الإبداع الكاريكاتوري في مواجهة الفساد

17 - ديسمبر - 2013 , الثلاثاء 02:33 مسائا
3955 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةد / عبدالعزيز المــقالــح ⇐ الإبداع الكاريكاتوري في مواجهة الفساد

د / عبدالعزيز المــقالــح
- كنت منذ أيام في ضيافة كوكبة رائعة من الفنانين الكاريكاتوريين المبدعين، الذين يشكّلون كتيبة مقاومة تعتمد الريشة وحدها لمكافحة الفساد بأشكاله المختلفة سياسية واقتصادية واجتماعية. وتوقفت مبهوراً تجاه عشرات إن لم يكن مئات اللوحات التي تفضح الفساد الظاهر والمتخفي وتسلّط أضواء الفن على الاختلالات التي تهدد حاضر الوطن ومستقبله. وإذا كانت بعض اللوحات، واسميها لوحات لا د. عبدالعزيز المقالح -
كنت منذ أيام في ضيافة كوكبة رائعة من الفنانين الكاريكاتوريين المبدعين، الذين يشكّلون كتيبة مقاومة تعتمد الريشة وحدها لمكافحة الفساد بأشكاله المختلفة سياسية واقتصادية واجتماعية. وتوقفت مبهوراً تجاه عشرات إن لم يكن مئات اللوحات التي تفضح الفساد الظاهر والمتخفي وتسلّط أضواء الفن على الاختلالات التي تهدد حاضر الوطن ومستقبله. وإذا كانت بعض اللوحات، واسميها لوحات لا رسومات كاريكاتورية ساخرة، أقول إذا كان بعضها قد شدّ اهتمامي فإن ذلك لا ينفي أهمية بقية اللوحات المعروضة أو أنها كانت دون المستوى المطلوب، فقد كانت كلها دون استثناء على درجة عالية من الفن والبراعة في تقدمها زل الفساد، مما يجعل الكلمات عاجزة عن الوصول في التعبير إلى ما وصلت إليه الصورة المباشرة والحادة والتي من شأنها أن تجعل أشد الفاسدين شجاعة وإقداماً على المال العام يرتجف فزعاً ويخفي وجهه في بطنه المندلقة.
صورة واحدة توقفت عندها طويلاً ومازالت ذاكرتي تطيل التأمل فيها، وهي صورة ذلك الفاسد الذي التهم كل ما وصلت إليه يده وقد وقف منتشياً يقضم خارطة الوطن قطعة بعد قطعة ويمضغها في شراهة والْتِذاذ، وكأنه يمضغ قطعة من الخبز أو الشوكلاته غير مبالٍ بما يقترفه من إثم يعد في قاموس المحرمات أخطرها وأوغلها في الحرام. وذلك الفاسد الذي ظهرت صورته في اللوحة الكاريكاتورية لا يأكل لذات الأكل فقط ولكي يغنى فقط، وإنما ليدمّر الوطن بأكمله ويمحو الهوية الوطنية. وكأنه لا يدرك مصدر الخطر الناتج عما يفعله، لقد سكنت اللوحات المعروضة جميعها في الذاكرة لكن هذه اللوحة أو هذا الرسم الكاريكاتوري الساخر أخذت حيزاً أوسع في الذاكرة وكانت أكثر حضوراً من بقية الأعمال التي تدعوني بإصرار إلى محاولة تقريب معناها إلى القارئ وتشجيعه على حضور المعرض الذي سينقل من مقر وزارة الثقافة إلى بيت الثقافة بجوار القصر الجمهوري.
وعلى مشاهِد هذا المعرض الخاص بمكافحة الفساد والذي أقيم تحت رعاية وزارة الثقافة وهيئة مكافحة الفساد عليه أن يدرك سلفاً أنه ليس معرضاً للمتعة أو التسلية وإنما هو معرض هادف مهمته تعرية الفاسدين الذين أفسدوا الوطن ونهبوا المال العام وامتصوا بقايا الدم الذي كان ما يزال يجري في عروق المواطنين الذين يتطلعون إلى مستقبل نظيف وخالٍ من اللصوص والسماسرة. ومن حسن الحظ أن يوم افتتاح هذا المعرض الفني قد تزامن مع اليوم الذي شهد حملة نظافة العاصمة وكأن هذا التزامن يوحي بطريقة غير مباشرة بحاجة الوطن إلى حملات تنظيف مماثلة تطهِّر الوطن من اللصوص وإلى إعادة الاعتبار إلى الوظيفة العامة بعد أن أفسدها هؤلاء وجعلوا منها مصيدة للنهب والسلب لا أداة فاعلة في إدارة شؤون البلاد وتحريره من براثن الروتين والمحسوبية والرشوة.
وأعود إلى موضوع معرض الفن الكاريكاتوري وإلى تلك الكوكبة من المبدعين الذين يعتز بهم الوطن وإلى التأكيد على أن وظيفة الفن عموماً تتمحور في خدمة الناس وحماية الوطن، أياً كان الفن رسماً أو شعراً أو موسيقى. ومن المؤكد كذلك أن الفن بكل أشكاله لا يمتلك قوة التغيير أو ردع الفساد وإنما ينبه ويدل، وعلى السلطة المخلصة أن تتابع وتضرب بيد القانون، وأن تبدأ بالكبار قبل الصغار وإلاّ فهي متواطئة وغير قادرة على تحمل المسؤولية. ومن الملاحظات الجديرة بالالتفات ما تضمنته بعض الأبحاث العلمية عن أن الفساد المستشري في حياتنا من الوضوح إلى حد يمكن إمساكه بالأصابع ورؤيته بالعين المجردة، وهذا ما يمكِّن الجهات المختصة من محاصرته وإلقاء القبض على العابثين بالأموال العامة وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاء ما ارتكبته أيديهم، وليس من العدل في شيء أن يتركوا ليتنعموا بما نهبوه وكسبوه من الطرق غير المشروعة.

الدكتور فؤاد البنا في كتابه الرائع عن «أسماء السور»:
عنوان الكتاب الصادر عن دار (روافد) في دولة الكويت هو (أسماء السور ودورها في صناعة النهضة الجامعة) وفيه يقدم الدكتور فؤاد البنا، خلاصة وعيه بالقرآن الكريم وخلاصة وعيه بأسلوب البحث وطريقة التتبع والتحليل. لقد أدهشني الدكتور فؤاد بأسلوبه العلمي الموضوعي وبطريقة تناوله الدقيق والعميق واجتهاده في الربط بين أسماء سور القرآن الكريم وصناعة النهضة الجامعة للأمة التي مزقها جهلها بدينها وبقرآنها والخضوع لما يريده خصومها وأعداؤها. يقع الكتاب في طبعته الفاخرة في 256 صفحة من القطع المتوسط.

تأملات شعرية:
مازال اليمن الواحد ولاَّداً
يُبدع أجيالاً في العلم
وأجيالاً في الفن
وأبطالاً في الحرب وفي السلم
وما زال يسير
على درب الإيمان الصافي والحكمةْ.
لن يتقسم،
لن يتشرذم
وسيخرج منتصراً من هول الصدمةِ
والأزمة

في هذه الكلمات التي شكّلت عنوان هذا الحديث ما يكاد يكون لسان حال العقلاء في الوطن العربي عامة وفي بلادنا خاصة، وهي تحدد أبعاد المأساة التي صنعت الأوضاع الراهنة. والمشكلة الأساس ليست في الجملة الأولى من هذا العنوان "لا أحد يفهم" وإنما في الجملة »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء