هل باقي معنا دولة ؟

28 - يناير - 2014 , الثلاثاء 06:53 مسائا
3668 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةسمية الفقيه ⇐ هل باقي معنا دولة ؟

سمية الفقيه
العبارة السابقة صارت متداولة كثيراً هذه الأيام في ظل انحسار مد الدولة اليوم للخلف دُر وجدب هيبتها للوراء زحف وتلاشي هيمنتها للقاع مكوث واختفاءها بشكل ملحوظ من على سطح وأمواج الأحداث العاتية التي حطمت فينا كل صور المقاومة وأردت ثقتنا فيها قتيلة على شاطئ الرماد.. عبارة صار يلوكها الناس في كل مكان بلغة يأس مخيفة تنذر بكوارث أكثر ضبابية وخطراً مما حدث ويحدث الآن..

لا يختلف اثنان أن أي دولة لا تستطيع أن تحقق أي توازن إلا إن كانت أركانها ثابتة وقوية متمثلة بهيبتها وهيمنتها وفرض سيادتها على الجميع وأنها لا تستطيع أن تؤسس لحكم رصين ومتين يقوم على مبادئ واضحة في ظل غياب هذا الركن الهام والخطير الذي يحدد مدى نجاحها وفشلها في السيطرة على مجريات الأحداث في شتى أركان الوطن, وفرض سيادة القانون ومنع استقواء المجرمين والمنحرفين ممن يسعون إلى فرض شريعة الغاب وأكل القوي الضعيف.. فأخطر شيء يهدد كيان أي دولة في العالم أن تكون أركانها متهاوية ومتآكلة وإن حدث ذلك فعليها وعلى الوطن الخراب.

للأسف الشديد ما يحدث اليوم هو العكس تماماً وفُرضت على الوطن لغة قبيحة وسيادة همجية يقودها مجموعة من سكان الغابات الأشد قبحاً وصارت لغة الخراب والفتك والعبث المُمنهج هي السائدة من أقصى الوطن لأقصاه يشعلها فتوات شعث غُبر ومخربين أوباش وأنذال خارجين عن القانون ومجرمين أعطوا أنفسهم حق يراد منه باطلاً و لم يراعوا في الوطن وفي المواطن إلا ولا ذمة ولا ضميراً وأهدروا دم اليمني وأراقوه بلا مقياس وبلا حد وصاروا الجلاد والحاكم يفتون ويحكمون ويقررون مصائر الناس وحياتهم وموتهم بقوة السلاح والأحزمة الناسفة والمذابح التي نثروها في كل جزء من اليمن.

لا جدال أن هؤلاء الشرذمة مجرمون بكل لغات الإنسانية والوطنية إنما حين تغيب الدولة فبالتأكيد تكون كل القباحات مباحة وكل المجون مباح ومتوقع في ظل موت هيمنة القانون والدولة وموت المحاسبة والضبط والعقاب وذلك ينذر بكوارث اشد سوءا تؤدي بنا إلى ما لا يحمد عقباه وستتفاقم مآسينا أكثر وأعظم إن ظلت حكومتنا خارج نطاق الخدمة الوطنية المناطة بها لحماية ما تبقى للبلد من بقية باقية.. ناهيك أيضاً عن احتمال تحول كل مواطن يمني إلى مجرم من الدرجة الأولى وعن سبق إصرار وترصد كي يحمي ماله وعرضه من بطش هؤلاء المرتزقة وستغوص البلد في حضيض الدماء وكل الشعب سيصبح فتوات وبلاطجة إن لم تتدارك الدولة نفسها وتسن سيف هيبتها في وجه كل عابث ومجرم وذلك كي تحمي شعبها وتحمي نفسها من لعنة التاريخ..

فما يعانيه المواطن اليمني من انفلات أمني مرعب وما يلمسه من انفلات للضمير الإنساني واليمني هو ما جعله يفقد ثقته في الدولة وفي قدرتها على بسط نفوذها وردع كل مجرم يبطش ويعتدي ويظلم وينهب ويقتل, وأيضاً لم يعد يثق إطلاقاً بوجود من يحميه و ينصفه ويعيد له حقوقه المنهوبة ويرد مظالمه إن كان مظلوماً أو مُعتدى عليه، وذلك لقناعته أن أولئك صاروا اقوى من الدولة وأنها أصبحت أضعف من أن تضبط أياً كان من القتلة وقطاع الطرق وحثالة البشر..

من حقنا بعد كل هذه المآسي التي تقصم ظهر أي وطن مثقل بكائنات سرطانية تعيث فيه تخريباً وتنكيلاً أن نطالب الدولة باسترداد ثقتنا فيها وفي الوطن وتبسط نفوذها بقوة القانون بحزم وقوة دونما تمييز طبقي أو عنصري أو مشيخي أو مذهبي أو طائفي فالجميع أمام قانون الوطن سواسية كأسنان المشط ومطلوب منها أن تعيد للبسطاء المقهورين أمنهم وسلامتهم وتنقذهم من حثالة بلاطجة وفتوات جعلوا اليمن قاب قوسين أو أدني من الانهيار ومن هاوية الفناء.. ونعيدها ونكررها التاريخ لا يرحم أحد والوطن أيضاً لا يرحم كل متهاون بترابه وبقطرات دم زاكية مازالت ت راق على ثراه بسبب أولئك الشرذمة الباغية.. ومازال فينا بصيص أمل وثقة في أن هذا الوطن مازال فيه من الشرفاء الكثير القادرين على حمايته واسترداد وجهه المشرق فبالتأكيد ما زال نبض قلوبهم وما زال نبض قلوبنا جميعاً يمنياً...وحماك الله يا يمن..

سميه الفقيه كيف لمن هانت عليه بلده أن يطلب من الغير أن يكرمونها؟ سياسيو البلد لم يكرموا بلادهم التي ربتهم ،خذلوها مرات ومرات وضيّعوا كل الفرص المتاحة لتجنيب البلاد ويلات العداء وزمهرير الحروب وجحيم الموت واشتعال الحرائق. تركوها تحترق بنيران »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء