نحو فلسفة إسلامية

29 - ديسمبر - 2015 , الثلاثاء 04:07 مسائا
3699 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةعبدالله دوبلة ⇐ نحو فلسفة إسلامية

عبدالله دوبلة
لنشرق او لنغرب لا حضارة للمسلمين إلا في هذا الدين "الإسلام"، الذي كان ولا يزال ملهمهم الأول.

إلا أن تقديمه مجزأ مفككا كأي مواد تدريسية جافة كما تقررت علوم الدين في التاريخ، والحرص على إبعاد الفلسفة عنه والتي وحدها من يمكنها اكتشاف غاياته ومقاصده الكلية، سيبقى كأي كنز لا يستفاد منه على أكمل وجه. فالعربة مفككة الأجزاء قد تحتفظ بقيمتها إلا أنه لا يستفاد منها كما ينبغي.

فالإسلام كما أفهمه أنا لا يمكن تعريفه في إتجاه معين الا القول إنه حياة، منهاجا وسلوكا، لا منهاج فقط أو مدونة سلوك فقط، حيث يلتقى الله والإنسان في تجانس بديع لاتعارض فيما هو إلهي وما هو بشري..

هو أكبر من أن يكون مجرد طقوس وعبادات، أو لاهوت في تصورات الله والإنسان والوجود، أو تشريعات جافة لتنظيم الحلال والحرام، أو حتى الإجتهاد لاكتشافه كنظرية فلسفية مجردة للحياة..

صحيح أنه أكثر بساطة من المدارس الفلسفية المادية في فهمه للانسان والوجود، إلا أنه أكثر عمقا وواقعيه منهما في ذلك الفهم،وفيما يقدمه من نصائح مباشرة للانسان، والتي تهتم وبشكل أكبر لإصلاح النفس "الفرد والمجموع" كمحل لإرادة افعالهما وتصوراتهما عن الوجود، لا التقرير عنهما بشأن النظرية أو الطريقة المثلى للحياة.

والنفس هنا كما أقصدها أنا هي حاصل مدخلات القلب والعقل عبر الإرادة "الضمير".

لكل أمة تجربتها الخاصة فان كانت المدارس الفلسفية الغربية هي نتاج لتجارب الاروبيين "المسيحين" وتحولاتهم الاجتماعية والسياسية والفكرية، وفي عمقها الموقف من الدين المسيحي التاريخي، مع أو ضد، حيث الضد نفسه ليس إلا على الضد من ذلك الدين..

فان فلسفة إسلامية هي الأنسب لفهم أعمق للمجتمع الاسلامي وأمراضه التاريخية والراهنة، والتي يتضح أن الدين أو التصورات عنه بالأصح لا تزال هي من تشكل محور الارتكاز لأغلب تلك الامراض والعلل..

· من صفحة الكاتب بالفيسبوك

كل المخلوقات والكيانات وحتى الأفكار والمفاهيم، لا تكون مجردة بذاتها، أو في معزل عن بيئتها المحيطة، فكل شيء في هذا الوجود يتخذ شكله الخاص به من تفاعله في فضائه العام، متأثراً، أو مؤثراً فيه. لا فرق بين الكائن الفرد، أو الكيانات العامة كالجماعات »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات