يحدثنا التأريخ أن كل انظمة الاحتلال والطواغيت كثيرا ما تنتهج سياسة الافقار وتستخدمها بطريقة ممنهجة لإذلال الشعوب , حتى يصبح كل همها هو البحث عن رغيف الخبز , متناسين باقي حقوقهم الآدمية والعيش بحريه وكرامه٠

وسياسة الافقار المتعمده من قبل الاحتلال اليمني تعتبر اهم وسيلة تم استخدمها ضد شعب الجنوب منذ احتلاله في صيف ٩٤م ، حيث قام بتسريح جميع الموظفين من وظائفهم وقطع الرواتب لسنوات التي تعتبر مصدر دخلهم الوحيد ٠

من المتعارف عليه ان شعب الجنوب قبل عام ٩٠م قبل الدخول في نفق الوحدة كانت لهم دوله, ترعاهم وتهتم بهم . وحاولت ان تسعى الى الارتقاء بالإنسان الجنوبي نحو الأفضل من خلال الأمن الغذائي والتعليم المجاني والخدمات الصحية المجانية وتهتم بتوفير فرص العمل لكل ابناء الجنوب بدون تمييز . بعد الاحتلال انتهى كل شي وتحول الغالبيه العظمى من ابناء الجنوب من طبقة وسطى الى طبقة الفقراء’ وتحت خط الفقر, رغم ان الثروة موجودة في الجنوب الا انهم اصبحوا محرومين منها بسبب نهبها من قبل زعماء الحرب في صنعاء ٠

ومع ذلك فبرغم استخدام الاحتلال سياسة الافقار والتجهيل المتعمد لشعب الجنوب لكي يتمكن من تركيعهم وإذلالهم ويقبلوا بالاحتلال كواقع مفروض عليهم ويصبح الخبز مقابل الكرامه الا ان شعب الجنوب الحر رفض هذا الواقع وخرج في عام ٢٠٠٧م الى الشارع للمطالبه بحريته وكرامته ويناضل من اجل استعادة دولة الجنوب ليتمكن العيش في ظلها بحرية وكرامه مثل بقية شعوب العالم الحر واعلن الرفض للاحتلال وسياساته.


وان وجد بعض ابناء الجنوب ممن باعو انفسهم ورضخو لسياسة شراء الذمم التي استخدمها الاحتلال وتنازلوا عن الوطن مقابل مصالح شخصية تافهه فهم قله قليلة لايعبروا عن شعب الجنوب الحر وإنما يعبرون عن انفسهم الضعيفة٠ فشعب الجنوب الحر رغم الفقر لم يستسلم للواقع المفروض من قبل الاحتلال وتحدى كل الرهانات التي يراهن عليها الاحتلال واعلن رفضه القاطع للعيش بمهانه لانه يؤمن بان الثوراة هي من صنع الفقراء والناس المعدمين وهذا ما أثبته التاريخ بان الفقراء والمظلومين هم من داسو باقدامهم على جبروت الطغاة والمجرمون عبر العصور فالتأريخ لم يخلد الا اسماء المستضعفين الذين واجهو الطغاه وقدموا التضحيات في سبيل حريتهم وكرامتهم ٠ الفقر لايمكن ان يجعل الانسان يقبل بالضعف او الانهزام وإنما يكون سبباً دافعاً للإنسان للنضال والصمود في مواجهة الظلم والاحتلال ٠

إن أخطر فقر هو ان يصبح الإنسان من فقراء الأخلاق لانه بذالك سيكون غارقاً في وحل الرذيلة الذي يجعله يصبح منبطحاً قابلاً لحياة الذل والمهانه لايعرف معروفاً ولا ينكر منكراً فعلينا الحذر من السقوط الاخلاقي الذي يحاول الاحتلال إدخالنا فيه من خلال نشر الرذيلة ونشر المخدرات وإثارة النعرات والتشجيع على البلطجه ٠ علينا النضال في جميع الجوانب ومواجهة جميع الثقافات الدخيله على ثقافة شعب الجنوب التي أتت مع الاحتلال وباذن الله ستنتصر قضيتنا وتتحرر أرضنا ويرحل الاحتلال من أرضنا ونرجع كما كنا كراماً آمنين