تلبية نداء الوطن..واجب لا يجوز فيه الاستثناء

14 - ديسمبر - 2013 , السبت 03:19 مسائا
3981 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةد/عبد العليم باعباد ⇐ تلبية نداء الوطن..واجب لا يجوز فيه الاستثناء

د/عبد العليم باعباد
عندما تمر الأوطان بظروف عصيبة، وحين تتعرض لأمواج الخطر الداهم الذي لا يرحم ولايستثني احدا..يصبح الاندفاع الشعوري والحب الغريزي المحكوم بالعقل باعثا للحركة ومولدا لطاقة هائلة تختزنها الشعوب في مواجهة الاخطار المحدقة بأوطانها، الهادفة إلی إغراقها في أنهار الدماء، ومستنقعات الفوضی.
والشعب اليمني ليس بدعا من هذه الشعوب، بل هو الشعب الضارب جذوره في أعماق التاريخ، الممتد عمره في أحقاب الحضارات الإنسانية الأولی يختزن من التجارب الإنسانية الكثير، ويستفيد من تقلبات الزمان
وحركة الأيام العبر والعظات..ويستمد من الإيمان بالله قوة وأملا وعملا. فيستعلي علی نوائب الدهر بذخر الخبرة والتجربة. فيمضي فيها بفهم وبصيرة وبلا خوف أو جهالة.

فالأيام دول، والحضارة نقل، والحياة أمل..والشدائد والمحن رفيقة درب أولي العزم، و قدر أهل المجد.
والصعاب ظل الأشداء، والأخطار مركب الأقوياء، والرزايا سبايا الأعداء وعدة حرابها تستسلم للأقوياء فتروض بأيديهم حتی تغدو ذليلة صاغرة لأولي البأس الشديد قاهري الزمن..
فإذا ما داهمته الأخطار وتجددت لم يكن الشعب اليمني إلا ذلكم الشعب الذي يواجهها بروح الفارس الشحاع الذي يهب لنجدة غيره، ويأبی إلا أن ينصر مظلوما أويغيث ملهوفا يستنجد به من نوائب الدهر وما أكثرها حتی من يظن نفسه بعيدا عنها......


هذا موقفه مع غيره...فكيف يكون موقفه لحماية الديار والذود عنها.
نعم هذا هو الشعب اليمني الأصيل معدنه، القوي موقفه، النبيل مقصده، المتحد هدفه.
نختلف لكننا وقت الشدائد نأتلف، يجمعنا الهم والدم، ومهما تبارينا في المواقف البينية أو تباينا فيها فإننا نثوب إلی الرشد..وهذه سمة الشعوب الحية....نعم نرفض الظلم من بعضنا علی بعضنا ونأبی أن نكون تحت سقفه، أو نسبح بحمده، ونقف في وجه الظلم كلنا إن وقع من أعدائنا علی أي منا..هذا هو قدرنا ومصيرنا.

نفهم أننا في أزمة اقتصادية، ندري أننا نعيش صراعات سياسية، نعي حجم التناقضات الداخلية، وفوق ذلك ندرك وجهة المواقف لإقليمية والدولية، نثمن حسنها، نتغابی عن سيئها....إنما السيد من يتغابی.
ورغم ذلك كله فلن نتوانی عن حماية الديار، ولن يرهبنا صوت انفجار، فنحن أحفاد فاتحي الأمصار، ونحن إكليل الغار....ولن ننحني أبدا لعار.


وطننا عزتنا وكرامتنا، لن يكون حقلا لتجارب، ولا ميدان سباق، ولا ساحة حرب إلا لمن رامنا الموت.
ولن يكون متنفسا لمزاج فاسد قريب كان أو بعيد يبعث فيه ما يحب..ولو كان فيما لا نحب..ويئد فيه ما يكره ولو كنا مكرهين..كلا كلا.
لسنا من يعطي الدنية في ديننا..أو في أوطاننا.

إن كان منا من يفعل ذلك، فعيون الشعب له راصدة ووثبته ساحقة ماحقة...ودم أبنائه الحارة تغتلي فداء لتربته، وانتقاما لشهدائه، وأبريائه، ممن قتلوا ويقتلون بفعل ألاعيب الخصوم غير الشرفاء،واللعب الصماء التي سلمت مصيرها للإيدي العابثة، ومآلها سكونا لا حركة فيه أو لعبة بإيدي الرجال الأطفال لا الأطفال الرجال.


ها هو الشعب اليمني احتبست الدموع في عينيه ولم تكتحل بنوم، وملأت الغصة حلقه فصعب الكلام عليه..
من شدة ما رأی من بشاعة المنظر وهول الموقف ودنائة المخطط، وخسة الممول، وحيوانية المنفذ....وحقارة الشامت والصامت.
الشعب اليمني لم يتكلم بعد ليسمع كلماته من به صمم.


هاهو يخطو بهدوء ليعرف الحقيقة كاملة..التي لن يرض بغيرها بديلا.ولن يقر له قرارا حتی يكشف مستورها وخفاياها وخباياها..نعم سيعاقب المجرم ولن يفلت من العقاب..وسيعاقبه الشعب وعقاب الشعوب أدهی وأمر.
ووسط ذلك كله الشعب اليمني يمضي نحو إنجاز أهدافه كاملة غير منقوصة خلف قيادة منه وإليه تقف في خندقه دوما سلما أو حربا.
الشعب اليمني يقف في خندق الدفاع عن دمه المهدور ظلما، وحياته المقتولة غدرا، وذاته المقهورة بلا سبب.


هاهنا نفس الرحمن ياعباد الشيطان..إن كان هناك من يظن أنه بسبب الفاقة يشتري بطونا خاوية..فإن لنا نفوسا عزيزة ...تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها، ولعله جدير بنا أن نذكر أرباب النعم بأن الجوع لم تفل سيفا بيد عنترة وإخوانه..كما لم يهزم من كان يضع الحجر علی بطنه مادامت النفوس كبارا...كبارا.
ومن أسكرته خمرة السياسة وألاعيبها...فإن ما حدث فينا من قتل ووحشية سيبعث فيه الرجولة والغيرة.وحتما سيغار...ويعلن أنه ابن أبيه وأمه وابن وطنه المكلوم المغدور...من علم الدنيا السلام وأعطاها الأمان...سيتوب إن كان قصر في حق وطنه ويقولها: أضعته صغيرا...وسأحمل دمه كبيرا...لا سكر اليوم..ولا صمت الغد..اليوم بر..وغد أمر..وإننا لنصرك ياوطن عاملون...ولمن غدرك قاهرون....فلا نامت أعين الجبناء.

لم يلفت انتباهي شيئ في تشكيل ولائحة البرلمان الجنوبي..علی حد تسمية مؤسسيه..مثلما النكهة الماضوية والتسلطية في نصوص لائحته.التي استدعت الزمن الماضي وقوانينه الإقصائية والاستبدادية. الأمر الذي يؤكد بما لا يدع مجالا للشك وقوف البعض عند لحظة تاريخية »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء