حلول!!

22 - أكتوبر - 2014 , الأربعاء 06:13 صباحا
2981 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةعبير بدر ⇐ حلول!!

عبير بدر
عبير بدر

كانا على شاطئ هادئ, هو ممتد بالقرب منها يستمع لصوت الامواج الأتية برسائل حب من السماء, هي جالسة تتامل انعكاس خيوط الشمس على بحر ذهبي آسر, يتكئ وجهها على ركبتيها وتحيط ارجلها المتربعة بذراعيها, نظرت اليه وهو غارق في استمتاعه بصوت البحر, دفنت رجليه بكومة رمل تجمعت بفعل حركة لا ارادية ليديها, ثم تركته لتجري وتضحك بخبث بريئ, يضحك هو بشقاوة ماكر يريد الانتقام اللطيف منها, وما ان لحق بها وكاد يمسكها حتى ايقضها صوت المنبه.
ظلت في سعادة خلال تلك الساعات التي تلت حلمها الحالم, وبين حين واخر كانت تغمض عينيها تسترجع دفء الثواني في حلم, مجرد حلم, لكنه احتضنها بلحظات كأنها دهور من السعادة.
استمرت تخلق تفاصيل غابت في الحلم, أين هو الجبل المهيب؟ هي تحب الجبال, ولابد ان ثمة جبل مكسي بالخضرة على يمين الشاطئ.
ابتسمت وباب جفنها المغمض تطرقه ذكرى لجاذبية ضحكة رجولية امتلأت شقاوةً وعطفاً يحتوي البحر والشمس والرمل والجبل وهي على رأس كل هذا.
ذهبت مسرعة تخبره بحلمها السعيد, اشواقها تسبق خطاها, تدفعها ابتسامته في مخيلتها, توقفت امامه, وبضحكة في عينيها سردت له ما رأت, وبحركة درامية ليديها انتهت وثبتت تتامل به, وجدت في ملامحه تلك الرجولة الجذابة كما في الحلم, لكنها ظلت تنقب فيها عن تلك الشقاوة اللذيذة فلم تجدها, حاولت استفزازها باسلوب طفولي دون جدوى, اين هو ذاك الحنان؟ كلمة حياتي التي استقبلها بها كانت جافة, وبفطرة الانثى ادركت ان برودا عاطفيا سيرتديها, وان ملامحه التي سجلت رِقها لن تشفع بعد الان لسلطوية جاذبيته, وحتى لا تشعر بالبرد ذهبت لتنام, ولتحلم به كما تشاء.
..............
بعد اربعين يوم
لازال قلبها يراودها عن خيلائها وكبريائها, حنين يأخذها لقرار, وعناد يصر على قرار اخر, معارك تعتمل داخل رأسها المنهك, وفي محاولة يائسة لانهاء الحرب, اغمضت عينيها لتراه, هذه المرة في حلم يقضة, راقبته وهو يثور في عصبية, تتطاير شرارات غضب من عينيه الشريرتين, يكسّر ادوات المطبخ, يمزق فساتينها, يقتلع شتلات الورود, وينثر الخيبات هنا وهناك.
فمه حاد لا يعرف التبسم, وان فعل فلا يليق به !! عيناه شريرتان, انفه معكوف كأنف ساحرة شمطاء, اذناه طويلتان, شعره اشعت ووجهه اغبر, جاذبيته هراء, وحياتي حين ينطقها كذب.
اخذت نفسا عميقا وتمتمت بالنتيجة: اذن هو شرير, وعليّ ألا اكن له مشاعر الحب الطيبة, وألا اجده جذابا, وألا اشتاقه بعد الان, وألا اراجع تفكيري في خيالي وان كنت مؤمنة بانه محض افتراء فهو على الاقل اكثر صدقا منه, هيا افتحي عينيك, وتوجهي للنوم مبكرا, لتحلمي بشخص اخر !!!

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات