لقد كنّا نصنع الثورات ونفشل في صناعة دولتها وهو ما يبقي لحظة مابعد الإنجازات العظيمة خاضعة لتقديرات القيادات وإن لم تنسجم مع أهداف الثورة.



لم تكن القيادات التي تقود مرحلة ما بعد الثورة على الدوام تعكس الفكرة المحركة للثورة سواءاً في بناء مؤسسات الدولة أو في اختيار الرجال الذين سيديرونها أو السياسة الموجهة لهم.



لقد بقيت الجمهورية فكرة توقفت عند حد الإعلان عن حق الشعب في حكم نفسه لكنها لم تتقدم خطوة أخرى في اتجاه صناعة الشروط التي تجعل هذا الحكم أمراً مكنناً ومتاحاً للجميع.



كنّا جمهورية، لكن بجسد سلطوي متوارث من العهد السابق للثورة، وكنّا جمهورية لكن مع بقاء رأس هرم السلطة منطقة محرمة ولا يجوز الاقتراب منها، كنّا جمهورية ولكن بدون أحزاب سياسية باعتباره شرط الجمهورية .. لقد كنّا جمهوريين بلا جمهورية.



الجمهورية هي فكرة تستحق نوعية خاصة من السلطة تعمل أجهزتها ليس من أجل الحكام، وإنما من أجل الشعب وتتسابق أجهزتها في خدمة المجتمع لاستخدامه وهذا ما لم نكن نحصل عليه في الغالب.



من أجل عدم تكرار الفشل ندعوا المقاومة ونعول عليها في إعادة تعريف مهمتها ووظيفتها بالقدر الذي يضمن الانتقال إلى دولة المواطنة، كما نعول عليها أن تضبط إيقاعها وفق هذا المطلب ومنع أي حالة خروج عن مقتضياته.



ندرك حجم التحديات التي تواجه المقاومة لكننا نثق بقدرتها على تجاوزها، وأنها قادرة، ليس فقط على صناعة نصر كبير وتتوقف عنده، وإنما ننتظر منها أن يمتد هذا النصر إلى حيث يجد اليمنيون دولة تحرس هذا النصر العسكري وتحويله إلى انتصارات سياسية وثقافية واقتصادية.



على هذا النصر أن يثمر عدالة اجتماعية وحريات سياسية وتنمية روح اجتماعية جمعية تؤمن بجسد واحد متحرر من العنصريات و يتساوى الحميع فيه.



أملنا في المقاومة كبير، وسقف توقعاتنا عالي، وثقتنا بها كبيرة.