ماذا بعد فشل الانقلاب ؟!

08 - ديسمبر - 2013 , الأحد 07:46 مسائا
4067 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةغالب السميعي ⇐ ماذا بعد فشل الانقلاب ؟!

غالب السميعي
إن حادثة مجمع الدفاع بالعرضي بالعاصمة صنعاء الخميس الماضي ليست حادثة عفوية وليست بسيطة تستوجب الصمت، بل هو انقلاب خطير مكتمل الأركان يفترض أن يكون جرس إنذار ومؤشر خطر يتنبه له صناع القرار في البلاد جيدا ويخططون لما بعده.

ذلك لأن آليات حوادث التخريب في البلاد تتطور يوميا في ظل تراخ وضعف رسمي بارز، وفي هذه الحادثة هناك تصعيد ملحوظ حيث خطط الانقلابيون بدقة لإسقاط وزارة الدفاع كي يعلنوا إسقاط الدولة ، ويبعثوا بعدة رسائل منها:

إثبات وجودهم وتأكيد قوتهم وقدرتهم على خلط الأوراق في أي لحظة بل ربما سعوا لتقويض شامل للدولة و لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني وإيصال رسالة لرعاة المبادرة تؤكد بأنهم هم القوة الحقيقية في البلاد وغيرهم هم الضعفاء سواء أكان رئيس الجمهورية أو حكومة الوفاق.

وتذهب التحليلات في دروب متعددة ومختلفة حول هوية منفذي عملية الانقلاب إلا أنه لم يتأكد بعد الطرف الذي يقف وراء هذه الحادثة الكبيرة لكن ما يمكن الاعتماد عليه عقلا في هذا الشأن أن الطرف المستفيد من الفوضى ومن تقويض العملية السياسية في البلاد هو المتهم الأول وهو من يقف وراء مثل هكذا عملية .

ولعل الرئيس السابق وأنصاره هم المستفيدون من ذلك مع شواهد تثبت أن هناك خيانات في الجيش نفسه من خلال قيادات عسكرية كبيرة مازالت تدين بالولاء للرئيس السابق كانت لهم بصمات في الانقلاب الفاشل بحسب بعض المصادر الصحفية، وكذا حضور القناة الفضائية له أثناء الحدث لتبث العملية مباشرة ومن كل الاتجاهات وهوما يثير الريبة ويدعو للشك، كما أن وكالته الخبرية تفردت بنشر بيان منسوب للقاعدة يؤكد أن التنظيم وراء العملية كي تبعد التهمة الموجهة للرئيس السابق، ولعل ما يؤكد هذه التهمة أيضا تحدث بعض أنصار صالح عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن الانقلاب وانتظارهم لبيانه الأول وتشفي البعض مما حدث وتنظيمهم حملة موجهة تطالب بإقالة بعض الوزراء المختلفين معهم وعلى الخصوص الدفاع والداخلية ،

لقد كان إفشال هذا الانقلاب ضربة معلم بجهود أفراد القوات المسلحة الأشاوس ،وبرغم كل التضحيات إلا أن فشل الانقلاب وخسارة منفذيه والمخططين له وعدم نجاحهم هو ما يُسرِّي عن اليمنيين المحبين لبلدهم والذين يتطلعون ليمن آمن ومستقر.

لكن التساؤل الذي يطرح نفسه هو ماذا بعد فشل هذا الانقلاب ؟ وهنا ولكي نجيب على هذا التساؤل نقول يجب على الرئيس عبد ربه منصور هادي والأحرار في حكومة الوفاق أن لا يتعاطوا مع هذا الانقلاب كسابقيه من الحوادث، بل لابد من وقفة جادة ،و اتخاذ قرارات حاسمة من خلال القبض على بقية القتلة ومن يقف من ورائهم ،ولابد من إقالة ومحاكمة كل ضابط يثبت تورطه في الانقلاب.

كما أنه لابد من إصدار قرارات تغييرية في الجيش بعيدا عن أي محاصصة وإقالة كل القيادات الأمنية في المحافظات الملتهبة التي تسرح فيها القاعدة المفترضة ، إنها فرصة كبيرة لصنع التغيير ياسيادة الرئيس من أجل الاستقرار ، حيث يكفي وضع البلاد دبلوماسية ومدارة ومجاملات على حساب أمن الوطن واستقراره ،بل يجب أن يتم التحقيق الفوري مع من تم القبض عليهم وإعلان الحقائق للشعب، ولايغرنكم سكرة الإدانات الكثيرة للانقلاب والتضامن اللامحدود مع اليمن دون أن تكون هناك إجراءات واقعية ملموسة تؤكد قوة الدولة وتعيد هيبتها المفقودة في بلد لم يلتئم جرحه بعد.

و لابد أيضاً أن تصل رسالتكم سيادة الرئيس بقوة لكل الأشرار مفادها أننا لن نسكت وسيتم العقاب الفوري لكل من يستهدف أمن الوطن واستقراره فهل أنتم فاعلون؟؟

لعل من أخطر المراحل التي مر بها اليمن هي هذه المرحلة حيث يتسيد المشهد السياسي تباينات مختلفة وانقسامات حادة وفرز مناطقي وطائفي له روائح كريهة مدمرة للوطن ،حيث يلاحظ المراقب للمشهد السياسي أن الجبهة الداخلية ربما تتصدع لحساب قوى طامعة في حكم »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء