شاءت الاقدار ان تجعل من مجزرة سناح نموذجا وشاهد حي على بشاعة وخبث ودناءة المحتل اليمني ,نموذجا يخلد في ذاكرة الاطفال جيلا بعد جيل الكرة والعنف ويعبد الطريق لصدامات مستقبلية وتسوق هذه الاجيال الى غابة بنادق ترى بانها الوسيله المثلى لمواجهة هذا القهر والاستبداد ,دون سابق انذار وطريقة تمتاز بالخسة عكس ما فعله المحتلون البريطانيون حين كانوا يقصفون تكون الانذارات باخلاء المنازل من الاطفال والنساء وحتى الادوات المنزليه قبل حتى لا يطالها القصف , بينما هولاء المحتلون الذين يستمدون تكتيكاتهم من موروثهم السبئي لايلتزمون ادنى معايير البريطانيون

والاسواء انهم يفعلون ذلك بكل زهو وتبجح وتحت خلفات جهادية دفاعا عن مايسمى بوحدة قتلوها بالبنادق والمدفعية والدبابات والطائرات دون ادراك منهم ان الوحدة خيار سياسي لا يمكن للبنادق والدبابات ان تمنحها اي نوع من الشرعية ,هؤلاء الموحدون الفاشيون المنحدرون من سوق جحانه ورهائن الامام يتجاهلون ان هويتنا الجنوبية لا تتعرض للتاكل والطمس لمجرد ان يجتمع في دشمته من يقول انه قرر ان يحي ما يسمى بالوحدة بدماء اطفال ونساء وشباب لا نضن انهم قادرون على منح المجرمون اي بريق مجد ولايمكن لهذه المجزرة وما قبلها ان تعطيهم جزء من خيوط التحفيز يمنحهم شرعية البقاء .


نموذج مجزرة سناح الافضع في تاريخ الجنوب والجزيرة العربية ومثلها فقط شهدت الامه العربية والاسلامية مجزرة صبرا وشتيلا ودير ياسين في فلسطين المحتلة حفّزت وانعشت الذاكرة الجمعية لشعب الجنوب لاستعادة تاريخة فمنطقة سناح الحدودية شاءت الاقدار ان جلعتها نقطة فاصلة بين دولتين جارتيين اذ فيه (سناح)وضع النصب التذكاري لمشروع الوحدة من قبل رئيسا الدولتين وفيه بني دار سناح المشهور من قبل الاستعمار البريطاني للجنوب كحد ومركز رقابه لحدود دولة الجنوب كل هذه المعالم والشواهد الحية حطّمها تتار العصر بعد اجتياح واحتلال الجنوب 7\7\ 1994م ولم يكتف بهذا التدمير الممنهج للمتاحف والابنية والمواقع العسكرية بل تجاوز الى تدمير القيم الاخلاقية ومحاربة الثقافة القانونية ,

وافسد التعليم بالغش ,والقضاء بالرشوة ,وعمد الى تدريس مناهج تعليمية تحفز على العنف والارهاب وتنبذ ثقافة التسامح والحوار وتزيف ثورة الجنوب (اكتوبر) وانتفاضاته الشعبيه والعماليه وحتى ما يسمى الوحدة

غير ان ارادة الله شاءت ان يجعل من مجزرة سناح وفي يوم جمعة وواجب عزاء وفي صرح تعليمي نموذجا ومنهجا واضحا يراه ويقراءه التلاميذ عند كل صباح ,اثناء دخولهم وخروجهم المدرسة ,منهجا لا يحتاج فقط الا همسه او اشارة اصبع من معلم وزميل ,لايحناج الى الوقوف على فصول الدراسة ولا مراجعة منزليه مع الاباء ولا كتاب وتمارين بعد كل حصة ولا حتى لمعلم وعصاء وسبورة وطبشور ولا الى وسيلة تعليمة ,لا يحتاج الى جهد وارهاق منهجي نستعير له ارسطوا وافلاطون وفثاغورس كي يطبقه التلاميذ ,ولا الى كتاب تعليمي يكتب عليه المؤلفون من الوزير الى بواب الوزارة ,يتغير بتغيّر الوزير


,بل هو منهج عملي تقراءه الاجيال جيلا بعد جيل, منهج محسوس تتخذه الاجيال سلاحا للفداء والتضحية لاجل الوطن ,تتخذه وثيقة ادانه تاريخية على ضوءها ننطلق بعلاقتنا مع محيطنا الدولي ,وثيقة وخارطة طريق لا صحاب العقول النزقة لايمكن تجاوزها او المشي خارجها ,نعم الجريمة بشعة تضهر حقارة ودناءة مرتكبيها وتبدد كل الامال والطموحات الراسبة من العصر القومي للبعض وتنهي كل روابط ووشائج بين اصحاب العقيدة الواحدة وتزيل الغشاوة من عيون البعض ,جريمة بشعة هزت كل صاحب ضمير وقلب حي ,نعم تلك الدماء والمشاهد المروعة اعادة جدار ودار سناح وعززت في كل قلب جنوبي جدار حدودي فيوم الخميس القادم موعدنا لنزف الشهداء ونبني اخر حجر على جدار الحدود ولا نامت اعين الجبناء