
في لحظات اليقظة الصادقة تصحو أوجاع الروح وتنبعث كل عذابات الضمير ونرى الأكاذيب على حقيقتها سافرة نبصر كل تواطؤاتنا التي استحالت واقعا بالغ الحقارة.

يبدو كل ماجملناه غصبا وسكتنا عنه ملقا ونفاقا وعجزا وجبنا وقد صار اكبر من مقدرتنا على الرفض والاحتمال

إنه دمامتنا المرعية بصمت وتساهل

هو قبحنا الصديق واللصيق رذائلنا الممررة بسلام

أطفو فوق ركام من الحقارات وأبدو نباش أوجاع ومرارات وبقلبي تعب فرسان كثر ونبلاء مخذولين كل ذنوبهم أنهم لم يهادنوا الغباوات ولم يتملقوا الزيف ولم يتنازلوا للرخاصة السائدة.

يكتئب صاحبي لكنها ليست الكآبة الرثة بل كآبة الفارس المصقول الناظر بتأفف للانحطاط من مرتفعه الشامخ العصي على الخفض.

نكتئب كثيرا لأننا نرفض أن نكون جزءاً من الابتذال السعيد بالحظ والحظوة

هم نهابة ومغتصبون حقيقيون أدمنوا السطو على الأدوار والأمكنة وعلى كل شيء يعيشون حياة مسروقة يعييهم فيها ادعاء النزاهة وخلوص الشخصية

تعرف مايفعله النهابة يبحثون عن مزوري صكوك وبصائر وأوباش مبندقين كي ينجزوا ما يريدون نهبه

نحن أحيانا نقوم بهذا الدور يستغلنا بعضهم كمزورين وحمايات ومسوقي نفايات وكل ماهو تالف ونافق وغير آدمي

اشعر أننا أحيانا نقوم بما يقوم به المهربون وأننا نهرب هؤلاء ونسربهم إلى الوعي العام نقوم بترويجهم كما يفعل مروجو المخدرات والمواد السامة القاتلة

نحاول أن نكون طيبين لكنها طيبة ضارة تكاثر في حياتنا الخبائث وتعين على انتشار الأدواء والأوبئة والعاهات

الإشكالي بقفازين

عالم الفكر والمعرفة والثقافة لا مكان فيه للمصارعين والفتوات ومستعرضي العضلات.

لا يمكن أن تجد مثقفا حقيقيا يبدو كبلطجي ويتعامل بصفاقة وتعال.. لا تجد مفكرا يلوح كمبارز لا يبرح حلبة النزال تراه دائما متحرفا للقتال يلبس قفازين ويطلق الرصاص والسهام ويقذف هذا وذاك ويحد للذبح سكاكين جزار.

الاشتغالات الفكرية مهما بلغت في الصرامة والقوة والنفاذ والتقليب تستدعي رهافة الحضور ورشاقة الطرح تكمن القوة في التقاط الجوهري والرهيف في القدرة على الإدهاش وتحدي العقل وهز المسلمات بأكثر الأساليب ملاسة وذكاء

ثمة مصارعون مدمنو جدل يحاولون إثبات أنهم اشكاليون على الدوام ولاشيء أكثر

في"أفول الأصنام" يفرد "نيتشه "مساحة للحديث عن الجدل تذكرك بحديث المصطفى حول الجدل بصورة تدعو للدهشة .

وطن في مرمى القتلة من المهم اعادة انعاش الحساسية الجمعية وايقاظ الذاكرة العامة المرهقةً و اعادة النظر في مستوى التعامل الرسمي والمجتمعي مع هذه الجرائم الارهابية المنظمة والمروعة والتى تتسع وتتعاظم مع تصاعد الإنفلات والفوضى والملشنة وهذه »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات