سيأتي الربيع

22 - مارس - 2019 , الجمعة 02:08 مسائا
2819 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةعــلـي الأســمــر ⇐ سيأتي الربيع

عــلـي الأســمــر
سيأتي الربيع

علي الأسمر

الحرية فطره انسانية لا يمكن بدونها ان تحيا الشعوب الحرة ومهما تطاول ليل الاستبداد فإن نضال الشعوب في سبيل نيل الحرية والعيش والكرامة مستمر وهو جزء من معركة الحياة.

في العصر الحديث كان واضحا منذ البداية ان المعركة في جوهرها - على اختلاف الاقطار - هي بين الظلم والاستبداد والحرية والعدالة.

هزمت معظم التيارات العربية والاسلامية في السابق وفشلت في المعركة وتحول بعضها الى اسواط بيد الجلادين ذاتهم بدلا من الامساك بزمام قيادة الشعوب للانتصار لحقها وللحرية والعدالة.

كان واضحا ان تحوير تلك التيارات عن وجهتها الحقيقة وحرفها عن مسار اهدافها، احد اساليب تلك الانظمة القمعية ومن خلفها النظام العالمي الواقف دوما في صف الضالمين وضد نيل الشعوب لحقها في الحرية والعيش بكرامة، ومن المؤسف انهم فعلا نجحو في ذلك فاصبحت في الواقع كثير من تلك التيارات التنويرية، بيادق في ايدي الانظمة المستبدة والفاسدة.

ولأن الشعوب لا يمكن أن تخضع او تساوم في حقها في العيش بحرية وكرامة استمرت الشعوب في المقاومة برغم الخذلان.

وفي فترة ما حين يفيض كأس الصبر ويبلغ الظلم والاستبداد مداه،  تنتفض الشعوب ، وكانت ثورة الربيع العربي في العصر الحديث احد اهم تجليات ذلك.


في اساسها كانت انتفاضة شعبية ضد الظلم والاستبداد، لم ترتبط بقطر او تلتزم بجغرافيا معينة فحسب، بل عمت كثير من البلدان العربية.

وبعد ان تخلت معضم التيارات عن تبني تطلعات الشعوب وتمكنت الانظمة القمعية من تحويرها وتفريخها وتفتيتها كان تصدر التيار الاسلامي لتبني تطلعات الشعوب باديا بشكل واضح في ثورات الربيع العربي.

ولان التيارات الاسلامية ربما اخذت التجربة ممن سبقها فقد كان التحامها بصفوف الشعب اكثر عمقا ولم تستطع تلك الانظمة القمعية ومن خلفها النظام العالمي تفريخها او شرائها وتحقق في غضون ايام واسابيع واشهر فقط هدف الشعوب وتمكنت من الاطاحة بتلك الانظمة المستبده والفاسدة.

لم تستسلم الانظمة المستبدة والنظام العالمي المتحالف معها فقامت ثورات مضادة للربيع العربي اتخذت من الطابع السلمي والمسلح وسيلة لوأد الربيع العربي الشعبي واختلقت من اوساط الشعوب ذاتها من يقوم بالمهمة.

فهل نجحت في وأد الربيع العربي الشعبي ؟؟

واقع الحال يشير بالف بنان الى فشل وعجز الانظمة المستبدة وحليفها الدائم - النظام العالمي - في وأد الربيع العربي ، فتلك الانظمة ومن يقف خلفها التي تهاوت في غضون ايام واسابيع واشهر هاهي تواجه مقاومة مستمرة لاكثر من ثمانية اعوام وما زالت مستمرة.

في اليمن كما هو الحال في بقية البلدان لم تنجح الثورة المضادة ومن يقف خلفها في الاطاحة باحلام وتطلعات الشعوب بل زادت من مداميك الكتلة الشعبية المقاومة فاعادة إحياء النظام الامامي في طابعه الايراني في اليمن واشهارها السلاح بوجه الشعب كل ما اثمر هو ان ادى لانظمام تيارات كبيره من الشعب الى صف ثورة الربيع الشعبية لم تكن قد انظمت اليها في السلم.

اعلان الحرب على ثورة الربيع اليمني ادى لانظمام تيارات اخرى لمواجهة الثورة المضادة من ابرزها التيار السلفي الذي كان له موقف متشدد من ثورة الربيع السلمية فاصبح السلفيون وغيرهم في مترس واحد مع ثوار الربيع اليمني في مقاومة مستمرة للعام الخامس للثورة المضادة.

ولإن ارادة الشعوب لا تقهر والصمود والمقاومة مستمرة فإن الربيع سيأتي وسيثمر  وسيتحقق لكل الشعوب كل تطلعاتها المشروعة في الحرية والكرامة والعيش الكريم.

علي الأسمر
21-3-2019م

ما سر صمود وانتصار مريس ؟ علي الأسمر ثمة لحظات قد تندفع فيها العاطفة او قد تحدث نزوة حماس او ردة فعل عن اذية تتعرض لها بعض مناطق الوطن، فتنفجر شرارة المقاومة ضد مليشيا الحوثي كما حدث في بعض المناطق. لكنها لم تلبث ان تخمد شرارة المقاومة فلا »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء