حصار جائر ومخجل !!

27 - يونيو - 2017 , الثلاثاء 11:51 صباحا
3834 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةمحمد علي محسن ⇐ حصار جائر ومخجل !!

محمد علي محسن
ازمة الخليج لم تكن وليدة اللحظة ، او انها بسبب دعم دولة قطر للإرهاب ولزعزعة الاستقرار في المنطقة ، مثلما راج في وسائل الاعلام المناهضة لسياسة قطر والتي قامت بتسويق تلك الادعاءات وبشكل كثيف وغير مسبوق .
بل يمكن القول ان الأزمة الحالية تعد محصلة لخلافات سياسية ظلت تستعر وتتأجج كنيران يغشيها الرماد ، ودونما بذل اي محاولة جادة ومخلصة لمناقشة وبحث القضايا الحساسة ، وطرحها للعلن بدلا من إبقائها تحت الطاولة ولزمن طويل .
الخلافات السياسية بين الدول شيئا اعتياديا وطبيعيا ويتم احتوائها بالحوار الجاد والجهد الدبلوماسي وأدواته الفاعلة في مضمار العلاقات والمصالح بين الدول .
للأسف الحكام العرب لم يرق فعلهم ولا تفكيرهم لمصاف المشكلات او الأزمات الوطنية او البينية ، فبدلا من تعاطي هؤلاء مع المشكلات الناشئة بشيء من الحكمة والسياسة ، رأيناهم يواجهونها بانفعال ومزاج وتهور وبلا اي اعتبارات للنتائج الكارثية المترتبة عن هكذا قرارات متعجلة وغير مدروسة .
وحصار دولة عربية خليجية وعلى هذه الشاكلة الغريبة بلا شك يمثل حالة انتهاك صارخة للقانون الدولي والإنساني وللعلاقات الدولية ولروابط الأخوة والجوار .
لقد اثبت الحصار ، وللعالم قاطبة ، ان الحكام العرب اناس رعاع متخلفون همجيون ، وأنهم - ايضا - وفي حال امتلاكهم اسلحة نووية ، لما ترددوا لحظة في إطلاقها، وليس الطاغية بشار وجيشه ببعيد ، اذ لا يخفي على احد استخدام النظام السوري للسلاح الكيميائي ودونما يرفل للديكتاتور جفنا ازاء جرائمه المروعة والبشعة .

تخيلوا كيف ان المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل عالجت مسألة التجسس الامريكي على هاتفها الشخصي ؟ وكيف حلت تركيا الأزمة الناجمة عن إسقاط طائرة روسية واغتيال سفير موسكو في أنقرة ؟ .
وكيف روضت طهران الجموح الاوربي الامريكي حيال مشروعها النووي وقدرة الدبلوماسية الإيرانية على محاورة خصومها وبنفس طويل نجح في الأخير في تحرير مليارات الدولارات تم تجميدها ، وفضلا عن ذلك دونما تتوقف ايران عن مشروعها لتخصيب اليورانيوم ؟.

فهل هنالك ثمة عقل ومنطق لهذا الإجراء العقابي المتخذ من السعودية والامارات والبحرين وبمشاركة مصر ، ضد قطر الدولة الشقيقة والجارة والعضو في مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية والأمم المتحدة ؟.
أيا تكن ذريعة المحاصرين ، فالفعل يكشف وبجلاء حقيقة العقلية العربية المتخلفة ، وكيف انها عاجزة عن مجاراة التطور الانساني الدولي الحضاري الديمقراطي السياسي ؟ .
عيب والله ما يحدث ، ومخجل للغاية محاصرة دولة ذات سيادة وريادة ولمجرد ان صوتها يؤذي ، يفزع ، يستفز ، يوقظ ، او انها اختطت لنفسها دربا مغايرا ، يتقاطع نسبيا وكليا ، مع مسالك الحكام المقاطعين والداعمين .

محمد علي محسن

لا تتوقع نتيجة مغايرة طالما وانت تكرر ذات الفعل ، هذا ما حدث بالضبط خلال الأعوام الفارطة . وهذا ما سيحدث الآن وفي المرحلة القابلة ، فلا الشرعية عادت وقادت الدولة أو أن الانتقالي استعاد دولة . لا يوجد ثمة جديد يمكنه تغيير الحالة القائمة منذ انفراط »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء