مجانين الجنان وانفلات الانفلات

30 - نوفمبر - 2013 , السبت 10:14 صباحا
3994 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةجمــال أنــعــم ⇐ مجانين الجنان وانفلات الانفلات

جمــال أنــعــم
صارت الجنة مكافأة سهلة في يد المجانين والبله يلوحون بها لليائسين من الحياة والباحثين عن طرق مختصرة للانتقال إلى نعيم الأبد إقناع هؤلاء بالموت من اجل بلوغ الجنان يبدو يسيراً وأصعب منه إقناعهم بجدوى الحياة وأهمية النضال في سبيلها والحفاظ عليها وحمايتها وطلب الجنة من خلال مراكمة البذل والعطاء والأعمال الصالحة لخير الإنسان وتحقيق مصالحه ونشدان الحق والعدل والحرية والكرامة والقيام بمهام الاستخلاف والتعمير لا الإتلاف والتدمير هذا طريق طويل لا يناسب هؤلاء المتعجلين المتلهفين إلى جنة سهلة المنال ولا تحتاج منهم كثير عناء وطول مكابدة «بكبسة زر وأنت هناك مع الحور العين «ربما علينا لكي نوقف هذا الواقع الجحيمي أن نبدأ بتحرير الجنة من أيدي هؤلاء نريد استعادة حياتنا وتأمينها من غارات مجانين الجنان لكل جنة يغري بها الأنصار والأتباع حتى الذين اوغلوا في قتل الحياة وصادروا دنيا الناس وحقهم في العيش الكريم يمدون وعودهم السخية إلى الآخرة. الجنة لا يمكن أن تكون غاية نقوض لبلوغها الدرب والشهادة مشروع حياة لا موت لذات الموت لا يمكن أن تكون قتلا مجانيا يتذرع بالأسانيد الملتبسة الجنة وعد من الله للإنسان ومن الخطورة بمكان أن تصير وعدا من الإنسان للإنسان


انفلات خبري

خبر مبتسر ومعلومة ناقصة ونشر فوري بدون التزام أو تحر للدقة يعني رؤية مشوشة وموقفا ملتبسا وقلقا
مضافا وتوترا مضاعفا.

قبيل العيد اختبرت بعضا من رعب الأخبار وأدركت الكلفة العالية التي قد يدفعها المرء مقابل إغراء الاشتراك الشهري الزهيد ببعض الوسائط الخبرية التي لا تعرف التوسط في نقل الكوارث وإرسال الفجائع بدأب وانتظام دون فحص أو إشفاق

كان الطريق على غير ماتقول الأخبار سالكا آمنا لم نعلق في ذاك الرعب الذي تمطرنا به الرسائل الخبرية المتسرعة
كان الطريق إلى عدن بنكهة الجوافة
باعتها على طول الدرب بسلال ممتلئة ناضجة في مشهد آسر حميم لا يحضر أبدا في الأخبار وعلى عهدها تستقبلك العند بروائح الحلوى وببشاشة بائعيها داخل محالهم الأنيقة والتي تبدو في حالة تنافس دائم على الفوز بالذواقة المسافرين هي الحلوى في مواجهة الزمن المر مقاومة واستمرارية تعكس حلاوة روح عامة
وعلى مقربة ستجد الفل والكاذي ينتظرانك حيث هما على الدوام لم يتركا مكانهما أبداً رغم ما يشاع من أجواء محتقنة بدخان الحرائق ورائحة البارود

تصحبك السلامة ويرافقك الأمان على طول الطريق ويغمرك شعور بالامتنان لأفراد الأمن المنتشرين هنا وهناك والواقفين في النقاط ومداخل المدن في يقظة وحب وحرص ودماثة بالغة سيما إن كنت رفقة العائلة تغلب روح الثقة وتبدو اليمن أسرة كبيرة تحظى بمايليق بها من التوقير إذ تعبر رغم كل دواعي الخوف وموجبات القلق

صدقوني لدينا مشكلة وهي القابلية للاختزال في حالات عارضة وأحداث طارئة ووقائع ظرفية
صورة اليمن الآن ممايلونها الخبر القصير القاتم الذي يؤدي إلى قصور في الرؤية والفهم وإلى ارتباك كبير.

ماهو واقعي ونقر به أن لدينا واقعا امنيا ربما وفي مستوى يقتضي الانتباه والحذر والتعامل المسؤول والجاد وما هو جلي كذلك أن لدينا انفلاتا خبرياً يستدعي التوقف.

وطن في مرمى القتلة من المهم اعادة انعاش الحساسية الجمعية وايقاظ الذاكرة العامة المرهقةً و اعادة النظر في مستوى التعامل الرسمي والمجتمعي مع هذه الجرائم الارهابية المنظمة والمروعة والتى تتسع وتتعاظم مع تصاعد الإنفلات والفوضى والملشنة وهذه »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات