كل شيءٍ هاديء في الضالع ..!

24 - يناير - 2014 , الجمعة 06:24 مسائا
3429 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةزيــن يوســف ⇐ كل شيءٍ هاديء في الضالع ..!

زيــن يوســف
كانت البداية في 27 ديسمبر..المكان مجلس عزاء في ساحة أحد المدارس في قرية سناح-الضالع..المتوفي الشهيد العدو المُناضل كان فهمي محمد قاسم..لا يهم بماذا سيدعوه الإعلام الشمالي أو الجنوبي المهم أنه كان يُقام له في ساحة تلك المدرسة عزاءٌ لروحه التي ستلحق بها بعد دقائق قليلة أرواحٌ أخرى..أرواحٌ لا ذنب لها إلا أنها بطريقةٍ ما كانت تبحث عن ثوابٍ ما أو لنقل تضامناً إنسانياً ما مع أسرة الفقيد. و فجأة و دون مقدمات تتساقط القذائف "الضبعانية" اللا ربانية لتحصد المتواجدين هناك..عشرات الجثث تناثرت بشكلٍ سيريالي كان سيعجز حتى سلفادور دالي بكل الجنون الذي يحمله فنه أن يتخيله في أكثر خيالاته جموحاً..الأجساد لم تُترك لتموت قطعةٍ واحدة بل أصبحت لديك مجموعةً من الأعضاء المتناثرة و الجماجم المتحطمة و بعض الجثث المتعانقة هنا و هناك..تلك الأجساد التي ظنت أنها بعناقها ستمنع قنبلةً من اغتيال طفلٍ أنجبته للدنيا و قُتل فقط لأن أصوله جنوبية. سيقول البعض أن من قُتلوا هم من الحِراك المُسلح و أن آثار طلقات الرصاص على جدران المدرسة أكبر دليلٍ على حدوث مقاومةٍ أو لنقل -كما يقولون- البدء بالاعتداء على القوات اليمنية المُرابطة "جهاداً" بالقرب من هناك..حسناً و لكن هل من المعقول أن يتم إطلاق النار على قوات اللواء اليمني و الدخول في اشتباكٍ معهم من المدرسة -كما يزعمون- و بالرغم من ذلك يكون أغلب القتلى في المدرسة هم إما من المراهقين أو من الرجال الذين كانوا برفقة أطفالهم!!..هل يُعقل أن يتم الاشتباك مع مُسلحين و لا نرى أي أثرٍ لسلاحهم بجانب جثثهم المتناثرة و لا حتى صورةٌ لرصاصة واحدة أُطلقت من جانبهم!!. و لكن يتم تجاهل هذا المنطق العقلي..و لكي لا يحزن أهل الجنوب لهذا التجاهل يتم تشكيل لجنة و لكنها ككل اللجان في اليمن يكون همها الوحيد -بعد قبض الأموال الطائلة لكي تقوم بمهامها الافتراضية- أن تطل عليهم و علينا لتخبرنا أجمعين أن الموت مجاني و أن أرواحهم -كما أرواحنا- بلا قيمة..فلم تطالب لا بتعويضٍ للأهالي لا قيمة له فعلياً..و لم تكشف حتى عن ما حدث و هو ما أعتدناه منها..و لم تُصدر حتى إدانةً لطرفٍ ما..و كأن مُطلق القذائف كان الله و الله لا تجوز محاسبته. فتخرج مظاهرةٌ لتصرخ..

تريد فقط أن تصرخ و لكن حتى الصراخ لم يعد من حق المواطن ذو الأصول الجنوبية..ما هو مطلوب منه فقط أن يموت بصمت..أن يموت بذُل..أن يموت و هو سعيد و أن يشعر أيضاً بالامتنان لأنه يموت بأيدٍ شمالية..و لكن حتى الصراخ أصبح من المُحرمات لهذا يتم قمع تلك المظاهرة -كما غيرها- بكل عنفٍ لا يُميز بين رجلٍ و طفلٍ و مراهق..و من جديد لا شيء يحدث في الضالع. و في العام الجديد و في اليوم السابع عشر منه تُقتل يسرا و ياسمين و والدتهم لينا و ما تحمله في أحشائها..كلهم تم إرسالهم إلى الرب بقذيفة..و السبب؟؟..الحجة المُعتادة "هجومٌ "وهمي" من الحِراك المُسلح"..


و المثير للاستغراب أن كل الضحايا رغم ذلك الهجوم الحِراكي المُسلح كانوا من المدنيين الذين قصفت منازلهم التي كانوا بها يحتمون..لم نرى مُسلحاً أو حتى جثةً لا تبدو لمراهقٍ أو لأبٍ مع أطفاله أو لأمٍ مع بناتها. العميد عبدالله ضبعان تاريخه "النضالي" معروف..


فهو لا يكف عن إبهار الشعب اليمني بقائمةٍ من التهم التي لا تكتفي بالقتل "الخطأ" بين أضلعها بل أيضاً بالحرق الخطأ..و لكنه ككل طالبٍ نجيب لا يُعاقب لو أخطأ أو يُطالب حتى باعتذارٍ "شكلي" لا قيمة له بل يظل مُتنقلاً من منصبٍ رفيع إلى منصبٍ أرفع منه..و لن استغرب يوماً لو أصبح وزيراً للدفاع..فهنا -في اليمن- الكفة ترجح لمن تكون يده مُلطخةٌ بالدماء أكثر و من تكون ذمته المالية مُمرغةٌ في الوحل أكثر. و من جديد لا شيء يحدث في الضالع..فالإعلام الرسمي يتعامل بصمتٍ مهين مع ما حدث و يحدث و سيحدث هناك و كأن من تم قتلهم بالقذائف هم ليسوا من حامليَّ الجنسية اليمنية..أو لعلنا حقاً كما يصفنا الجنوبيين "مجموعةٌ من المُحتلين البربر"؟؟..



و لم أعد ألومهم للحظة على ذلك الوصف..فحتى على الصعيد الحقوقي كانت و ما زالت كمية التعاطف "الشمالي" ضئيلة و كأني بحقوقيينا قبل ناشطينا يجدون أن "التضامن مع كلاب أمانة العاصمة" أكثر نفعاً من التضامن مع بشر الضالع!!. لم يتحدث أحد..لا رئيس الدولة لا رئيس الوزارء لا رئيس البرلمان و لا حتى رئيس أصغر فريقٍ من فرق المكونات المُشاركة في الحوار الغير وطني..لا أحد..الجميع التزم الصمت..فقط ضبعان من كان يتملك الشجاعة أو لنقل اللا مبالاة لكي يتحدث..و عندما تحدث قتل الجميع و قال:"حِراكٌ مُسلح"..و لا ألومه أيضاً للحظة كما لا ألوم أحداً آخر..فما حدث تتحمل مسؤوليته الكاملة تلك الجثث التي تنحدر أصولها من المناطق الجنوبية..تلك الأجساد التي قد نُطالب يوماً -كشماليين- تعويضاتٌ مالية منها لما حدث لأعيننا عندما اقتحمت أشلاؤها مجال إبصارنا و إنسانيتنا الغير موجودة!!.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات