ما الذي يحمي الثورات ومنجزات الشعوب؟

29 - يناير - 2014 , الأربعاء 05:05 مسائا
4160 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةأحمد عثمان ⇐ ما الذي يحمي الثورات ومنجزات الشعوب؟

أحمد عثمان
أحمد عثمان

السهام التي انطلقت إلى ثورة مصر لإجهاضها من كل حدب وصوب، خاصة تلك القوى المذعورة من الديمقراطية في المنطقة العربية انطلقت إلى تونس أيضاً لإجهاض الثورة هناك لكي تنتهي أسطورة الربيع العربي ويعود الحكم العربي كما كان يتكلم استبداداً وفرديةً ويسبّح بحمد الزعيم، مقابل شعب يسحق.. كثير من محبي التحرر العربي مسكوا قلوبهم على تونس وهم يرون نفس الحركات تتم هناك وبتقليد تام، من حركة تمرد إلى استرداد الثورة وجبهة إنقاذ الثورة وجماعات تخرج من الماضي تتحدث عن إسقاط الحكومة الفاسدة وما شابه من الحركات التي تقوم بها الآن الثورة المضادة وتجربها في اليمن مدعومة بدعم خارجي مذعور من وجود شعب حي ودولة كريمة في جنوب الجزيرة العربية.



المؤامرات الخارجية وكل القوى العالمية لا تملك قوى خارقة لتغيير الشعوب والأوضاع على هواها لكنها ترقب الداخل وتستغل الأحداث، بمعنى أي تغيير إلى الأسوأ أو الأفضل، لابد أن تكون الشعوب وقواها هي المسؤولة الأولى وبعدها يأتي دور القوى الخارجية والدعم والضغوط وما شابه، لكن هذا العامل الخارجي يبقى مهماً كان حضوره ثانوياً لا يتحرك إلا بأدوات من الداخل وفي ظل تفتته وسبات الشعب.



إن العامل الخارجي يعمد مباشرة إلى تقبيل يد الشعوب عندما يعجز عن التغيير على ما يشتهي وتهدد مصالحه، هو يطبق بمرونة وبرجماتية مقولة «يد ماتقدرش تكسرها بوسها»، والمفهوم المعاكس ورقبة تقدر تركعها ركعها واكسرها .. إذاً مسألة التغيير وحماية الثورات هي عامل داخلي بالأساس وعامل وعي بالمقام الأول..إن الخطر قد يأتي من انتشار الأنانية والنرجسية عند بعض القوى الوطنية والشخصيات العامة لتمثل مصدر ضعف وخطر على نفسها والوطن، والتي لاتستريح إلا في ظل العبودية كشيء مألوف تحن إليها بدون شعوروتحكم بالقرع بالعصي والدعس بالبيادات، ولايمكن أن تصنع أي مشروع طالما وهي تقامر بالوطن والحرية مقابل مكايدات مع بعضها بدافع الغيرة و«المطبانة» السياسية ومن الأفضل هنا عزلها شعبياً وهذا يتوقف على وعي الشعب وفاعلية قوى الثورة.



وعودة إلى تونس لقد كان تجاوزهم السقوط وانتكاسة الثورة هو بسبب وعي القوى الوطنية التي حاورت وتنازلت وقلبها على تونس وثورته مش على دحر الآخر الوطني وإذلاله والذهاب إلى مطابخ الجلاد وموائده، لقد كان ومازال راشد الغنوشي «إسلامي» والمنصف المرزوقي «يساري» ورفاقهما من القوى التونسية يقدمون نموذجاً رائعاً وحضارياً لهذه الملحمة الوطنية الأكبر والأخطر في تاريخ الثورات.



لقد أنجز التونسيون دستورهم اليوم بنجاح رغم الأعاصير العاتية التي هبت لإطفاء ثورتهم والتي عادت تتملقهم وتضرب لهم «تعظيم سلام» وهم ماضون بكل وعي إلى تحقيق الأهداف والسبب وعي الشعب ووعي القوى والقيادات الوطنية، وهذا ما افتقدته مصر للأسف والتي عادت إلى الوراء فراسخ نحو الماضي وأصبح منظر القوى الثورية التي ناصرت الانقلاب نكاية بأخرى بائساً للغاية وفي العراء التاريخي الموحش، وستعض أصابع وأرجل الندم، وليتها تعتبر وتتعلم.



[email protected]

الزنداني انتقل الشيخ عبد المجيد الزنداني إلى رحمة الله بعد حياة حافلة بالعطاء لقد كانت بحق حياة مثيرة ومتميزة بشهادة المتفق معه و المختلف ولا يختلف اثنان على التأثير الكبير الذي كان لشخصية الشيخ الزنداني منذ ان كان شابا يافعا رفيقا لكبار »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات