الانقلاب الذي فشل سياسياً وأخلاقياً

22 - مارس - 2015 , الأحد 05:48 مسائا
3221 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةعارف أبو حاتم ⇐ الانقلاب الذي فشل سياسياً وأخلاقياً

عارف أبو حاتم
بعد لقاء دام لساعات قليلة بين اللواء محمود الصبيحي وزير الدفاع في الحكومة المستقيلة والرئيس هادي، قرر الأخير وضع خطة المواجهة، غير أن لهادي مواقفه الغامضة، ونفسه الطويل، وسعيه للحلول بأقل الخسائر، حتى صحا فجر الخميس الماضي على خطوة انقلابية متكاملة تمثلت بسيطرة العميد المتمرد عبدالحافظ السقاف على مطار عدن، لتتبعها بساعات قصف بالطيران العسكري الحوثي على قصر الرئاسة بعدن.

وحين توفرت الإرادة الحقيقية تقدمت قوات عسكرية بقيادة وزير الدفاع مسنودة بمجاميع مسلحة من اللجان الشعبية حسمت الموقف، وقضت على التمرد خلال خمس ساعات فقط، وهذا يؤكد وجود حاجة ملحة لأن يصدر الرئيس هادي قراراً بتعيين نائب له، وشخصياً أرى اللواء الصبيحي هو الأنسب لهذا الموقع في هذه المرحلة، أقول ذلك بناء على أحاديث سمعتها من قادة جنوبيين كثيرين يشيدون بشخصية الصبيحي وقوة إرادته ودفاعه المستميت عن شرفه العسكري وواجبه الوطني.

وكثيراً ما ضغطت دول الخليج بهذا الاتجاه وطالبت الرئيس بتعيين نائب له، وهذا ما يؤكده التوجه الرسمي للإعلام الخليجي الذي أثارهذه النقطة مرات كثيرة، لكن مشكلة الرئيس هادي أنه منذ صعد إلى كرسي الرئاسة لا يثق إلا بثلاثة أشخاص؛ هم المبعوث الأممي جمال بنعمر، والسفير الأمريكي الذي غادر البلاد، ونجله جلال هادي، وفوق ذلك لم يستطع استثمار أنه يحظى بدعم الداخل والخارج، ولم يقم حتى اللحظة ببناء نظام حكمه الخاص.

ما حدث في عدن لا يمكن فصله مطلقاً عن أمرين؛ الأول هو وصول ضابط المخابرات الإيرانية الشهير بكنية “الحاج أبومصطفى” إلى صنعاء قبل الشروع في الانقلاب بـ24 ساعة، وبحسب عضو المكتب السياسي للجماعة الحوثية علي العماد فإن “أبومصطفى” هو المشرف المباشر على الجماعة الحوثية، بالإضافة إلى توليه ملفين آخرين هما تجنيد الشباب اليمني وشراء العملاء، والإشراف المباشر على ملف المؤتمر الشعبي العام والتحالفات الحوثية معه.

أما العميد المتمرد عبدالحافظ السقاف فقد سعى لتحقيق الانقلاب أو إحداث فوضى عارمة، تنتظر وصول المدد من صنعاء، وفي حال فشله سيسعى لكسب المعركة من وجهٍ آخر يتمثل في ثلاثة أهداف:

• إقحام القوات الخاصة في المواجهة لكي تُقتل وتُدمر على أيدي وحدات الجيش واللجان الشعبية وفي هذه الحالة سينتصر هادي، لكنه لن يجد أمامه قوة حكومية قادرة أن تحميه مستقبلاً.

• ثم إن الزج بذلك العدد الهائل للاشتباك مع وحدات الجيش واللجان الشعبية سيستولد أحقاداً وضغائن مستقبلية بين رجال القوات الخاصة واللجان الشعبية، قد تقود إلى صراعات وحروب مستمرة.

• السعي لتحميل الطرف المنتصر المسئولية القانونية والأخلاقية والتاريخية عن القتلى الذين قضوا في تلك المواجهات، مع أن السقاف هو من دفع بهم وقاد التمرد.

[email protected]

"الجمهورية"

قبل أيام مضت حلت الذكرى الثانية لانطلاق أقوى عملية عسكرية عربية، وبعد أيام ستحل الذكرى الأولى لتعثر المفاوضات السياسية اليمنية بين طرفيْ الحرب، منذ أن بدأت بالكويت في 23 أبريل/نيسان 2016 واستمرت قرابة 100 يوم.. وانتهت بالفشل. البحث عن مغانم السلطة »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء