الثورات والحقيقة المرة !!

17 - يونيو - 2017 , السبت 10:37 مسائا
4008 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةمحمد علي محسن ⇐ الثورات والحقيقة المرة !!

محمد علي محسن
الثورات والحقيقة المرة !!

الحقيقة المرة هي ان الشعوب ثارت لأجل التغيير الذي انتظرته عقودا وقرونا ، الا ان الثورات هذه اقتصرت فقط على الأنظمة الجمهورية التي احالها الحكام المستبدين الى مجرد إقطاعيات عائلية فاسدة .
فلو ان هذه الثورات شملت الأنظمة الملكية المطلقة ما كنا سنرى تلك التدخلات الصارخة الهادفة الى تثبيط وإعاقة ثورات الربيع العربي .

سبعة عجاف استغرق الوقت الى ان راينا اول شقاق يخرج للعلن ، فما يجري الان خليجيا أعده في سياق عملية رفض وممانعة لحدوث اي تغيير جوهري وحقيقي .

الفارق ربما ان الدولة الصغيرة قطر لديها من الثروة والإمكانيات والعلاقات ما تجعلها حصينة من اي اختراق سعودي إماراتي تحديدا .
فهاتين الدولتين وعلى اتفاقنا معهما في تدخلهم العسكري " يمنيا " ، الا ان السمة الجامعة لهما بكونهما لا يمتلكان اي مشروع سياسي إصلاحي يمكن الاعتداد به هنا .

فدولة قطر القليلة المساحة والسكان على ﺍﻻﻗﻞ لديها هدفا سياسيا يتمثل بدعم فكرة الأسلمة للسياسة ، منطلقها هنا تجربة تاريخية للتيارات الاسلامية المنضوية تحت عباءة " الاخوان المسلمين " .

فضلا عن ان التجربة التركية بقيادة حزب العدالة والتنمية وما احرزه الحزب من نهضة اقتصادية ، كانت قد منحت الأحزاب والحركات الاسلامية دافعا محفزا لها كي تتمدد وتتوسع في علاقاتها البينية والعقدية .

ودولة قطر لم تكن ببعيده عما يحدث في المنطقة الواقعة حتى اللحظة تحت تأثير ثورات الربيع العربي .
ومازالت في خضم ذلك العنفوان الذي مهدت اليه قناة الجزيرة وشاركت به بقوة وفاعلية الى ان وقعت أولى النكسات الارتكاسية الناتجة أصلا عن دخول دول الجوار الخليجي في رسم مسار تلك الثورات العربية .

وهذا التدخل المباشر جاء متأخراً ومشوهاً من جهة السعودية والإمارات وهدفه الاساس كبح جماح تلك الثورات الشعبية واحتواء تأثيرها ولو اقتضى الامر من الدولتين دعم الحكام وحفظ أنظمتهم الفاسدة .

وطبعا استثني من الحكام القذافي الذي اتفقت على إسقاطه مختلف الفرقاء الخليجين وان تعددت أدواتهم ودعمهم لثورة الشباب الليبي .
واذا كانت قطر حاضرة بقوة في الساحات وفي دعمها المبكر إعلاميا وماليا وسياسيا ؛ فان تخلف السعودية والامارات عن مواكبة ﺍﻻﺣﺪﺍﺙ ، كان من تجلياته إعاقة مسيرة الثورات وتثبيط عزائم الثائرين الذين جمعتهم رغبة التغيير وفرقتهم الطريقة والبديل ، وكذا أجندة الدول الثلاث مجتمعه .

العامل الاخر ان الدولتين المتخلفتين عن ركب موجة الثورات الطارئة شرعتا بدعم الفصائل والحركات المناوئة لقطر والحركات ذات الصبغة الاسلامية ، بدلا من يكون دعمهما موجها لخلق مسارات ثورية متسقة مع روح التغيير وان اختلفت بعد ذلك مع قطر في طبيعة المكونات الثورية الواصلة الى السلطة .

في المحصلة ادى التدخل الخليجي الى تعقيد المعقد وتفكيك المفكك وتازيم المأزم ، ما نتج عنه الحالة المشاهدة الان وفي اكثر من بلد .
فلا الاخوان قدر لهم الحكم في مصر وتونس رغم انهما مثلا الإرادة الشعبية الحقة ولأول مرة في تاريخ الجمهوريات العربية ، او ان الفصائل الثورية الاخرى تسنى لها ادارة المرحلة الانتقالية او ان الأنظمة السابقة تبدلت او حتى استقر لها الحكم .

لا تتوقع نتيجة مغايرة طالما وانت تكرر ذات الفعل ، هذا ما حدث بالضبط خلال الأعوام الفارطة . وهذا ما سيحدث الآن وفي المرحلة القابلة ، فلا الشرعية عادت وقادت الدولة أو أن الانتقالي استعاد دولة . لا يوجد ثمة جديد يمكنه تغيير الحالة القائمة منذ انفراط »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء