عبادة الله بجهالة !!

07 - نوفمبر - 2014 , الجمعة 06:44 مسائا
4064 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةمحمد علي محسن ⇐ عبادة الله بجهالة !!

محمد علي محسن
كأن طاعة الله مقتصرة على خمس صلوات في اليوم ، وصيام شهر في السنة ، وحج البيت العتيق ولو لمرة واحدة في الحياة ! أين ذهب الله في بقية ايام السنة ؟ واين ذهبنا نحن العباد وأين ذهب ايماننا في حياتنا ومعاملاتنا وسلوكنا ؟ .

فطاعة الله والامتثال لأوامره ونواهيه لا تكون فقط في ايام معلومات كالحج ورمضان وايام عاشوراء والجمعة والاثنين وإنما وجوب طاعة الله وفي كل الاوقات والازمان ما بقي ايماننا راسخا بان الله حي دائم موجود في صفر وشوال وذو القعدة وسواها من ايام واشهر العام.

ففي كل الاحوال ان يكون شهر رمضان أفضل أشهر العام او ان ليلة القدر بمثابة ألف شهر أو ان تكون الصلاة الواحدة في البيت الحرام تضاهي مئة الف صلاة او ان صلاة في جماعة تساوي سبعة وعشرين صلاة دون الجماعة ودون المسجد ؛ فذاك تفاضل معنوي غايته تحفيز الانسان على وجوب السعي والبذل في سبيل بلوغ المنتهى الرفيع في الحياة الاخرى .

الابتسامة صدقة ، واصلاح ذات البين ، واشاعة السلام والمحبة والخير ، وإغاثة المحتاج ونصرة المظلوم وبر الوالدين وصلة الارحام والجار، والصدق والاخلاص والاتقان والعدل ، والمعاملة الحسنة وحفظ النفس والدم والكرامة والنسل والمال وغيرها من الاشياء التي غفلناها جهالة وعنوة .

فما نفع الحج بدفع الرشوة لوكيل تفويج الحجيج الذي لا يجد غضاضة في دفع الرشوة كي يحصل على نسبة أكبر من الحُجَّاج ؟ وما جدوى ألف صلاة لشيخ لا مندوحة لديه إذا ما أفتى بالقتل والذبح والانتحار أو انه لا يجد حرجا في وصف طاغية مستبد بالخليفة العادل ؟ .

كذلك هو الحال حين تدعي جماعة من الخلق بحقها الالهي المطلق لاحلال الفضيلة والعدالة والدين ، وإذا ما ذبحت وسفكت وعقرت هذه الفضيلة وهذه العدالة التي هي قيمة اصيلة واساسية مقدمة على الصلاة والصيام والحج والزكاة والجهاد .

المؤمن قد يسرق وقد يزني ؛ لكنه لا يكذب . الواقع اننا أكثر شعوب المعمورة كذبا ورياء ونفاقا وانتهاكا للحياة الانسانية ولشرائع السماء والارض . اننا أكثر شعوب الدنيا اساءة لدين الاسلام ولسماحته وعدالته ، ومع اننا كذلك في واقع الممارسة العملية مازلنا نلقي باللائمة على الاخرين .

فتارة نحمل امريكا والغرب الصليبي ، واخرى نضعها على كاهل اسرائيل واليهود ، وثالثة نرميها على العلمانيين والشيوعيين والليبراليون والدستوريين والقائمة لا تنتهي من المسميات التي لا شغلة لديها غير التآمر على الاسلام والمسلمين .

في زحمة هكذا تهافت على الموت لا الحياة يبقى على الانسان اغفال فكرة الحياة واشاعة العدل والصدق والحق والمحبة والمساواة كقيمة وفعل سام واصيل مقدم على الصلاة والصيام وحج البيت وغيرها من الافعال المكلف بها الانسان .

يحدثونك عن كسوة الكعبة بالذهب والحرير ويغفلون حقيقة ان الانسان اهم من الحجر الاسود الذي يتدافق الجهلاء على تقبيله والتبرك به . مليارات الدولارات تذهب سنويا على كساء وزخرفة ونقوش ومظاهر بذخية ومنارات فيما ملايين المسلمين يزهقون يوميا جوعا وفقرا ومرضا وقتلا وقهرا .

ثقافتنا متشبعة بالموت والقتل والدم والنهب والسبي والظلم والعصبية والعنصرية ، ومع كل ما نمارسه على بعضنا وعلى الاخرين مازلنا ندعي زورا وبهتانا اننا دعاة محبة وسلام وعدل وحق ونجاة وحياة .

الانسان في اوطاننا بلا قيمة او اهمية ، الحياة لدينا مجرد عبث وخوف وارهاب ، ومجرد ضلالة وزيف وكذب وبغض وكراهية وسفك دم وذبح وترويع وسواها من الاشياء التي لصقت بالاسلام والمسلمين ظلما وبهتانا .

نغسل وجوهنا واقدامنا مرات في اليوم ودونما محاولة منا لغسل قلوبنا ولتطهير نفوسنا من الغل والحسد والحقد والبغض الناجم عن قرون من التعبئة الخاطئة القائلة بان الاسلام ليس إلا طقوسا وشعائر ومظاهر صوتية وسلوكية لا تستقيم مطلقا مع جوهر الاديان السمحة المنزلة لارساء العدل وتنظيم الحياة الانسانية .

نعم ما احوجنا لاشاعة ثقافة التعايش والسلام والمحبة والاخاء ، فلا شيء اهم واقدس من حفظ النفس الآدمية التي اكرمها الله ومنحها اعظم منزلة ومكانة ، فكثيرا ما استوقفتني الافعال الهمجية الشنيعة المقترفة بحق هذه النفس البشرية .

تراثنا للاسف مثقل بثقافة القتل والذبح والموت وبترف عجيب لا يستقيم ابدا مع دين يدعو لاعمار الارض واعلاء الحياة وحفظها وضبط ايقاعها وصيانتها من العبث والجور والقتل والظلم والسلب والنهب والبغض والاضطهاد والخوف والتمييز وووالخ .

ختاما .. للمفكر مصطفى محمود قولة مفادها هو ان الانسان لا يكون متدينا إلَّا بعلم فالله لا يُعبد بالجهل ، واقع الحال يؤكد حقيقة هذه الجهالة المشاهدة اليوم وفي أكثر من بلاد .

لا تتوقع نتيجة مغايرة طالما وانت تكرر ذات الفعل ، هذا ما حدث بالضبط خلال الأعوام الفارطة . وهذا ما سيحدث الآن وفي المرحلة القابلة ، فلا الشرعية عادت وقادت الدولة أو أن الانتقالي استعاد دولة . لا يوجد ثمة جديد يمكنه تغيير الحالة القائمة منذ انفراط »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات