الاتفاق النووي..ومشروع التخادم الامريكي الايراني وخطرة علي الخليج واليمن..ومتطلبات العرب تجاهه!!

25 - يوليو - 2015 , السبت 07:18 مسائا
4803 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةاحمد الضحياني ⇐ الاتفاق النووي..ومشروع التخادم الامريكي الايراني وخطرة علي الخليج واليمن..ومتطلبات العرب تجاهه!!

احمد الضحياني
الاتفاق النووي..ومشروع التخادم الامريكي الايراني وخطرة علي الخليج واليمن..ومتطلبات العرب تجاهه!!

كتب/احمد الضحياني

لم يعد خافيا على احد ان مشروع التخادم الامريكي الايراني الذي بدا الاتفاق النووي احد ثماره الظاهرة كان يعمل بوتيرة عالية وما كانت تسوق له وسائل الاعلام الغربية عن عداء وخلافات بين ايران وامريكا الا تغطية على هذا المشروع.

قصة تمكين الدولة الصفوية الايرانية من الهيمنة على الدول العربية بمساعدة امريكا ابتدأت بإسقاط العراق بالاحتلال الامريكي ومن ثم تم تسليمه لايران.. تعمل الادارة الامريكية ممثلة بأوباما وفقا لنصيحة الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر الذي نصح للوقوف في وجه الاسلام السياسي المعتدل يجب تمكين الدولة الصفوية الايرانية بالهيمنة على المنطقة العربية.

لم يكن مشروع التخادم الامريكي الايراني ينفذ سوى وصية كارتر ..ناورت الدبلوماسية الامريكية في بقاء نظام الاسد لمصلحة مرتبطة بإيران وغصت الطرف عن مليشيات ايران وحزب الله التي تقاتل لحماية نظام الاسد في سوريا ومنعت الادارة الامريكية تزويد المعارضة السورية باي من ادوات القتال والمعدات العسكرية ..فاستباح الاسد ومليشيات ايران وحزب الله دماء السوريين بالقنابل والبراميل المتفجرة.

ثم أتت فكرة "داعش" الذي يعده كثير من المراقبين صناعة غربية لإظهار الحركات السنية كحركات متطرفة وارهابية تظهر الاسلام بهذه الصفة ..ليخدم مشروع التخادم الامريكي الايراني ..ومهدد جديد يطل من الجهة الشمالية للخليج العربي وعلى وجه الخصوص السعودية.

طوت امريكا وايران الشرق الاوسط في سوريا والعراق دولتين تتناحر فيها المليشيات ونموذج للطائفية الشيعية وصنعت زعماء مليشيات يديرون الدولة في العراق كالمالكي الذي بدء متبجحا قبل ايام بتصريحات تسيئ لصحابة الرسول(ص)..بالإضافة الى داعش كحركة متطرفة تم تزويدها بأدوات القوة التي تنهش بها الجميع من الفصائل السنية غير مفرقة بين الصالح والطالح.

انتقل رسم السياسة الدولية من الشرق الاوسط الى الجزيرة العربية (منطقة الخليج العربي واليمن)واصبح تهافت المصالح الدولية يطل برأسه على المنطقة.

في سبتمبر2014م تمكن مشروع التخادم الامريكي الايراني في اليمن من اسقاط محافظة عمران شمال صنعاء وقتل قائد في الجيش اليمني واحد المنضمين لثورة ال11من فبراير العميد حميد القشيبي قائد اللواء310 بتواطئ واشراف من وزارة الدفاع اليمنية والرئاسة اليمنية ومكتب جمال بن عمر وتواطئ للمجتمع الدولي والاقليمي.. فاعتبر مراقبون ذلك مؤشر على تصفية قيادات الجيش الوطني المنضمين لثورة11فبراير والسعي لاعادة النظام السابق بتحالف مع جماعة الحوثيين المسلحة(اجندة مشروع التخادم الامريكي الايراني) واعتبروا ذلك ايضا الاذن بإسقاط صنعاء والسيطرة على مؤسسات الدولة وهو ما حدث بالفعل في 21سبتمبر وكأن الدولة لا تملك جيشا دخل الحوثيين صنعاء وتم التسليم والاستلام وفق توجيها وزير دفاع هادي محمد ناصر احمد.

كان الرئيس هادي وثلة ليست بقليلة من قيادات الجيش بما فيهم وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الاركان جزء من مشرو ع التخادم الامريكي الايراني ..لكن نكوث المشرفين على المشروع في استمرار هادي رئيسا والسعي الى ازاحته من مؤسسة الرئاسة وعدم القبول ببقائه حتى رئيسا صوريا لأهداف تتعلق بالحوثيين وعلي عبدالله صالح في السيطرة والاستحواذ وحسم الامر في كافة مؤسسات صناعة القرار.

كانت دول الخليج تراقب بكثب انقلاب الحوثيبن وعلي عبدالله صالح على صنعاء ..وانتبهت مؤخرا ان اليمن يتدحرج نحو الهيمنة الايرانية ..وكانت تصريحات المسئولين الايرانيين بالسيطرة على العاصمة العربية الرابعة التي هي صنعاء.. صدمة مبكرة لموت متأخر. تزامنت هذه الاحداث في اليمن مع الايام الاخيرة من شيخوخة حكم الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك السعودية.. وتراكم المخاطر المهددة للأمن القومي للمملكة.

فبعد وفاة الملك عبدالله مثل تولي الملك سلمان بن عبدالعزيز الحكم نقطة فارقة في مسيرة ملوك آل سعود ..اجرى العديد من الترتيبات الداخلية اعتبرها العديد من المراقبين انقاذ للمملكة من المؤامرات وقطع الطريق على الخصوم والطامعين.

صعد الملك سلمان ملكا للمملكة وتحيط به العديد من الملفات المثقلة في الجنوب تهديدات ايران عبر جماعة الحوثيين المسلحة المتحالفة مع الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح والتي انقلبت على الشرعية في اليمن.
ومن الشمال نظام الاسد مليشيات ايران وحزب الله وتنظيم داعش.. بالإضافة الى ملفات تتعلق بالسياسة الخارجية للمملكة واستمرار دعمها للانقلاب في مصر وتسوية خلافاتها مع قطر ..وكيفية اعادة الاعتبار الفعلي للدور الاقليمي للمملكة .

عاصفة الحزم رسالة للداخل والخارج

مثل عاصفة الحزم التي شنتها قوات التحالف العربي بقيادة السعودية على الانقلابيين على الشرعية في اليمن بطلب من الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي وحكومته تحول جديد في اتجاهات المملكة.. وبرزت فيها السعودية قوة اقليمية لا تضاهى واسقطت خيالات الامبراطورية الايرانية في 3ساعات .فهي عملية عسكرية بامتياز من حيث الاهداف و العمليات والغارات الجوية على مخازن الاسلحة والمعدات والعسكرية والطائرات الحربية. وسياسية من حيث انها جاءت ضمن تحالف عربي مكون من ثمان دول عربية واسلامية.

كانت عاصفة الحزم مفاجأة حقيقية لايران وخروج عن المألوف بالنسبة للإدارة الامريكية التي رأت نفسها في موقف المرحب والداعم اللوجستي.. وقطعت الطريق امام مشروع التخادم الامريكي الايراني في اليمن.

الاتفاق النووي..إتفاق سياسي ام عسكري

يرى مراقبون ان صفقة الاتفاق النووي بين ايران والغرب وعلى وجه الخصوص امريكا اعلان رسمي على تدشين رسم خارطة السياسة الدولية من الشرق الاوسط الى منطقة الجزيرة العربية.. واعادة تأهيل ايران الدولة المكروهة المحبوبة للإدارة الامريكية.. ويتسأل الرأي العام العربي هل الاتفاق النووي صفقة دبلوماسية ام فرصة لتأهيل عسكري؟ وهل تخلت امريكا عن حلفائها في المنطقة؟ وما هو النظام الاقليمي الجديد الذي تريد رسمة؟
تصر الولايات المتحدة حسب مراقبين على حل مشكلة الاطماع الايرانية وفق ازمة واحدة في وقت واحد مما يعني تفاقم الكوارث والازمات وتناثرها ..ويقول اوباما في مؤتمر صحفي له في 15يوليو لا بد من اشراك ايران في حل الصراعات الدائرة في المنطقة واشار منها الى الحرب الاهلية في سوريا.

اذا كان الاتفاق النووي صفقة سياسية لاعادة رسم خارطة السياسة الدولية وفق قطبي ايران وامريكا وحلفائها من الغرب مع خروج روسيا من اللعبة فان ذلك يعني عدم توقف الهيمنة الايرانية العسكرية في المنطقة وذلك سيزيدها من رفع حجم استثماراتها وتدفق مليارات الدولارات جراء رفع العقوبات وربما تشهد المنطقة مزيدا من الحروب بالوكالة.

تتعامل امريكا مع مثل هذه الملفات التي يترتب عليها تغيرات استراتيجية في المنطقة بطريقة ذكية ودائما ما تلجأ الى حلفائها حينما يتعلق الامر بتحريك تروس الدائرة من الداخل لتتمكن الدائرة من التحرك كليا.. تهدف الادارة الامريكية من الاتفاق النووي انطلاقة لتوسيع هوة العداء بين ايران والعرب وتوسيع رقعة الفتنة الطائفية التي تدور رحاها في العراق وسوريا ولبنان مع هيمنة ايران على تلك الدول..

ان الاتفاق لا يعني ان ايران فرضت نفسها كقوة توازي قوة الولايات المتحدة الامريكية بقدر ما يعني قبول الادارة الامريكية ايران شريكا اساسيا في اعادة ترسيم خرائط النفوذ والقوة في المنطقة في ارض وثروة ودول هي ملك العرب..يتحدث اوباما في العلن معلنا رعايته لفتنة طائفية واصفا "الانظمة العربية بالسنية" بيت القصيد ان في نظره"مصدر التهديد لهذه الانظمة ليس النفوذ الايراني".

ويتعهد اوباما" بمحاربة الحركات السنية لأنها في نظرة ادت الى زعزعة الامن والاستقرار".. لقد ظهرت حيثيات تمكين الادارة الامريكية لايران في المنطقة العربية في خطابات اوباما واستراتيجيته.

وهذا خطر يستدعي من الدول العربية الاسراع في التحرك لتكون لاعب بين القوى واول ما يمكن القيام به:

- الاستمرار في عاصفة الحزم واجبار الانقلابيين على الانسحاب من كل المدن وتسليم الاسلحة والانسحاب من كافة مؤسسات الدولة واعادة الشرعية في اليمن.

-التوقف عن تمويل مشاريع الثورات المضادة في الداخل العربي وقيادة مصالحة سياسية ومجتمعية شاملة تكرس ايجاد دول مدنية وتجرم الفساد والاستبداد.

-اعادة تعريف مصادر التهديد الحقيقية للدول العربية بعيدا عن تقارير المخابرات ووفق رؤية علمية واقعية والتوقف عن نصب العداء للحركات الاسلامية والسياسية.

-الخروج من عباءة الهيمنة الامريكية واقامة تحالف عربي اسلامي تقوده السعودية وتركيا ومصر وباكستان والسودان للوصول الى تفاهمات لحل الخلافات مع حفظ المصالح وايجاد حل عادل لسوريا والعراق.

اننا اليوم نعيش مخاضا اقليميا وعربيا سنكون نحن فيه العرب في المقدمة والقوة المهيمنة لعوامل عدة لا تملكها الدول الاخرى منها الجغرافيا والثروة وكادر بشري منتظر استقرار سياسي وامني وقبلها لا بد تحقيق القيم الاساسية للمجتمع الرشيد من العدل والحرية والمساواة وتحقيق مصالحة مجتمعية شاملة تحترم التعددية الثقافية والسياسية الخ...

احمد الضحياني صديقي المناضل الشهيد زكي السقلدي عرفتك مناضلا صادقا شجاعا.. لا تخاف في قول الحق لومة لائم.. باستشهادك.. فقدت اليمن عموما والضالع والجنوب خصوصا.. قامة وطنية كبيرة.. فقدوا ابرز قادة النضال السياسي السلمي.. ابرز دعاة الشراكة والتحالفات »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات