العرضي و«القشّة» التي يتحسسونها باستمرار

11 - ديسمبر - 2013 , الأربعاء 12:37 مسائا
3433 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةرشاد الشرعبي ⇐ العرضي و«القشّة» التي يتحسسونها باستمرار

رشاد الشرعبي
يخوض إعلام الرئيس السابق وفلوله معركة «حياة أو موت» لإثبات أن الحادث الإجرامي والاعتداء الغادر الذي أقدم عليه مجموعة من الارهابيين والمعتوهين في العاصمة صنعاء للسيطرة على وزارة الدفاع «مجمع العرضي», يقف وراءه تنظيم القاعدة, رغم ايماننا ان الأخير لم يكن سوى أداة من الأدوات المستخدمة لتحقيق هدف أكبر.

في المثل الشعبي ان «من على رأسه قشة يتحسسها», فقد رافق هذا الإعلام الحدث أولاً فأولاً وكنا نتمنى أن يكون سبقه الصحفي لصالح الحقيقة وإطلاع الجمهور على مايجري وفق مايفترض من دور طبيعي للإعلام, وظل يتحسس رأسه باستمرار ومع كل تغطية وحدث. لكنه عمل على ضخ معلومات متناقضة ومتعارضة وحاول أن يلقي بالتهمة ابتداءً على خصومه السياسيين ويلمح إلى فشل حكومة الوفاق الوطني والرئيس عبدربه منصور هادي, ثم عمل على تثبيت أن القاعدة وراء الهجوم بعد أن توجهت الأصابع إلى الطرف المستفيد منه وهو مالك وموجه تلك الوسائل الاعلامية.

المؤشرات كانت تؤكد على وجود أكثر من طرف مشترك في الجريمة رغم الخصومة, على الأقل ظاهرياً, بين تلك الأطراف, والمستفيد منها في حال تحقق ماكان يُراد له ان يكون, طرف هو الذي ظل يتحسس رأسه باستمرار, ويلقي بالتهم يميناً ويساراً وأراد توظيفها كعادته بصورة قذرة لينال من أطراف هي في الواقع الحليف الرئيسي والاستراتيجي للرئيس هادي.

أنا لا أنكر وجود تنظيم القاعدة كما يحلو للبعض أن يذهب إلى ذلك, غير ان هذا التنظيم, صار أداة من أدوات أطراف عدة في الداخل والخارج بما فيها الخصوم العقائديون، كالحوثيين مثلاً وإيران, وقبلهم دول عربية والرئيس السابق وبقايا نظامه وقوى دولية عدة.

كانت الجريمة بشعة ومتوحشة ورافقتها أمور عدة إعلامياً وميدانياً كشفت النوايا والجهات المستفيدة منها المتحسسة للقشة التي على رأسها باستمرار, وحملت رسالة قوية لكل القوى السياسية التي لا زالت تدفع نحو نجاح مؤتمر الحوار الوطني والخروج باليمن نحو انتهاء المرحلة الانتقالية الثانية وبناء اليمن الجديد.

قبل ساعات من وقوع الحادثة الإجرامية في مستشفى العرضي كنت ومجموعة من الزملاء الصحفيين غادرنا مطار صنعاء الدولي, وبمجرد وصولنا إلى العاصمة الأردنية «عمّان», كان الخبر قد سبقنا إلى هناك وفُجعنا بتفاصيله التي وصلتنا عبر وسائل الاعلام المختلفة والاعلام الاجتماعي «خاصة الفيسبوك», وضعنا قلوبنا على أيدينا ونحن نبحث عن معلومات غير موجهة ولا علاقة لها بالقشة التي ستقصم ظهر «الزعيم» بكل تأكيد.

ماذا يحدث في وطني من جرائم لم نعهدها من قبل؟, وللأسف هناك من يرتكبها تحت لافتة الدين أو من يستغلها ويوظفها ويتدثر بها وبالدين, فمنذ أيام لم تفارق مخيلتي صورة الطبيبة سمية الثلايا وهي مضرّجة بدمائها وكذلك صور الكثيرين غيرها من الضحايا من يمنيين وأجانب, هي ذات الحالة حينما رأيت صورتي الشهيدين الضابطين في تعز والبيضاء بعد يومين على جريمة العرضي.

هذه السياسة والصراعات والأعمال الساعية للسيطرة والعودة للحكم هي من يرتكب تلك الجرائم الوحشية والبشعة التي يقف الدين وخاصة ديننا الاسلامي الحنيف ضدها, ويرفضها ويتوعد مرتكبيها والمخططين لها والمحرضين عليها بالجزاء والعقاب الأليم في الآخرة.

يتبقى أن نقف صفاً واحداً مع وطننا وشعبنا والمشروع الوطني الكبير الذي ضحينا لأجله بدماء شهداء ثورة 11 فبراير 2011م, ولازال شعبنا يقدم الشهداء بصورة مختلفة, بل ويقدم غير اليمنيين أرواحهم وتسيل دماؤهم مع دماء اليمنيين وتمتزج في أكثر من ميدان وشارع وحادثة.

علينا أن نكون في مواجهة من يقفون ويستغلون القاعدة أو الحوثي أو المتقطعين أو مخربي الكهرباء وأنابيب النفط والغاز, ونكشفهم ونعرّيهم أمام الجمهور, ونفضح مؤامراتهم ولا نسمح لهم بعد اليوم ان يتحسسوا «القشّات» التي على رؤوسهم.

[email protected]

تعز المدينة صامدة في وجه الحصار والقصف المتصاعد بشكل جنوني.. يروجون لاكاذيب واشاعات السيطرة فيما المقاومة والجيش الوطني يواجهونهم ببسالة وصمود اسطوري ويكبدونهم يوميا خسائر بالعشرات ويدمرون آليات عسكرية بالشراكة مع طيران التحالف العربي, مثلما كان »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء