عظماء وكرماء حتى بعد مماتهم

15 - مارس - 2016 , الثلاثاء 07:05 مسائا
3579 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةحـسين الصوفي ⇐ عظماء وكرماء حتى بعد مماتهم

حـسين الصوفي
في زيارتي ليلة أمس لمعسكر الفتح اللواء 203 ميكا بمأرب، كان هناك كهل يقف عند باب قيادة المعسكر، وكان مزهوا حد الثمالة، اقتربت منه وبريق الفرح يتقاطر من تفاصيل وجهه، حينها عرفت أنه والد الثلاثة الشهداء #‏الشهداء_الأشقاء..

وما سبب فرحته، إلا لأنه استلم راتب فلذة كبده الشهيد اسماعيل، ثم قام بتوريد المبلغ إلى خزينة المقاومة، وقال: هذه وصية ابني!

وللوصية حكاية..
كان الشهيد اسماعيل في احدى جبهات الشرف والبطولة، وكان الجيش الوطني والمقاومة يقاتلون بشراسة ويسطرون أروع الأمثلة، وحين ينتهون من جولات الحرب، يعودون بلا ظهر ولا سند ولا مؤونة، لقد مضت نحو خمسة أشهر بدون مرتبات ولا مصاريف!

كان اسماعيل ورفاقه يحتاجون لما يبلغهم المعركة التالية، فكانوا يأكلون ويتصرفون ببعض الذخيرة ليسدوا بها حاجاتهم ومؤنهم، كانوا مضطرين، لكن قلوب ابطال المقاومة ونفوسهم نظيفة طاهرة نقية...

كان اسماعيل كلما آوى الى فراشه يتلوى من ضميره المكوي بالنار والتأنيب، كان يتمتم "هل كان علينا أن نبيع الذخيرة؟ لقد فعلنا الصواب فنحن بلا قوت ولا مرتبات كيف سنستمر؟!" ثم يحرقه مناد آخر في صراع نفسي مرير " أين ستذهب من الله وأنت تسرق المال العام؟!"

كانت بعض الطلقات التي تقويه على الحرب، كم دافع عن وطننا في جبهات، كم جاع اسماعيل، وكم عطش وكم تقطعت أحذيته في طريق طويل من النضال الاسطوري، وكم وكم؟!

وقبل اخر ليلة ، شعر اسماعيل أن عليه كتابة التالي :" أبي الحبيب: ان رزقني الله الشهادة فخذوا أول راتب لي تصرفه وحدتي العسكرية ووردوه للمقاومة، تبرئة للذمة وتطهيرا لي، عسى أن يقبلني مولاي.... ابنكم اسماعيل"

ليلة أمس نفذ والده الوصية ودفع لخزينة الجيش راتب شهر ...

ونام اسماعيل بطلا طاهرا نظيفا بعد أن اروى الأرض بدمه الثجاج، استشهد اسماعيل وهو يسخر من كل المحتالين وأكلت السحت
السلام عليك أيها الشهيد..

قبل أن يكمل ولد الشيخ جولته حبذا لو تقوم الحكومة الشرعية بإهداءه نسخة من القرار الأممي 2216 ليستمتع بقراءته أثناء جولاته ورحلاته الجوية لغرض "احياء عملية السلام"!! وسيجد في أولى فقراته ما نصه: "يطالب الحوثيين بالقيام فورا دون قيد أو شرط »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات