الربيع العربي.. في ذكراه السادسة

10 - فبراير - 2017 , الجمعة 05:29 مسائا
3564 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةتوكل كرمان ⇐ الربيع العربي.. في ذكراه السادسة

توكل كرمان
أنا هنا اليوم .. أتحدث إليكم في لحظة فارقة تشهد حالة ارتدادا عالمي غير مسبوق عن قيم التعايش والتآخي والديمقراطية وحقوق الإنسان ومجمل منظومة القيم الإنسانية التي بقيت هاجساً للبشرية عبر مئات السنين حتى تمكنت من بلورتها في منظومتها الحقوقية والقانونية منتصف القرن الماضي بعد حربين عالميتين داميتين أهلكت عشرات الملايين من البشر.

أنا هنا اليوم .. لأحدثكم عن الردة العالمية بإتجاه العنصرية والكراهية والنزعات العرقية المتطرفة ، والتي تترافق مع موجة عالمية من الإرهاب ، وتأتي كلها إمتداداً للردة المدعومة عالمياً في المنطقة العربية التي مثلتها الثورات المضادة للربيع العربي الذي يبدو أن قدره كان أن يواجه النظام العالمي بكله وليس فقط الديكتاتوريات المحلية التي خاضت حربها وجمعت شتاتها تحت هذا الغطاء والدعم الدولي

أنا هنا اليوم ايها الاصدقاء .. لأحدثكم عن قصة الربيع العربي ، الحلم والتضحيات والمآلات.

هل فشل الربيع ؟

هل خنا الحلم؟

هل كنا على الحق؟

وهل كانت الثورة ضرورة والتضحيات حتمية ام جانبنا الصواب ؟ وزجينا بأمتنا في معركة غير متكافئة مع الحكام وشركائهم الدوليين !!

لأحدثكم .. عن الإرهاب الذي غدوتم تسمعون ربيعه يمتد وسطوته تكبر.

عن الاسلام فوبيا الذي أستحال الى خذلان وتآمر عالمي على ثوراتنا وكفاحنا المدني من أجل الحرية ، وقارب نجاة للإرهابين وخدمة جليلة تقدم لهم دون حساب.

عن الذي يحدث في اليمن، من ثورة سلمية انتزعت إحترام العالم إلى إنقلاب، وغزو ميليشاوي فاشي للمدن وما جلبه من حرب واقتتال خلفت كوارث لاحصر لها ولاتزال..

إننا نقف أمامكم اليوم لنذكركم ونذكر أنفسنا ونذكر العالم بقضيتنا التي خرج الناس من اجلها في ثورات الربيع العربي، في عالم يمضي من جديد بوتيرة متسارعة بإتجاه الحروب وتضخيم ترسانات الأسلحة الفتاكة وإحياء الصراعات الإمبراطورية والجيوسياسية بين الدول ونزعاتها للهيمنة المسلحة مخلفاً في الهامش قضايا الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان وارادة الشعوب وحقها في اختيار حكامها ومحاسبتهم وتغييرهم.

إن التمسك بحق الشعوب في اختيار حكامه والمشاركة في السياسة كمواطنين متساوين في الحقوق والواجبات وبناء تحالف عابر للحدود والحواجز الدينية والعرقية والحضارية بين شعوب العالم للدفاع عن منظومة القيم العصرية هي مهمة عالمية وليست فقط حاجة ملحة للشعوب العربية التي تواجه ثورة مضادة تهددها بمستقبل أكثر ظلاماً من الديكتاتوريات التي سادت في العقود الأخيرة من القرن الماضي.

لقد خرجت الشعوب في بلدان الربيع العربي ، من المقصيين والمستبعدين عن السياسة والحياة ، إلى الساحات العامة قبل ست سنوات ليضعوا بإرادتهم وسلميتهم حداً لإستبداد متطاول تحول إلى رؤساء مؤبدين وجمهوريات وراثية عائلية وطائفية

لقد قال الربيع العربي كلمته: إن في هذه المنطقة من العالم شعوباً تمور برغبة جامحة للحاق بالعصر وقيم الديمقراطية والعدالة والمساواة وحقوق الإنسان عبر تحول ديمقراطي حقيقي يحول الدولة من أداة سيطرة وقمع وقتل جماعي للمجتمع وطموحاته ومقدراته إلى حيز يتشارك كل المواطنين في صنع السياسة من خلاله وينتجون توافقاتهم وإجماعاتهم عبره ويديرون خلافاتهم وتنافسات برامجهم تحت رعايته كمؤسسة جامعة لكل المواطنين.

قال الربيع العربي في 20111: في هذه المنطقة شعوب تحلم أن ترى شكلاً حقيقياً للديمقراطية يسمح بتداول السلطة سلمياً وليس شكل مزيف يبقى فيه الحاكم حاكماً إلى الأبد ويورث لإبنه من بعده والمعارض معارض إلى القبر.

لم تكن ثوراتنا الشعبية نزوة عابرة تقفز على الواقع بل حاجة واقعية تأخرت سنوات طويلة حتى ظن الطغاة أنهم هم قانون الحياة وليس الحرية والكرامة وأنهم هم قدرنا المحتوم إلى الأبد يتوارثنا أبنائهم وليس إرادتنا الحرة التي تقرر قدرنا ومصيرنا وحكامنا ونوع الحياة التي نريدها

تطرح اليوم من جديد المفاضلة البائسة بين الأمن والديمقراطية ، وفيها محاولة مكلفة من قبل النظام العالمي لإعادة إنتاج الأنظمة المنهارة عبر الانقلابات والحروب والميليشيات الطائفية ، وكل ذلك تحت غطاء الحرب ضد الإرهاب. إن استغلال التطرف والإرهاب وجماعاته ليس جديداً عند الأنظمة المنهارة ، فقد وظفت ثقافة التطرف وجماعاته منذ عقود ، وكانت ترد على كل دعوة توجه اليها للانفتاح الديمقراطي واحترام حقوق الانسان بتخويف العالم من الإرهاب والتطرف والمتطرفين. وقد تبين عقب ثورات الربيع العربي أن ذلك الإرهاب وجماعاته هو مخزونها الإستراتيجي في ساحة هيمنت طويلاً على كل فاعليها وأدواتها.

يقولون جلب الربيع الإرهاب، هذه قراءة متهافتة للغاية ، سطحية في احسن احوالها ، تنطوي على مغالطات تاريخية لاتتماسك أمام أي بحث منطقي وتتهاوى أمام

يمن خالٍ من الصحفيين !! توكل كرمان بمناسبة يوم الصحافة العالمي، التحية لصحفيي العالم الذين يكافحون من أجل كشف الحقيقة وتقديم المعرفة للناس بكل تجرد ومهنية. إن التحديات التي تواجه الصحافة اليوم تتطلب منا أن نعلن انحيازنا بشكل كامل لذلك الجزء »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات