"مريس نبض الذاكرة وخلود القلب الأزلي الأبدي"

17 - يناير - 2019 , الخميس 06:34 مسائا
2387 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةحميدالرقيمي ⇐ "مريس نبض الذاكرة وخلود القلب الأزلي الأبدي"

حميدالرقيمي
لم نضعف أو نخضع لكل المغريات، صمدنا في عمق الدم، وتغلبنا على المصالح الذاتية في أعماق الأنهار المتدفقة مناصباً ومكاسباً، وكل هذا حتى لا نحيد عن طرق الجمهورية أو نترك قطرات شهدائنا وجرحانا على الأرض.

أحببنا الكفاح، بعد أن وجدنا غيرنا على ركب الحمقى بين اللعك والدحس، هرعنا إلى حيث تغفو أحلام الأتقياء، بعد أن لمسنا أوجاع البلاد على أيادي أقذارها وخبثائها، وهكذا مريس التي أرتمينا في أحضانها سنوات طوال وترعرعت بطولاتنا على صدرها أشهر صعيبة ودماء ملتهبة، لم يكن هناك في ذات المنطقة الوسطى جانب ثابت وعظام صلب وعتيد بالشرف والكرامة ، بالقيم الجمهورية والتضحيات الإنسانية دون مريس، التي وثبت أمام زحف الطغاة هبت في مواجهة رياح الذل والهوان القادمة من أقصى البلاد، المنحدرة من جبالها المتخاذلة وسهولها المهترئة، عرفنا في مريس ماذا يعني أن تكون لهذه البلاد قبل نفسك، أن تسكب عليها روحك كرماً وصدقاً وإخلاصاً، تعرفنا في طياتها وذواتها المشتعلة قيمة الوجود، وعظمة التواجد التي تنزعها سواعدك من بين الركام من أحشاء الرماد، تعلمنا على تربتها السمراء كيف للإنسان أن يكدس عاطفته نحو كل الأشياء ويهرع إلى الهدف العام دون تلفّت أو تشتت، وأنت تسافر في زوايها الخضراء وسحابها المفروشة على الميادين والوديان، ستجد ماذا يعني أن تكون مريسياً الهوى، يمنياً الهوية، ماذا تعني هذه الأرض للإنسان المعجون بعشقها، الغارق بهيامها، المخلص في سبيل شرفها وكرامتها، وهذا الفارق الذي جعل هذه البلاد عتيدة سامقة فيها من القوام ما لا يمكن للمدافع أو الراجمات أن تحرك جذوره أو تهد قواعده، وكل هذا نتاج تربية سنوات ممتدة على تاريخ البلاد وشرفها، تنشأة خرج فيها المريسي من رحم البلاد صلباً عظيماً كبيراً مخلصاً وفياً دون مواربة أو نفاق مكشوف، أكسبتنا مريس تجربة المائة عام، بل الألف عام التي توزعت على جوارحنا وستتوزع على أولادنا وأحفادنا، لتكون العظمة في ذواتهم جمهورية خالصة، شكلتها قرى مريس، وعجنتها تضحيات أبطالها المخلصين..

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات