)جماعة الحوثي ليست بتلك القوة (
يعتقد البعض من أبناء اليمن، أن جماعة الحوثي صارت اليوم في أوج قوتها منذ ظهورها الشكلي علی الساحة اليمنية مطلع العام 2004م، وأنه أصبح بإمكان الجماعة الحوثية أن تخضع أي منطقة في شمال اليمن تحت سيطرتها بما في ذلك العاصمة صنعاء أن هي أرادت ذلك.
وهذا اعتقاد خاطئ تقف وراءه العديد من وسائل الإعلام اليمنية من تحاول رسمه في أذهان أفراد المجتمع اليمني لسبب أو لآخر.
في حين كان من المفترض أن يسبق الحكم علی قوة أو ضعف جماعة الحوثي نظرة تحليلية لحقيقة ماتمر به المرحلة الانتقالية من ظروف راهنة.
يجب أن نعلم أن الأطراف السياسية في اليمن قد فضلت النهج السلمي كسبيل وحيد للوصول بالوطن والشعب إلی مرحلة الدولة اليمنية الحقيقية، لذلك مضی الجميع تحت الآلية التفيذية للمبادرة الخليجية وصولا إلی مرحلة الحوار الوطني الذي نقف اليوم عند تنفيذ مخرجاته أو بالأصح عند المطالبة بتنفيذها.
وكانت جماعة الحوثي هي الأخری قد شاركت في أهم مراحل العملية الانتقالية - مرحلة الحوار الوطني - ، وهي مشاركة ليس لأن الجماعة تؤمن بالنضال السلمي بل لأنها كانت تتوقع فشل الحوار الوطني في أي لحظة.
وسواء نجح الحوار أو فشل فجماعة الحوثي ستمارس العنف في كل الأحوال، لكن يظل استخدام الحوثيين للعنف في حال فشل مؤتمر الحوار الوطني له مبرره الخاص الذي لن يلومهم عليه أحد.
ولو إن الحوثيين دخلوا قاعة الحوار حرصا منهم علی إنجاح العملية الانتقالية بطريقة سلمية، لم كان عليهم أن يذهبوا بعد أن أنجز الحوار أعماله إلی حمل السلاح وخوضهم صراعات هنا وهناك.
واليوم ومع كل ما تخوضه جماعة الحوثي من صراع متعدد الأشكال، إلا أنه لا يمكن القول :إن الجماعة صارت تشكل قوة كبيرة علی الساحة اليمنية.
لماذا؟
وذلك لأن جماعة الحوثي وحدها اليوم من تمارس العنف في إطار مجتمع فضل كل أطيافه أن ينالوا حقوقهم بطريقة سلمية لا عنف فيها، عكس جماعة الحوثي التي تريد أن تحقق أطماعها بطريقة العنف والصراع.
وبكل تأكيد فأن كل ما هو عنف يظهر علی الواقع بقوة ويطغی أيضا علی السلوك السلمي وقد يبتلعه في كثير من الأحيان.
وكل مايشجع جماعة الحوثي في استخدامها للعنف اليوم من أجل فرض سيطرتها كقوة مؤثرة علی الواقع اليمني هو شعور الجماعة نفسها بأن الرئيس هادي وحكومة الوفاق كذلك الأحزاب السياسية جميعهم حريصين كل الحرص علی التقيد بالعمل السلمي وعدم الجر بالوطن والشعب إلی مربع الصراع والاقتتال.
ولو إن الرئيس هادي يقرر مثلا إرسال أفراد الجيش لمواجهة الحوثيين "وهذا للإيضاح فقط، وليست مني دعوة إلی ذلك " لتبين وقتها أن جماعة الحوثي ليست بتلك القوة التي يتوهمها البعض من اليمنيين اليوم.