المزاج في مصر.. رئاسي

24 - سبتمبر - 2013 , الثلاثاء 03:47 مسائا
4137 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةعلي إبراهيم ⇐ المزاج في مصر.. رئاسي

علي إبراهيم
المزاج العام في مصر رئاسي.. بدليل أنه بينما تنص خريطة الطريق التي أقرت بعد 30 يونيو (حزيران) الماضي على سلسلة خطوات هامة تشمل الاستفتاء على دستور جديد أو دستور معدل، وانتخابات برلمانية ورئاسية فإن ما يشغل النخبة والناس العاديين على حد سواء هو شخصية الرئيس المقبل، مع واقع جديد تبلور ويتحدث عنه الجميع، وأخذ حتى اعترافا دوليا بأن وزير الدفاع الفريق السيسي أصبح شخصية لها شعبية جارفة في الشارع المصري نتيجة الدور الذي قام به بعد 30 يونيو، ولن يستطيع أحد منافسته لو قرر خوض معركة الرئاسة وفقا للمعطيات الحالية للواقع المصري، واتجاهات الرأي العام الظاهرة.
في مقابلة أخيرة مع صحيفة «الديلي تلغراف» البريطانية تحت عنوان «آيزنهاور المصري» في إشارة إلى الجنرال الأميركي بطل الحرب العالمية الثانية الذي صعد إلى مقعد البيت الأبيض، تحدث مستشار الرئيس المصري الدكتور مصطفى حجازي قائلا إن الفريق السيسي ليس بين خططه خوض غمار السياسة، لكنه توجد فيه مواصفات القائد الذي يريده المصريون، وإنه إذا لم يبرز مرشح قوي من الآن وحتى موعد انتخابات الرئاسة، وإذا أراده الناس فلمَ لا.
على الجانب الآخر فإن المرشحين الآخرين المحتملين والذين بينهم من خاض انتخابات الرئاسة الأخيرة، قال بعضهم بصراحة إنه إذا ترشح الفريق السيسي فلن ينافسوه، بينما تحفل الصحف المصرية بالمقالات والتقارير التي تعكس الجدل وحالة النقاش الدائرة في مصر.
الملاحظ أن الانشغال بقضية الرئاسة طغى على انتخابات أخرى تماثلها في الأهمية في المرحلة الانتقالية بعد إقرار الدستور، وهي التي ستفرز البرلمان المقبل، وهو أمر يعكس تركيبة المجتمع المصري، وأهمية الدور المحوري الذي يلعبه الجالس على مقعد الزعامة في صياغة الفترة التاريخية التي يحكم فيها.
ولا يستطيع أحد الجزم من الآن إلى أي بر ستأخذ الرياح السفينة، فالجميع يترقب ويدرس خطواته، كما لا يزال الموقف الرسمي للمؤسسة العسكرية، الذي عبر عنه المتحدث باسمها، هو التأكيد أن الفريق السيسي أكد أكثر من مرة أنه غير طامح للرئاسة، وهو موقف عبر عنه السيسي نفسه في خطابه بعد ما حدث في 30 يونيو بقوله بأن مهمة حماية إرادة المصريين لديه أشرف من السعي لكرسي الرئاسة.
وسط كل ذلك لا أحد يستطيع تجاهل العامل الخارجي الذي يشكل هو الآخر ضغطا على الواقع المصري في أوضاع ما بعد 30 يونيو، ولا تستطيع الأطراف المصرية تجاهل هذا العامل أو أن تهمله من اعتباراتها بحكم توازنات وواقع العالم الذي نعيشه وتشابك المصالح. وفي ضمن هذا الواقع يجب الاعتراف بأن المزاج المصري مختلف عما يطرح في الخارج، ويريد شخصية قوية تصعد إلى مقعد الرئاسة، ولا يمانع أن تكون هذه الشخصية عسكرية.
وهي مسألة طبيعية؛ فالمرحلة هي وقت أزمة، والتحديات المقبلة كبيرة، وقد رأى المصريون القلقون من المستقبل، فوضى الفترة الانتقالية الأولى التي لعب الإخوان فيها دورا رئيسا، وكذلك رئاسة مرسي والانفلات الأمني والتدهور الاقتصادي، ومحاولات تغيير الهوية، إضافة إلى الضعف الشديد للدولة داخليا وخارجيا، وأصبح هناك حنين لعودة الدولة القوية، والزعيم القوي.
وهم محقون في ذلك، فمصر تحتاج إلى رئيس قوي في نهاية خريطة الطريق الحالية، وخيارها يجب أن يكون محليا في النهاية وحسب رغبة الناس والثقة التي سيضعونها في الشخصية التي يريدونها بصرف النظر عما يقال خارجيا، فهذا طريقهم وشأنهم، لكن المهم أيضا أن تكون هناك خريطة طريق جديدة تصاحب الرئاسة الجديدة للنهوض بالمجتمع وبدء علاج المشكلات المزمنة. هذه الخريطة يجب أن تعتمد على برلمان قوي وأكثر تمثيلا للمجتمع وفي إطار دستور عصري، وتقوية مؤسسات الدولة، وفصل السلطات حقيقة، فليس هناك بديل عن السير إلى الأمام في تطوير الدولة المدنية على أسس حديثة، وباقتصاد منتج، وهذا هو دور النخبة والقوى السياسية المختلفة.
نقلاً عن صحيفة "الشرق الأوسط"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء