العفة والفضيلة..الدرس المشروح..!

29 - يناير - 2014 , الأربعاء 03:41 صباحا
4068 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةالطاف الاهدل ⇐ العفة والفضيلة..الدرس المشروح..!

الطاف الاهدل
مازال أمامنا الكثير حتى نعود إلى تلك الجذور الأخلاقية النابضة بالحياة والحياء معاً. فمجتمع اليوم تكسوه أثواب الحرية المطلقة التي تعدّت على حريات الآخرين، وفعلت أكثر من ذلك بتعديها على أصول أخلاقية، دينية واجتماعية يعلمها الجميع. ووصل الأمر إلى تحويل الثوابت الدينية إلى مجرد اجتهادات تشريعية هروباً من الالتزام بما جاء في كتاب الله وسنة رسوله. اليوم نتحدث عن كل شيء، الوطن الديموقراطي بثوابته، والنظام الفيدرالي، والمكونات السياسية، وألوان العلم الجديد، نتحدث عن كل شيء وكأننا كنا في زنزانة حرمتنا التصرّف بحرية ومنعتنا من الاستمتاع بالحياة.
لكننا أغفلنا الحديث عن بناء الإنسان الجديد الذي سيسكن هذا الوطن الجديد، ابتعدنا كثيراً عن القيم الأساسية للتنشئة، وتناسينا أن المستقبل سيكون أفضل فقط في حالة واحدة: إذا تم تسليح الجيل بالعفة والفضيلة. وبالطبع فإن هذا لن يحدث في ظل انفتاح تكنولوجي لا يفرّق بين صغير وكبير، بالإضافة إلى غفلة أبوية طاغية حدثت بفعل السعي الحثيث لتحقيق التوازن الاقتصادي وتجاوزت جل وظائفها تحت مظلة مبرر واحد، «الفقر» الذي يهرب الناس منه إليه في وطن يفتقر إلى الإحساس بالحياة من منظور آخر بعيد عن الحاجة والعوز وتحقيق الكفاف.
العفة هي من ستجعل هذا الجيل أو على الأقل الأغلبية منه بعيداً عن الظلم والتعدي على الحقوق وهتك الأعراض والسعي بين الناس بالرذيلة، والعفة هي أيضاً من ستلغي فكرة التبعية السياسية والعرقية، لأنها قيمة تنطلق من الإيمان بنقاء النية وصفاء السريرة والقدرة على تحرّي الحقيقة حيث كانت وبكل تفاصيلها مهما كانت. والعفة هي من ستصنع الإيثار الذي لو أنه كان لسان حال اليوم لكانت الحياة بخير، لكن أطماع الحياة جعلت من المستحيل وجود تلك القيمة الراقية في مثل هذا الركام الدنيوي البغيض قولاً وفعلاً. العفة هي من تضع حجر الأساس الأخلاقي الصلب على أرض الفكر والروح الإنسانية، ثم يأتي بعد ذلك دور الفضيلة التي تشيد البناء، وتقوي أركانه، وتُعلي جدرانه.. وهي الطريقة التي من خلالها يتم تحديد معالم الشخصية السوية، وهذا بالتحديد ما نحتاج إليه ليكون المستقبل أفضل والواقع أجمل. أما أن نتجاهل هذا ونتعامل بطريقة «الدرس مشروح» ضاربين مسئولياتنا ومهامنا الإنسانية عرض الحائط، فهذا بالضبط هو ما صنع جيل اليوم المتخبّط بين شمال الوطن ويمينه.
بناء الإنسان هو ما يؤسس لبناء المجتمع، والأمر يتطلب وعياً كبيراً على مستوى الأسرة بشكلٍ خاص، ثم على مستوى المجتمع بشكلٍ عام، إذ أن المسئولية الأبوية هي ما يوقظ المسئولية التعليمية والتربوية داخل أسوار المدرسة، بل أن هذه المسئولية هي ما يحدد نوع التفاعل الإنساني الذي يحدث بين أبناء الجيل ومحيطهم الناضح بمختلف أنواع العلاقات الإنسانية، السلبية منها والإيجابية، وبمعنى أوضح القريبة منها للقيم الإنسانية أو تلك التي لا تمت للقيم الإنسانية بأية صلة.. نعم، من الضروري أن يكون هناك استقرار سياسي وسيادة قانونية وتوافق فكري وعقائدي واجتماعي في أي مجتمع، لكن من الضروري قبل هذا وذاك أن تكون هناك قاعدة أخلاقية تؤسس للارتقاء بالجيل وتعديل توجهه وتحريك عزيمته للوصول إلى الأفضل، وإنما بعث نبينا الكريم متمماً لمكارم الأخلاق أو كما قال صلى الله عليه وسلم. إذاً فتلك البعثة بدأت وانتهت بتربية الروح الإنسانية وسلامة المضغة التي أودعها الله هذا الجسد، والتي إن صلحت صلح سائر الجسد وإن فسدت فسد سائره.
وما ندعو إليه اليوم هو ما دعا إليه رسولنا بالأمس: مكارم الأخلاق التي يحاول البعض أن يستبدلها بسواها من مساوئ الأخلاق، وما هذه الهجمة التكنولوجية والإعلامية الشرسة إلا طريقة من طرق القضاء على موروثنا القيمي والأخلاقي والخروج بمجتمعنا إلى طريق الضلال الذي لا رفيق عليه إلا الشيطان. وما نفعل ذلك إلا تذكيراً لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

طيب فهمنا أنكم فرحانين ومقشننين وتشتوا تعيشوا اللحظة، بس دا مش معناه أنكم تؤذوا الناس وتفزعوهم، أفراحكم ممكن تكون أحزان لناس تانيين اذا بتستمر ثقافة الأعراس عندنا على هذا الشكل. العاب نارية تقول عيد التحرير!... مليه مش كذا يا جماعة مش أول ولا آخر »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء