كل النذالات ثرّة

20 - مايو - 2015 , الأربعاء 01:47 مسائا
4217 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةسمية الفقيه ⇐ كل النذالات ثرّة

سمية الفقيه
سميه الفقيه

كيف لمن هانت عليه بلده أن يطلب من الغير أن يكرمونها؟ سياسيو البلد لم يكرموا بلادهم التي ربتهم ،خذلوها مرات ومرات وضيّعوا كل الفرص المتاحة لتجنيب البلاد ويلات العداء وزمهرير الحروب وجحيم الموت واشتعال الحرائق. تركوها تحترق بنيران صراعاتهم وتقاسماتهم التي لوثت كل معاني الوطنية وحب البلاد ومصلحة شعب بائس يكتوي بحمم انتقامات الساسة من بعضهم البعض. نيران سموم الانتقامات لم تحرق الخصوم وحدهم بل احرقتنا جميعا واحرقت حاضر البلاد وشوهت مستقبله ولوثت تاريخه. لغة القتل وهمجية البقاء للأكثر توحشا و التمترس خلف الايدلوجيات الحزبية والطائفية والمذهبية القبيحة التي لم تحترم بلد ولم تنمي واقع ، لم تعمر شبرا واحدا من تراب اليمن بل اغتالته نهائيا. الفرص ضاعت والتنافر والعداء من كان يشق طريقه بكل حرية بين صفوف الفرقاء السياسيين بمختلف توجهاتهم والذين بدورهم تركوا المجال مفتوحا لكل الثغرات والتمزق ان يفشل كل الخطط الرامية للم الشمل، ومضى كل منهم للجوء للغريب ضد ابناء بلده .

فالبعض ارتهن لإيران والبعض للسعودية والبعض لشياطين الأنس، وكما هو متوقع لا يذهب ضحية السياسات الفاشلة والخيانات المتناسلة سوى شعب منهك وجائع لا عمل له سوى الاكتواء بلهيب الحرائق. لا يموت الا هو ولا يهان الا هو ولا يجوع الا هو ولا يعرى الا هو . فمن سيعيد له حقه المنهوب وكرامته المهانه ويشبع جوعه ويؤمن سقفه المملوء برعب الزمان ورعشة المكان. اليمن ما كان سيصل لمستنقع اللاعودة هذا لو ان الوطن كان نصب اعين الجميع ، لو ان الجميع نبذوا الفتن وحكموا العقل ، لو ان الجميع تركوا مشاريعهم التمزيقية ووحدوا الرأي وكنسوا احقادهم ، لو ان الجميع نبذوا التحالف الفردي والولاء للفرد ووجهوا الفكر لتعمير الخراب الاستقواء والهنمة وتغافل الجميع عن كل فتنة نخرت الجسد اليمن و جعلوها تتغول بمزيد من التغطرس والديكتاتورية المُدمرة. فمن يتمرد على ثرى وطنه يستحيل ان ينتصر حتى وان تحالف مع الشيطان.

عسى ما يحدث من بيع وخيانات للوطن و من نذالات متناسلة و من تنكيل للكرامة اليمنية و للدم اليمني ، عسى كل هذه الاهانات في جبيننا جميعا أن يعلّمنا كيف نختار قادتنا ، و من يمثلونا ، قادة لابد أن يتسموا بالشرف و الوطنية و العزة و الكرامة و النزاهة الوطنية الإنسانية والأخلاقية والتاريخية. و إن لم نتعلم من كل هذا ، فإننا بالفعل لا نستحق هذا الوطن مطلقا. و عسى كل هذه الاهانات لكراماتكم يا ساسة اليمن ان تجعلكم تدركوا فداحة رزاياكم في حقنا كشعب منكوب ومنهوب لآدميته منكم اولاً ومن الغرباء

ثانيا. والأهم من ذلك ان تجعلكم تدركون ان من تحرقونها هي ايضا بلدكم واسمها اليمن. هل مازلتم تذكرون انها بلدكم ايضاً ام ان النذالات ثرّة؟؟؟

يا رجالات اليمن ،عوراتكم تُهان. سميه الفقيه حين تفقد البطولات الرجولية معانيها وقت الحاجة تصبح الرجولة فعلا اضطراريا لا لزمة له. وحين تتلاشى كل الشعارات البراقة امام لحظات الذل ،لا يبقى الا التحسر على زمن مضى كانت فيه شعارات المرأة طعما »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء