المؤتمريون والحشد

20 - أغسطس - 2017 , الأحد 06:59 مسائا
3530 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةدماج ناجي حسن حسان ⇐ المؤتمريون والحشد

دماج ناجي حسن حسان
..
★.. المؤتمريون والحشد .. !!

..قراءة في الابجديات التنظيمية .. والمخرجات السياسية ..


بقلم / أبو علاء .. دماج

الاحزاب عبارة عن كيانات متحركة .. وكل حزب هو كائن له حركة ونشاط مثله مثل الكائن الانساني ..
والحزب هو عبارة عن حركة لمجموعة كبيرة من الناس .. ولأنه يشبه الكائن الانساني فو يتعرض لما يتعرض له الكائن الانسان من الصحة والمرض ، والحركة والشلل ، والعقلانية والجنون ، والخمول والنشاط ، والموت والحياة ،
* المؤتمر حزب من الاحزاب اليمنية تعرض لهزات عنيفة في الفترة الاخيرة ، واخذ نصيبة من الهزات التي تعرضت لها الاحزاب اليمنية عبر تاريخها الطويل منذ قيام الجمهورية في الستينات شمالا وجنوبا ..!!
فما من حزب الا وتعرض لهزات عنيفة .. فالبعثيون اخذوا نصيبهم في بداية السبعينات ، ثم الناصريون في آخر السبعينات وبداية الثمانينيات ..! ثم الحزب الاشتراكي عام 86 ثم الضربة الاخرى بعد حرب 94 م .. ثم الاصلاح بعد 97 م . وما تلاه من اقصاء منظم ومزمن على فترات .. !!
واخيرا جاء الدور على المؤتمر الشعبي العام بعد 2011 .م والذي ظل يتربع على كرسي السلطة 33 عام ..
الذي تنازل عن نصف السلطة بعد ان ارغمته على ذلك ثورات الربيع العربي .. !!
* تركيب المؤتمر ..
كان المؤتمر قبل الوحدة مظلة لكل الاحزاب .. الناصري البعث الاخوان الاشتراكي (فرع الشمال) وحزب الحق الجناح السياسي للامامة .. وبعد الوحدة خرجت كل الاحزاب من المؤتمر لتعلن عملها المستقل كأحزاب من حقها التنافس على السلطة عبر صندوق الاقتراع كما ينص على ذلك دستور دولة الوحدة ..
استغل صالح خروج تلك الاحزاب من المؤتمر في الاستحواذ على المؤتمر الشعبي ليجعل منه حزبا خاصا به .. !

* الخطأ الفادح
من اكبر الاخطاء التنظيمية التي جعلت المؤتمر مشلولا ان سياسات المؤتمر التنظيمية كانت تربط اعضاء المؤتمر بالرئيس وليس بالحزب كأهداف وسياسات وخطط .. بل حتى السياسات والخطط هي الرئيس صالح ..
وقيادات المؤتمر في المحافظات والمديريات لم يكن لديهم ارتباطات متعلقه بروابط مبدئيه وقيم وغايات ثابته وطنيه او دينيه فلم يكونوا مرتبطين بالحزب كحزب وانما كان ارتباطهم بالحزب لأنه حزب الرئيس .. !! ولو تركه الرئيس وانظم لحزب آخر لذهبوا خلفه وانظموا ورائه .. !!
من اكبر الاخطاء التنظمية التي ارتكبت انهم كانوا عندما يدعون الناس للانظمام للمؤتمر ويؤطروهم يقولون لهم تعالوا انضموا الى حزب الرئيس .. !!
ويفاخرون بذلك علنا .. !!

.. ولذلك كانت روابطهم مع بعضهم تخضع لروابط مصلحية ، ومستواهم التنظيمي يحدده حجم القبيله والمنطقه وغيرها .. وولائهم لم يكن مربوطا بالثوابت العقديه ولا بالوطن انما كان الوطن في نظرهم هو صالح .. وصالح هو الوطن . ولذلك رأيناهم في الاحداث الاخيرة كيف تماشوا مع الفكر الحوثي . نهجا عقديا وسياسيا ورضوا بتدميرالوطن كنظاما شرعيا وجمهوريا ..

تلك الاخطاء التنظيمية الفادحة هي التى كانت سببا في ترك المؤتمر مشلولا عقيما بعد انطلاق الثورة الشبابية في اليمن والتي اعلن الشباب ساعتها ان ثورتهم لا تستهدف المؤتمر وانما تستهدف التوريث وتهدف الى تصحيح مسار الديمقراطية .. التي افرغت من محتواها .. !! لصالح انتاج الفساد الاقتصادي ... والاجتماعي ... والسياسي الذي بدأ يؤصل للتوريث بسياسات وقرارات على ارض الواقع
.. في تلك اللحظة لم يستطع المؤتمر ان يعيد هيكلة نفسة ويتخلص من بعض اشخاصه ورموزه ويغير بعضا من سياساته ليظهر بحلة جديدة .. ويتأقلم مع الوضع الجديد .. ويتخذ من تلك الاحداث وسيلة للتغير الداخلي والتجديد الذاتي والاستجمام الصحي .. !!
ظل كل عضو في المؤتمر صامتا .. في جميع المحافظات غير الطاقم الاعلامي الذي جهزه عفاش ليدافع به عن نفسه في ذلك الوقت ..
- انظم كثير من اعضاء المؤتمر وقياداته الى الثورة .. لكن لم يكن لهم رؤية ولا قدرة على تأسيس حزب .. ! ولا أن يدعوا بقية اعضاء المؤتمر للإنظمام اليهم او الى تغير سياسات المؤتمر وقياداته ..
- حزب المؤتمر في الجنوب الذي يشكل كتلة كبيرة وبحكم طبيعة الضروف المساعده التي كانت ستؤهله لأن يكون هو البديل عن مؤتمر الشمال .. وسيكون هو الحاكم الجديد لليمن الذي سيحضى برضا جميع الاطراف .. ليكون حاكم اليمن . وما عليه الا ان يلملم شتات شمله ويعلن عن نفسه وينفرد بسياساته وقراراته عن تحكم عفاش وطغمته بها .. في مؤتمر صنعاء .. لكن مؤتمر الجنوب ظهر مشلولا .. متأرجحا وضاعت من بين ايديهم فرصة تاريخية كانت ستجعلهم حكاما لليمن سنين قادمة .. وسيكونون عاملا من عوامل المصالحة لما حدث من تعقيدات في السياسة اليمنية قديما وحديثا .. شمالا وجنوبا .. لكن وقفوا مشلولين .. فلماذا ؟
- انظم كثير من قيادات المؤتمر في الشمال والجنوب الى الشرعية . وذهبوا الى الرياض ليقدموا قرابين الولاء للملك سلمان .. !! معلنين تأيديهم لعاصفة العدوان ..!! ومباركين ومثمنين ما تقوم به السعودية في اليمن .. !!
لكنهم رغم كثرتهم وحجم مكانتهم القيادية في حزب المؤتمر .. إلا أنهم ظلوا عبارة عن اشخاص لا علاقة لهم ولا قدرة لديهم بأن يتواصلوا باعضاء وقيادات المؤتمر الآخرين ولم يستطيعوا ان يشكلوا كتلة لها اثرها وعملها في الواقع بعيدا عن سيطرة عفاش وزبانيته وحاشيته في صنعاء .. !!! فلماذا هكذا يخرجون عاجزين . سلبين ؟
يظن البعض ان هذا بسبب قوة شخصية .. صالح .. الذي ظل ممسكا بالمؤتمر طوال 33 سنة ..
والبعض يظن ان ذلك بسبب قوة ارتباط الناس بصالح .. كونه في نظرهم زعيم !! .. وهذا خطأ وتحليل فادح ..
،، أما من يقول ان السبب هو قوة شخصية صالح .. فالحقيقة تقول ان قوة شخصية رئيس الحزب لا يتولد عنها إلا شخصيات قوية في الحزب .. يراها الناس .. ويؤمنون بعظمتها .. ويرون انجازاتها .. ويقتدون بها .. ويعقدون عليها الآمال ..
رئيس الحزب (قوي الشخصية ) هو الذي يخلف وراءه شخصيات في حزبه أقوى منه شخصية واجدر منه قيادة ..
لكن رئيس الحزب الذي يحكم حزبه اكثر من عشرين سنة ثم يترك وراءه حزبا عاجزا ذو شخصيات عاجزة .. مهمتها التصفيق .. وتعتقد ان الاجدر بقيادة الحزب والاقدر على حكم الشعب هو ذلك الفتى الذي لم يسمعوا له كلمة .. ولم يرأس لهم حزبا .. ولم يحضر معهم مجلسا .. ولم يمسك في الدولة مؤسسة خدمية .. ولم يجلسوا معه من قبل .. ولم يشاهدوا له صورة غير تلك الصورة المرسومة له في الحائط الى جوار أبيه .. !!! فبالله عليك .. هل رئيس حزب كهذا .. ينتج لنا حزبا تعداده يزيد عن مليون .. ولكنه حزبا يقف عاجز ان ينهض بنفسه . ويعتقد انه لن يستطيع أن يسير او يتكلم او يقف على قدميه الا بحضور شخص من الاشخاص او حضور ولده ..!!
رئيس الحزب الذي انتج اشخاصا واعضاء في حزب ادارهم عقودا من السنين ثم تركهم بهذه العقليات وبهذه النفوس القانطة من نفسها .. المادة خطامها لمن عطل بصرها وبصيرتها فلم ترى في نفسها غير ان تعيش منقادة له فقط .. !! وتؤمن ان قطيعها كله لا يوجد فيه قائد يصلح للقيادة . !!
هل تظن رئيس حزب انتج حزبا كهذا .. هل تظن ان هذا من قوة شخصية رئيس هذا الحزب .. ؟؟
يجب ان ندرك ان الشخصية القوية لا تخلف الا شخصيات قوية .. وان الشخصية القيادية القوية هي الشخصية القادرة على ان تنتج شخصيات اقوى منها .. الأب الذي يخلف وراءه أبناء ضعفاء عاجزين .. إنما يدل على أنه كان دكتاتورا ظالما قاهرا جعلهم يعيشون في رعب منه ومن الناس !! .. زرع الخوف في قلوبهم من كل شيئ في الحياة .. ولم يمت الا وقد تركهم خبلا بلا شعور .. !!

- ثم هل تظن ان السبب في عجز المؤتمرين هو بسبب قوة ارتباط الناس بصالح .. ؟ وهل فعلا تظن ان الناس يعتقدون ان فيه الخلاص .. ويعتقدون انه زعيما .. ؟ !!
لو ان الشعب اليمني مرتبط بصالح ارتباطا قويا .. لما تركوه في 2011 ... حين كان يسعى بكل ما أوتي من قوة ان يجمع الناس الى الساحات حتى يرى العالم شعبيته مقارنه بحضور الشباب في السحات .. لكنهم تركوه الا مع شلة كان يستأجرهم في زاوية من زوايا السبعين .. بينما تعج السحات بالشباب في جميع محافظات اليمن .. !!
لو كان هناك ارتباط قوي بينه وبين شعبه لخرجوا الى الساحات .. كما خرج الاتراك رجالا ونساء وشيوخا الى الشوارع وهم يواجهون الانقلاب العسكرى ضد اردوغان .. !!
لكنهم ما فعلوا ذلك وتركوه لوحده ..
خرج عفاش من السلطة .. وهو يعلم انه قد خلف ورائه حزبا مشلولا بلا رؤية . فحرك آلته الاعلاميه لتخاطب أولئك الذين عرف كيف يديرهم دائما . لينفخ فيهم عبارة جديدة .. عبارة الزعيم .. !! .. الزعيم.. !!
وظلت هذه العبارة تتكرر على مسامعهم .. الزعيم .. الزعيم . !! فعادت الى وجدانهم ترانيم السباق من جديد واحسوا بحركة الحبل على اعناقهم وطلع شذى رائحة الغبار في انوفهم .. واخذتهم سكرة الحصان الذي يريد ان يرضي فارسة ..
وحين تخبر احدهم بهذا التعبير وتحدثهم بهذه الكلمات بأنه فرس .. وبإن فارسه عاد .. !! ينتشي معتزا مفتخرا بذلك .. ونسي المسكين انه ليس هناك فرقا بين الحمار والحصان غير السرعة في الحركة . وكلاهما حيوانان من فصيلة واحدة .. ينتشي المسكين وهو يتخيل السباق .. وينسى أنه قد صار ......
ونسي المسكين ان يفكر لماذا لا أكون أنا الفارس .. ؟ .. أتدرون لماذا نسي ان يفكر لماذا لا يكون هو الفارس .. ؟!!!
لأنه لم يعد يفكر .. !!! بل يؤمن انه لم يولد ليفكر .. !!
وهل فكر الحصان يوما ان يصير هو الفارس . !!

بكل تأكيد إن فارسه قد روضه على الركوب .. واقنعه انه لم يخلق الا ليكون راحلة .. !!!

* - الحشد ..
يدرك صالح ان الاجواء الاقليمية والدولية شهدت تغيرا ربما تصب في مجاري مياهه لكنه يدرك ان عودته مستحيلة .. وان كان يريد ان يحقف بعض المكاسب السياسية على الاقل لنجله .. ولبقاء بعض مصالحه ..
ولكن الحقيقية المرة التي يجب ان يعلمها كل مؤتمري أنه لم يكن المؤتمر ولا أعضاء المؤتمر يشكلون هما لصالح ولم يفكر بمستقبلهم ولم يكونوا يوما من الايام جزء من مشروعه النهضوي فكرا وعلما وثقافة واقتصادا كمشروعه الاسرى . !!
الحقيقة ان صالح افرغ المؤتمر من كل حركة ايجابيه او نشاط ابداعي او بناء قيادي لأي عضو من اعضاء المؤتمر وقياداته وأعضاءه .. كل ذلك حتى يظل الحزب في قبضته ماشيا خلفه كالقطيع من الغنم ..
لم يدرك اعضاء المؤتمر ان صالح اجرم في حقهم أكثر مما اجرم في حق الاحزاب الاخرى ..
لم يدرك اعضاء المؤتمر ان اعظم جرم ارتكبه في حقهم انه تركهم حزبا بلا شخصيات وشخصيات بلاحجم . وقيادات بلا وزن .. وحزب بلا روابط ..!!

لم يدرك الكثير من اعضاء المؤتمر أن ما حدث لهم من صالح .. من استغلال لحزبهم مما سخره واستغله من مكانه يتمتع بها حزبهم في اليمن في تحقيق مصالحه الشخصية والاسرية .. لو صنعه ريئس حزب آخر في دولة ديمقراطية لحاكمه حزبه قبل ان يحاكمه شعبه .. !!
لم يدرك المؤتمريون ان صالح لا يحشدهم ليبني مستقبل اولادهم .. !! ولا ليعمر ما خربه من وطنهم .. !!
ولا ليبني لأبنائهم ثروة كما بناها لأبنائه .. !!

لكنهم يدركون ان صالح يريد ان يتشفى من خصومه .. !!"
فيدعوهم صالح للاحتشاد .. فيحتشدون .. !!!

والعجيب حين تدرك أنهم يدركون أن خصماء صالح ليسوا خصمائهم .. !!

.. تلك هي المخرجات السياسية للتنظيم الذي قادة صالح .. !!
انه انجاز من انجازاته .. !!
يضاف الى منجزه العظيم .. الوحدة التي صارت ممزقة ارضا وانسانا ..!!""!!!!!

دمتم بخير
أبو علاء دماج
...

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات