خليجي22 بين التنافس الشريف و العصبية الزائدة

17 - نوفمبر - 2014 , الإثنين 03:26 مسائا (GMT)
هشام عميران


قد خطفت كرة القدم انظار المتتبعين في كل بقاع العالم منذ أول بدايتها نظرا للتشويق والمتعة والتنافسية التي تتظمنها هذه اللعبة الأكثر شعبية في العالم، فكرة القدم اصبحت هي اللغة التي بها يتواصل جميع شعوب العالم كما تعتبر وسيلة من وسائل التعارف بين الشعوب والأمم.

ولعل الجماهير وجدت في لعبة كرة القدم فرصة لإظهار التميز على الأخر وهي غريزة إنسانية ثابتة حيث كل واحد منا يسعى للتميز عن الأخر ويظهر في حلة افضل من الأخر، فكرة القدم كما الرياضة بصفة عامة لبت هذه الغريزة الإنسانية فينا حيث بواسطتها نستطيع أن نظهر تميزنا عن باقي الأمم بإمتلاكنا لرياضيين يفوقون الرياضيين الأخرين في كل شيئ ويكونون دائما في منصات التتويج ، ولعل ما يجعلنا نهتف بإسم بلادنا عند كل إنجاز لبطل يمني هو ذلك الإحساس بالتميز والندرة وهو شعور إنساني نتفق عليه.
لكن الأمر المؤسف ان تتحول كل هذه الرغبة في تلبية هذه الغريزة إلى تعصب زائد عن حده حتى يؤجج من الحقد والكراهية ويزرع الفتن ولربما يتم التراشق بالأحذية وبالأحجار بين الأشقاء, بسبب كتلة من الهواء إنما هي في الحقيقة خلقت لتجمعنا وتعرفنا ببعضنا البعض لا أن تقسم بيننا وتجعلنا نتناحر ونتراشق فيما بيننا.بل أن الأمر قد يتعدى حتى التناحر بين ابناء المدينة الواحدة بسبب هذه اللعبة التي ملئت القلوب شغفا وحبا والتي يتم النظر إليها للأسف بنظرة خاطئة .
لعبة مباريات كرة القدم هي فرصة مواتية لكسب مزيدآ من الروح الأخوية والروح التي تعزز من المحبة والعلاقات التي تعود بالفائدة والخير والسلام,بل تزيد ذلك الحس الإنتمائي الأسمى لهذا الوطن وهي فرصة حقيقية لكسب الكثير من الود والإحترام فيما بيننا لكن الأمر أصبح متغيرآ! أكثر فالجميع يجهل معنى الأهداف الحقيقية للرياضة والتي هي تزكية الروح وتهذيبها والتعارف بين الحضارات والأمم لتتحول للتعصب والتناحر من دون فائدة ترجى من ذلك إلا الدمار والتباعد والتفرقة،
وحتى أن هناك من يعشق منتخبآ غير منتخب بلده وذلك ليس عداوة وكراهية لوطنه ومنتخبه! حتى يشجع قطر لكنه لا يريد لها الفوز وهذا الأمر طبيعي ولا يعني تشجيعك لمنتخب غير منتخبك الوطني, خيانة. وليست جريمة لا تغتفر وليست ذنب تقترفه, وليست الوطنية أن تشجع منتخبك الوطني, فالوطنية هي الشعور بشرف الإنتماء لوطنك,حبك لوطنك,وتقديسك لتراب وطنك, وحب الخير والسلام والأمن والاستقرار والعمل على إيجاد كل هذا هو الوطنية,فهناك الكثير من نشر على شبكات التواصل الإجتماعي بأن إخوان اليمن يشجعون المنتخب القطري,واعتبروا أن من يشجع المنتخب القطري خائن وغير وطني, فيا للغرابة ويا للعجب ممن ابتلاهم الله بأمراض السياسة العمياء والتي جعلتهم يسيسون كل ما تملي لهم أنفسهم ويهتمون لسفاسف الأمور وينظرون من منظورهم القاصر إلى ما يفتقرون إليه من معان الروح الرياضية ومفاهيمها الصحيحة ليس من منضور العصبية المقيتة بشتى مجالاتها وأنواعها!
ولاشك ولا ريب أن سبب الخناق والتناحر هو غياب الثقافة الكروية الحقيقة والروح الرياضية والجهل بالأهداف السامية للرياضة وعدم القدرة على تحمل الهزيمة وتقبل الأمر الواقع .وكذلك الإفتقار لمعان ومفاهيم الثقافة الكروية والروح الرياضية وعدم الوعي بالأهداف السامية للثافة الكروية والروح الرياضية!

فا لرياضة إنما أنشئت للتنافس الشريف بين الرياضيين من مختلف الإنتماءات سواء العرقية أو الدينية أو الجنسية ،الرياضة توحد كل الشعوب من أجل التنافس الشريف وبالروح الرياضية العالية وتقبل الأخر مهما كانت نتيجة التنافس وعلى إختلاف إنتماءاتهم.! فكفى من التعصب الزائد اللزوم والذي يفقد الكرة متعتها ويزيغ الرياضة عن أهدافها الإنسانية السامية ..!!!
جميع الحقوق محفوظة لموقع الضالع نيوز © 2013© تصميم و إستضافة MakeSolution.com