كلام يشبه الواقع !!

01 - نوفمبر - 2014 , السبت 03:26 مسائا
4023 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةمحمد علي محسن ⇐ كلام يشبه الواقع !!

محمد علي محسن
كل هذا الدم النازف وكل هذه القرابين المهرقة لا صلة لها مطلقا بالدين او الوطن او الثورة او الوحدة او النظام ، فمن يقول ان الحرب المستعرة بين انصار الشريعة وانصار الله هي معركة مقدسة ومشرفة فهو انسان مختل وجاهل أو انه كاذب ومضلل كبير !

إنها حرب لعينة شيطانية وقودها البسطاء والجهلاء واحيانا ونادرا شياطين القوم ، حرب همجية عصبية لا علاقة لها بدين سماء او شرعة حياة .

السؤال الوجيه والواقعي هو : أين جيشنا الجرَّار صاحب الرقم القياسي في ضباطه وجنوده وعتاده ؟ واين رجال امننا الباسل الذي عرفناه زمنا لا تخفى عنه خافية خاصة إذا ما تعلق الامر بزعيم البلاد ؟

المؤكد سيقول بعضكم بان الرئيس الاسبق لم يقم دولة وجيشا وطنيا يمكن لخلفه استخدامه وفي ظرفية صعبة وحرجة كهذه المحدقة بشعب ووطن ودولة ونظام . البعض الاخر سيرجع هذا الاحتراب الى فقدان الاهلية والسيطرة هذه القوات المتناثرة المبعثرة قوة وولاءً وقدرة ووجودا وواقعا .وهكذا تجدنا في المعظم تائهون وحائرون وقلقون وايضا متسائلون عن جيش وامن البلاد الغائبين الحاضرين .

شخصيا اشعر بالعار والخجل حيال الاوضاع المخيفة المفزعة القاصمة لمجتمعنا الذي لم يعد بوسعه احتمال كل هذا العبث المنهك المهدر لفرصه في الاستقرار والتنمية والحياة الآمنة الكريمة .

نعم ما صدَّقنا بانتهاء مؤتمر الحوار واعلان مضامينه المؤسسة لدولة يمنية حديثة حتى اطل علينا الحوثي كثائر مناهض - هذه المرة بالذات - للجرعة وللفساد وإذا بنا وبدلا من مطالبتنا بنزع سلاح مليشيات القبائل والجماعات المذهبية ورموز النظام السابق نشاهد هذه المليشيات ذاتها وهي ناهبة نازعة لسلاح جيش وامن الدولة .

وإذا بالزعيم السيد يغدقنا يوميا واسبوعيا باخباره وخطبه السمجة المقرفة ، كما ويوما عن يوم يجرنا الى معاركه التي لا تنتهي عند حدود اسقاط الحكومة وفرض منطق القوي المنتصر ؛ فبعد ان كنا ننتظر منه مغادرة العاصمة صنعاء بناء واتفاق السلم والشراكة ها نحن نراه وجماعته وقد تمددا وتوسعا الى ذمار وإب والبيضاء ومأرب والحديدة ...

لواحد مثلي أعد جماعة الحوثي أخف وطأة وشر من جماعات الارهاب ،فلا مقارنة بين جماعة انصار الله وجماعة انصار الشريعة ، ومع رأيي الشخصي الذي قد لا يعجب البعض أجد في المعركة الدائرة الآن معركة ثأرية انتقامية عمرها اربعة عشر قرنا .

على هذا الاساس ينبغي لجماعة الحوثي ألَّا تؤول الى جماعة خاطفة مهيمنة على الدولة وسلطانها ونفوذها وإلَّا كان مؤلها الخسران الكبير ، وبالمقابل ادعو اليمنيين لأن يفهموا ويدركوا بان أيا من الفكرتين المتناحرتين اليوم لا تؤسسا لدولة ونظام ومواطنة وعدالة اجتماعية وحرية وتنمية ونهضة ورفاهية ، بل وعلى العكس فالاثنتين معا بمثابة هزيمة للتحضر والحداثة والديمقراطية والجمهورية وسواها من مفردات العصر الراهن الذي لا متسع فيه او قبول لفكرة الدولة الدينية الكهنوتية المذهبية الطائفية القومية العنصرية السلالية .

تغريدة خبيثة

احد الخبثاء أرسل لي بنكته شائعة بين المعتصمين في ساحة خور مكسر بعدن ، تقول النكتة بان احدهم سأل صاحبه عن الوضع في اليمن فاجابه قائلا : الوضع في اليمن مثل صلاة الجمعة في السجن المركزي ،فالخطيب قاتل والمؤذن قاطع طريق والمصلين لصوص . بالطبع ليس كل سجين يكون قاتلا او سارقا ؛ لكننا مع ذلك اوردنا النكتة هنا كتعبير صارخ ودال لماهية الصورة السلبية المقرفة الماخوذة عن الحالة الراهنة في البلاد .

لا تتوقع نتيجة مغايرة طالما وانت تكرر ذات الفعل ، هذا ما حدث بالضبط خلال الأعوام الفارطة . وهذا ما سيحدث الآن وفي المرحلة القابلة ، فلا الشرعية عادت وقادت الدولة أو أن الانتقالي استعاد دولة . لا يوجد ثمة جديد يمكنه تغيير الحالة القائمة منذ انفراط »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات