ورطة الحوثي تتسع

17 - ديسمبر - 2014 , الأربعاء 04:14 مسائا
2998 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةحسن منصور ⇐ ورطة الحوثي تتسع

حسن منصور
ورطة الحوثي تتسع


نجح الحوثيون (أنصار الله) حتى الآن في مراكمة قدر هائل من السخط تجاه ممارساتهم الخاطئة على الأرض. والمفارقة أن الأصوات المنددة بتلك الممارسات لم تزد الجماعة إلا تمادياً وإصراراً.

لم يقتصر الأمر على أصوات الناشطين الحقوقيين، والفعاليات السياسية والحزبية المختلفة، وانتهاء بالإشارات المهمة والقوية التي أطلقها كل من د.عبد الكريم الإرياني وسلطان العتواني، وإنما بدأت أصوات من داخل الجماعة أو قريبة منها تشير – وإن على استحياء– إلى تلك الممارسات في محاولة لوضع حد لتكاثر كرة الثلج التي يصعب إيقافها مع مرور الوقت.

تخطئ جماعة الحوثي كثيراً في رهانها المطلق على التحالفات الداخلية والخارجية التي نسجتها في الفترة الأخيرة، لأن خارطة التحالفات تتبدل وتتغير حسب مقتضيات المصلحة السياسية، ولن يبقى في أذهان الناس من مسؤول عما حدث في اليمن بعد 21 سبتمبر سوى جماعة الحوثي.

هل لدى الحوثيين – مثلاً– تصور واضح عن كيفية الخروج من المأزق اليمني الراهن، يبنى على التوافق السياسي ويلتزم بالتوافقات التي تمت على علاتها؟ هل لديهم على الأقل تصور لحل الأزمة الاقتصادية الحادة التي بدأت بوادرها في الظهور؟

الجميع يدرك أن من يمتلك السلطة الحقيقية اليوم في صنعاء هم جماعة الحوثي، وهم المسؤول الأول عن أي فشل اقتصادي أو أمني أو سياسي.

اتركوا كلام الساسة والرعاة الدوليين جانباً، لأن كل طرف له حساباته ومصالحه، فما يجري على الأرض هو ما يفهمه الناس وما يشكل انطباعاتهم وقناعاتهم..

لقد كان اتفاق "السلم والشراكة" مخرجاً مناسباً لجماعة الحوثي قبل غيرها، لكن ما حدث بعد ذلك يشير إلى أن هناك من يحرص على توريط الجماعة أكثر فأكثر؟ أو أن غرور القوة وضيق الأفق السياسي ووهم الأفضلية المطلقة على بقية اليمنيين يجعل الجماعة لا تفرق بين "الورطة" و"المسيرة القرآنية"!

منذ 21 سبتمبر وجماعة "أنصار الله" تصر على أنها الممثل الشرعي والوحيد للشعب اليمني دون أن تقدم برهاناً واحداً، لكنها قدمت بالفعل قائمة سوداء طويلة من الانتهاكات التي تتسع يوماً بعد يوم، وتذهب بالبلد صوب المجهول، لا يقتصر الأمر على مجرد فرض خطباء حوثيين لبعض المساجد بالقوة، أو ممارسات سلطة الضبط والإحضار والاعتقال والإخفاء القسري للمعارضين، بل وثقت المصادر الحقوقية والمستقلة جرائم قتل خارج القانون، واقتحام بيوت الخصوم السياسيين وتفجير منازل المخالفين، وما سبق ذلك وما رافقه من استيلاء على مؤسسات الدولة ونهب المعسكرات!

وحتى لو حاول البعض مخلصاً أن يساعد الحوثيين في الخروج من ورطتهم، على اعتبار أنها ورطة لليمن ككل، فإن ممارساتهم على الأرض تغلق كل منافذ التفاؤل في التقدم نحو انفراجة حقيقية في البلد.

الورطة اليمنية بعد 21 سبتمبر تبدو كحفرة كبيرة وقعت فيها أطراف كثيرة محلية وإقليمية ودولية، وربما يكون الحوثي أكثر المتورطين جنياً للمكاسب والنفوذ، لكنه بدلاً من التنسيق مع الآخرين في الخروج من الحفرة، يعمل بمثابرة على توسيع دائرتها وزيادة عمقها!

سيحتاج الحوثيون أيضاً إلى نصيحة إضافية تتعلق بخطابهم الإعلامي البائس، لأنه سيمثل بالإضافة إلى ممارساتهم الطائشة على الأرض وثائق إدانة دامغة أمام التاريخ.

تحدثوا مؤخراً عن "إدانة التدخل الخارجي والتماهي مع المشروع الأمريكي" وهم التجسيد الحي لذلك التدخل وذلك التماهي الذي شكل الخارطة اليمنية الجديدة عبر تفاهمات أمريكية إيرانية في المقام الأول، يقول د. الإرياني في المقابلة الصحفية الأخيرة: تفاوضنا مع الحوثيين في صنعاء وقُبِل النص في صعدة وأرسل إلى طهران ثم ذهب إلى مسقط ومن مسقط عاد إلى صنعاء.!

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء