مدير مستشفى العرضي: مشاهد استهداف المجمع لا توضح سوى 20% من بشاعة الجريمة ‏‏(حوار)‏

07 - يناير - 2014 , الثلاثاء 04:56 مسائا (GMT)
الضالع نيوز/متابعات

قال المدير العام لمستشفى مجمع الدفاع (العرضي) في اليمن الدكتور هشام عبده عثمان ‏الزبيري ان ما عرضته القنوات من المشاهد الشنيعة بحث جريمة استهداف المستشفى لم يكن ‏سوى 20% من بشاعة الجريمة مؤكداً أن الرئيس لم يكن هناك.‏



وأوضح الزبيري مع صحيفة "الثورة" الرسمية العديد من التفاصيل والملابسات حول ‏الحادث وما تردد من أنباء، وفيما يلي نشوان نيوز يعيد نشر نص الحوار:‏

كل تلك المشاهد الشنيعة التي شاهدها اليمنيون لجريمة مذبحة العرضي، «ليست سوى ‏‏20% من حقيقة بشاعة الجريمة».. ذلك ما كشفه لأول مرة، المدير العام لمستشفى مجمع ‏الدفاع الدكتور هشام عبده عثمان الزبيري، في أول حوار يجريه مع وسيلة إعلامية، تحدث فيه ‏بأسى لا يخفيه، عن المستشفى بصيغة «كان»، وأكد أن الأضرار التي لحقت به كبيرة لكن ‏خسارته البشرية كانت أفدح.‏

الدكتور هشام، استشاري أمراض وجراحة القلب، الذي تولى عملية الإشراف على تأسيس ‏المستشفى وإدارته منذ 2008م، يؤكد أن من مارسوا القتل بتلك الطريقة الشنيعة ثلاثة من ‏منفذي الهجوم وليس واحداً «لم يستوعب الدرس» حسبما زعم أمير «القاعدة» في إقراره ‏بتبني التنظيم الهجوم الإرهابي الغادر والجبان على مستشفى ومجمع الدفاع، كاشفاً كثيراً من ‏التفاصيل في هذا الحوار الحصري للصحيفة:‏

‏* بداية.. لماذا تتجنب التحدث إلى وسائل الإعلام؟
‏- أنا لست ضد الإعلام، ولكن لا أحب أن أظهر، حتى في زيارات بعض وسائل الإعلام ‏للمستشفى كنت أفضل أن يتكلموا من الأطباء والممرضين الذين كانوا حاضرين في المستشفى ‏أثناء الهجوم. أما حصر اللقاءات معي فقط، فلا أؤيده.‏

‏* لكن الحدث جلل، وحتى الآن لم تعقد مؤتمراً صحافياً.. ألا يبدو هذا لافتاً؟
‏- هذا صحيح، لكن ما حدث يصعب استيعابه، وكان فاجعة وصدمة، لا زلنا نعيش آثارها. ‏كما أننا منشغلون في أمور كثيرة.. الدفن ثم العزاء ثم التعويضات والآن الإصلاحات.. ومع ‏ذلك، هات ما لديك من أسئلة وسأجيبك عليها سأجيبك بكل شفافية وصدق.‏

عدد الضحايا
‏* لماذا لا يزال عدد ضحايا الجريمة متواتراً وغير محدد بدقة؟
‏- كثير من الزوار كانوا لا يزالون في الاستقبال ولم يكونوا قد سجلوا بياناتهم حين وقع ‏الانفجار. وما أنا متأكد منه بالنسبة للزوار المرضى، أنهم 12 شخصاً. لكن هذا لا يعني أنهم ‏‏12 فقط 12 لأن بعضهم لم يكونوا قد سجلوا بياناتهم، كما أسلفت، ولهذا ليس لدي بيانات لهم.‏

‏* ألم تتعرفوا على هواياتهم فيما بعد الجريمة؟
‏- هذه المهمة تعنى، أو عنيت، بها اللجنة الأمنية، فالتحريات حضروا والمباحث الجنائية، ‏وهذه البيانات لديهم، ولم يسلموها لنا، ولست مطلعاً عليها.‏

‏* يطرح البعض أن الهجوم استهدف تهريب جرحى من «القاعدة».. هل هذا صحيح؟
‏- لا.. ليس صحيحاً. لم يكن لدينا أي جريح لا من القاعدة ولا من الحوثيين ولا من جماعة ‏السلفيين في دماج.. لم يكن لدينا أي أحد من هؤلاء.‏

‏* ألم يكن لديكم في المستشفى شخصيات عامة تشغل مناصب هامة؟
‏- الشخص المسؤول الوحيد الذي كان يرقد لدينا، هو وكيل محافظة ذمار عبد الله الميسري.‏

‏* وفقاً لموقع وزارة الدفاع (26 سبتمبر) فإن حفيد شقيق الرئيس قتل؟
‏- نعم، كان فتى عمره 16 سنة، مرافقاً له، وكان شخصاً محبوباً جداً من الطاقم التمريضي ‏لأدبه وأخلاقه العالية.‏

‏* بالضبط كما حدثني كثيرون.. ولكن أستغرب لماذا لا تفندون الشائعات؟
‏- يعني.. الواحد كم سيفند أو ينفي؟ !‏

‏* هل جرى إنقاذه مع الآخرين بعد استعادة السيطرة؟
‏- نعم، نعم بعد استعادة السيطرة على المستشفى. بعدما خرج القتلة الذين دخلوا المستشفى.‏

‏* قيل أنه تم نقل شقيق الرئيس بعد الانفجار مباشرة؟
‏- لا.. ليس صحيحاً.. مع الدمار الذي حصل داخل المستشفى والظلام والغبار بعد الانفجار، ‏لم ينتبه القاتل لوجود غرفتين، عن يمينه وعن يساره. مر من جانبهما لكنه لم ينتبه لهما، فقد ‏كانت أبوابهما مغلقة، وهو دخل الغرف التي كانت أبوابها مفتوحة، لم يحاول فتح أي أبواب. ‏

‏* هاتان الغرفتان كانت غرف رقود عادية أو عناية مركزة؟
‏- لا غرف عادية، لكن منفردة. كل واحد في غرفة. أما غرفة العناية المركزة فقد اقتحموها.‏

زيارة الرئيس
‏* هناك من زعم أن رئيس الجمهورية كان يزور أو سيزور المستشفى.. ما صحة ذلك؟
‏- لا.. هذا الكلام غير صحيح.. لم يكن هناك أصلاً برنامج زيارة فخامة الرئيس للمستشفى في ‏ذلك اليوم.‏

‏* مادام كذلك.. لماذا لم تؤكدوا هذا للإعلام، منعاً للغلط الذي أثير بهذا الشأن؟
‏- هذا الكلام أنا مسؤول عنه.‏

‏* أين كنت حين وقع الهجوم على مستشفى ومجمع وزارة الدفاع؟
‏- لحظة وقوع الانفجار، كنت أنا والدكتور زايد عاطف استشاري أمراض غدد صماء خارج ‏المستشفى وابلغني نائبي بأن هناك هجوماً شديداً على المستشفى، بالمتفجرات والبوازيك ‏والرصاص فهمت منه أن الهجوم كان شرساً فاتصلت حينها بأحد أطباء الرئيس الدكتور محمد ‏الشعناء، طلبت أن يبلغ الحرس الجمهوري (الرئاسي) بأن هناك هجوماً مسلحاً قوياً على ‏المستشفى، وأنهم أكيد سيحتاجون لهم، وأخبرته أني سأعود أدراجي إلى المستشفى.‏

‏* وهل عدت مباشرة من دون إنجاز المهمة التي ذهبتما إليها؟
‏- بالفعل، دورت وأوصلت الدكتور زايد على الطريق، ودخلت المستشفى، أو بالأحرى ‏العرضي، إذ لم استطع الوصول إلى بوابة المستشفى لأنه كان هناك إطلاق رصاص في ‏الساحة نفسها لكني وصلت إلى داخل العرضي وجلست مع مهندسي الأشغال عند البوابة التي ‏دخلوا منها لكن من الداخل.‏

‏* كم بقيت عند البوابة الغربية لمجمع وزارة الدفاع؟
‏- ربما نصف ساعة إلى أربعين دقيقة.. إلى أن انتهى القنص (إطلاق الرصاص). واستطعت ‏الخروج، رأيت المستشفى مدمراً، وبعدها مررت وذهبت أرى الجرحى في المستشفيات التي ‏أسعفوا إليها.‏

‏* وبالتزامن مع هذا التوقيت، كان وصول الرئيس إلى مجمع الدفاع؟
‏- لا.. لا الرئيس جاء بعدها، وقت الظهيرة.‏

‏* قيل بعد الساعة 11 ظهراً، بعد استعادة السيطرة على المستشفى؟
‏- نعم.. أنا غادرت العرضي (مجمع الدفاع) تقريباً الساعة 10 أو عشرة إلا عشر، ما عدت ‏أذكر بالضبط، واتجهت إلى المستشفيات لتفقد جرحانا، في (المستشفى) الجمهوري وغيره.‏

بشاعة الجريمة
‏* الآن دكتور.. حين تستحضر ما حدث.. كيف تصفه؟
‏- ما حدث شيء لا يوصف.. شيء مروع وبشع جداً. هذا إجرام، وشيء فظيع، وضرر ‏حصل في المستشفى، غير معقول، ولا مقبول بالتأكيد.‏
‏* لولا وثقت الكاميرات الجريمة لما تخيل الناس بشاعتها؟

‏- كان ما اقترفوه فعلاً بشعاً.‏
‏* هل صحيح أن المستشفى يحوي 52 كاميرا مراقبة؟
‏- لا ليس صحيحاً، الكاميرات الخاصة بالمستشفى 30 كاميرا، اثنتان كانتا عاطلتين ‏وتخضعان للصيانة، و28 كانت تعمل حتى يوم الهجوم.‏

‏* وهل سلمت المواد الفلمية جميعها إلى رئاسة الجمهورية للتحقيقات؟
‏- نعم، سلمناها في نفس اليوم. ليس الكاميرات وإنما أجهزة التسجيل لسنة كاملة.‏

‏* تقصد سيرفرات تخزين ما تصوره الكاميرات؟
‏- نعم، أجهزة ريكوردر، تسمى دي في آر.‏

‏* هل شاهد الناس كل شيء، بشأن بشاعة الجريمة وفظاعتها؟
‏- صور الفيديو التي بثت تعتبر قليلاً من الفظائع التي حصلت في المستشفى. لدينا صور وهم ‏يقتلون أناساً جرحى. وهناك صور وهم يرمون (يطلقون الرصاص) على جثث ميتة ونحن ‏قادرون على إثبات هذا الكلام.‏

‏* هل شاهدت الرسالة المصورة لأحد قيادي «القاعدة» بعد بث الفيديو بأسبوع؟
‏- حق الريمي.. نعم شاهدتها.‏

‏* زعم أن واحداً منهم فقط هو من ارتكب هذه الفظائع وأنهم براء منه؟
‏- لا ليس صحيحاً.. الذين قتلوا الناس بتلك الطريقة الشنيعة، المؤكد لنا %100 أنهم اثنان، ‏ونعتقد بنسبة 80 % أنهم ثلاثة. لأن بعض الصور لا يظهر فيها الوجه.‏

‏* ماذا فعل الاثنان الآخران؟
‏- هناك ما هو أشنع مما عُرض، ورغم اختلافنا مع اللجنة الأمنية حينها وتقديم الاستقالة ‏احتجاجاً على بثها الفيديو. إلا أن ما تم بثه لا يمثل إلا %20 أو %30 من الوقائع الشنيعة ‏التي ارتكبت.‏

‏* لكنك –حسبما أشيع - عارضت بث مقاطع الفيديو.. لماذا؟
‏- نعم أنا كنت ضد البث، فالمشكلة بالنسبة لي أن البث كان بعد يوم على الدفن، وأن أهالي ‏الضحايا كانوا لم ينسوا بعد فاجعتهم. كيف نبث (تلك المشاهد) بعد أقل من يوم على دفن ‏الضحايا، ولا يزال حزن أهاليهم في أوجه ومشاعرهم لم تهدأ. ونأتي نفاجئهم بتلك الصور.. ‏هذه إهانة وعدم مراعاة لمشاعر الأهالي، ولا يصح. وهذا ما أبلغته لوزارة الدفاع في يومها.‏

‏* لكن الفيديو كشف بشاعة الجريمة أمام من كان يتعاطف مع شعارات «القاعدة»؟
‏- أعرف.. واعتراضي كان على عدم مراعاة مشاعر أهالي الضحايا أو حتى إبلاغهم قبل ‏البث كي لا يتفاجأوا. ولو كانوا قالوا لنا، كنا سنهيئ أهالي الضحايا لتلقي الفيديو بعد يوم أو ‏يومين، أما بث الصور هكذا من دون أن نراعي مشاعرهم، هذا الذي قهرني ودفعني لتقديم ‏الاستقالة.‏

‏* وهل قُبلت الاستقالة؟
‏- لم تقُبل من الرئيس، قال لي: استمر في عملك، وأعد تجهيز المستشفى وأكمل موضوع ‏تعويضات الضحايا، وعالجوا الجرحى، وبعد شهر، شهرين يكون لكل حادث حديث.‏

استهداف للمستشفى
‏* برأيك.. ماذا كانت دوافع الإرهابيين من مهاجمة المستشفى؟ !‏
‏- والله بالنسبة لنا.. ليس لدي تفسير لهذا العمل الإجرامي الذي حدث، أن يقتل أحدهم أو اثنان ‏الأطباء وممرضات ونساء ورجال مرضى، حتى الذين عمرهم ستين إلى سبعين سنة.. لا أجد ‏تفسيراً ولا أنا قادر أفهمه.‏

‏* البعض يعلل الهجوم بموقع المستشفى الأنسب للسيطرة على مجمع الدفاع.. ما رأيك؟
‏- أنا عملي فني مهني وليس سياسياً.. لكن كأطباء عاملين في المستشفى، إحساسنا أن الهدف ‏كان المستشفى.. والله أعلم.‏

‏* لماذا.. لأن المستشفى كان يضم غرفة عمليات طائرات بلا طيار، كما زعمت «القاعدة»؟
‏- لا.. لا وجود لمثل هذا المزاعم.. نحن سمحنا لبعض الصحافيين القيام بجولة في المستشفى، ‏ورأوا أن أجهزة المستشفى وخدماته كلها طبية، ولا وجود لأي أجهزة عسكرية بداخله.‏

‏* لكن تنظيم القاعدة يصر على أنه كان يستهدف غرفة تحكم بالطائرات؟ !‏
‏- لا يوجد داخل المستشفى حتى أسلحة.. ليس فيه عدا اثنين حراسة عند البوابات فقط. ليس ‏بداخله أي شيء عسكري ولا أسلحة.‏

قيمة المستشفى
‏* إذن.. المستشفى ماذا كان يمثل من قيمة، حتى يكون هدفاً للهجوم، حسبما ذكرت؟
‏- المستشفى أنشئ على أساس فكرة أن يكون نموذجاً للمستشفيات، ويخفف من السفر إلى ‏الخارج، للضباط وأفراد الجيش. وبالفعل قام بهذا الدور.‏

‏* وما الذي يميزه في ذلك عن المستشفيين العسكري أو الشرطة؟
‏- الذي يميزه، أن تجهيزه كان عالياً وكان حديثاً، عمره خمس سنين أو أقل. وكادره، كان ‏لدينا سابقاً ستة استشاريين ألمان في تخصصات مختلفة، غادروا اليمن مع انفجار الأحداث ‏‏(الأزمة) عام 2011م، قبل جريمة جامع النهدين (مسجد الرئاسة) بحوالي أسبوع.‏

ولم يبق معنا غير الدكاترة اليمنيين،حتى اليمنيين حاولنا أن نختار منهم الذين هم استشاريين ‏ولديهم تخصصات عالية، متميزين في عملهم، وطاقم التمريض أيضاً مميز، خبراته عالية، ‏وأكثريته كان من الفلبينيين، وفيه حوالي ستة أو ثمانية، ثمانية تقريباً يمنيين متخصصين ‏عناية مركزة وتخصصات طوارئ.‏

‏* أفهم من كلامك أن المستشفى استهدف لأنه يعالج كبار القادة العسكريين مثلاً؟
‏- المستشفى كان يعالج العسكريين والمدنيين. ونسبة المدنيين تقريباً ما بين 50 إلى 65 %.‏

‏* ألم يكن مستشفى النخبة، كما يُوصف؟
‏- لا.. أنتم شاهدتم الفيديو. ورأيتم بين الزوار، في غرفة الاستقبال قبل الانفجار، مواطنين ‏مدنيين بسطاء، رجالاً ونساء، كباراً وصغاراً، بجانب بعض العسكريين. فالمستشفى كان يخدم ‏أساساً مجمع وزارة الدفاع، وكل العاملين فيه يحق لهم دخول المستشفى. أما الآخرون فكان أي ‏شخص يستطيع أن يحصل على تحويل من مستشفى الثورة إلى أي قسم لدينا، الحصول على ‏موعد يأتي فيه، ولم يكن الانتظار يزيد عن أكثر من أسبوع.‏

‏* هل حقاً كان المستشفى يجري ما بين 12 إلى 15 ألف معاينة و3000 عملية سنوياً؟
‏- نعم.. المستشفى كان يجري نحو ثلاث إلى خمس عمليات يومياً.. رغم أن العمليات التي ‏فيه، غرفة عمليات واحدة. ومدة الرقود لدينا لا تزيد عن يوم ونصف كمعدل متوسط، ‏فالمريض –عادة- يخرج اليوم الثاني، عدا حالات يتأخر فيها يومين إلى ثلاثة، وهي قليلة، أما ‏الأكثرية، يوم واحد ويخرج.‏

أضرار بالغة
‏* العمل في المستشفى هل توقف كلياً أم جزئياً.. وفي أي أقسام تحديداً؟
‏- الآن كل الأقسام متوقفة، لأن الأقسام كلها متضررة.. والعمل الآن مستمر في إصلاح ‏الأضرار، ورؤساء الأقسام يحضرون يومياً للإشراف، من كل قسم يحضر واحد، سواء رئيس ‏القسم أو نائبه، للإشراف على المهندسين العاملين في ما يخص أقسامهم ومشاورتهم. أما ‏التطبيب وأعني (المعاينة والعلاج) فلا يعملون الآن.‏

‏* لكن البعض تحدث أن الأضرار التي لحقت المستشفى، في الديكور والأثاث فقط؟ !‏
‏- لا.. لا.. بالنسبة للمبنى، أكثر الضرر في الأسقف المستعارة والتجهيزات الفنية، تمديدات ‏الكهرباء والمياه والغاز، يعني التجهيزات الداخلية كلها. أما كهيكل فالضرر فيه خفيف. هذا ‏هو الصحيح. أما القول أن الأضرار في الديكور فقط ليس صحيحاً. فتمديدات الغازات وحدها ‏شغلة كبيرة، والتكييف لأن المستشفى مغلق ليس فيه شبابيك (نوافذ)، الشبابيك التي فيه كلها ‏عبارة عن زجاج (للضوء) لكنها لا تفتح.‏

‏* هذا لأن المبنى مصمم بنظام الكبسولة، أليس كذلك؟
‏- نعم. فالمبنى داخله يعتمد بأكمله على التكييف في مده بالهواء وتنقيته ونظام تعقيم داخلي.‏

‏* ماذا عن المعدات والأجهزة الطبية.. هل تضررت بالفعل؟
‏- الأجهزة تضررت كثيراً.. هناك أجهزة فحص صغيرة لم تتضرر. لكن الأجهزة والمعدات ‏الكبيرة، مثل أجهزة الأشعة حصل فيها ضرر، وغرفة العمليات، وهي كاملة عبارة عن ‏كبسولة واحدة وأجهزة حديثة وأغلى غرفة عندنا، حصل فيها ضرر كبير.‏
أيضاً سيارات الإسعاف حصل فيها ضرر كبير. وحافلتان انتهيتا، واحدة مجهزة خاصة ‏بالمستشفى الميداني، والثانية باص لنقل الركاب. المختبر أيضاً تضرر. يعني بعض الأماكن ‏يصل الضرر فيها ما بين 20 إلى %30 وبعض الأماكن 100 %.‏

‏* سيارات الإسعاف التي تضررت، اثنتان كما جاء في تقرير لجنة التحقيق؟
‏- نعم، سيارتا إسعاف تضررتا.إحداهما تجري محاولة إصلاحها، ولا ندري هل سيستطيعون ‏إصلاحها أم لا؟

‏* أين وصلت اللجنة الفنية لتقييم الأضرار وكلفة إصلاحها؟
‏- الأشغال العسكرية بدأت العمل، كان لدينا طابقان جديدان الثالث والرابع، لم يزودا بالأجهزة ‏بعد، والمقاول مستمر في العمل والمؤسسة الاقتصادية بدأت في حصر الأضرار، ومهندسوها ‏بدأووا في إصلاح بعض الأشياء. أما الأجهزة فتحتاج إلى وقت حتى تصل.‏

‏* لكن توجيه رئيس الجمهورية يقضي بإعادة تجهيز المستشفى خلال شهر؟.‏
‏- تكليف رئيس الجمهورية لنا بأن نحاول إصلاح الأضرار وإعادة تجهيز المستشفى خلال ‏شهر. وأنا أتوقع أن يستغرق ذلك شهراً ونصف الشهر، تقريباً.‏

‏* نُقل عنك أن الإصلاحات تكلف 2.5 مليون دولار.. هل هي نهائية أم تقديرات؟
‏- لا.. هي تقديرات أولية، لمهندسين ذوي تخصص طبي يسمونهم مهندسين طبيين، ‏والأشغال العسكرية، والمؤسسة الاقتصادية اليمنية. وهي تقديرات مبدئية وليست حسبة نهائية. ‏ولكي نعرف الأرقام (الكلفة) النهائية لإصلاح الأضرار.. سنرى أثناء الإصلاح ما هي الأجهزة ‏المتضررة تماماً والتي ضررها متوسط أو ضرر صغير، ونطلب من الشركات المصنعة ‏عروض أسعار.‏

‏* ما مصدر تأمين نفقات الإصلاحات؟
‏- بعض الدول الكبرى، وعدوا بأن يقدموا مساعدات للمستشفى في الأجهزة وليس مساعدات ‏مالية.‏

‏* هل كان هذا مغزى زيارة السفير الفرنسي للمستشفى رغم أن لا ضحايا فرنسيين؟
‏- نعم، السفير الفرنسي وقبله الروسي والأردني والسفيرة البريطانية، زارونا لتقديم التعازي ‏وإبداء تعاونهم في السعي لدى دولهم لتقديم مساعدات لاستبدال الأجهزة والمعدات المنتهية.‏

خسارة الكادر
‏* يظل الأهم من التجهيزات، الكفاءات.. كيف تصف خسارة المستشفى البشرية؟
‏- هي خسارة كبيرة وفادحة.. شهداء الكادر العامل في المستشفى، عددهم 15 شهيداً، 7 ‏يمنيين و8 أجانب. لقد صفي %80 من العاملين في قسم الجراحة، سواء أطباء أو فنيين. ‏وهؤلاء كانوا من ذوي التخصصات العالية والخبرات الرفيعة ومتميزين في عملهم.‏

‏* تقريباً كم عدد كادر العاملين في المستشفى؟
‏- حوالي مائة وعشرة أو مائة وعشرين.‏

‏* الفلبينيون الذين قتلوا سبعة من أصل كم في المستشفى؟
‏- تقريباً من أصل حوالي 40 فلبينيا وفلبينية.‏

‏* هل تكفلتم بنفقات شحن جثامينهم إلى أهاليهم كاملة؟
‏- نعم كاملة.‏

‏* البعض تحدث عن راتب شهر والنفقات على ذويهم؟
‏- لا غير صحيح.. دفعنا تكاليف شحنهم كاملة مع المعاملة، لأن التكاليف تدخل فيها قيمة ‏الصندوق والإبر لحقن جثة الميت، ورسوم معاملات أوراق، ونفقات الشحن نفسه لجثامينهم ‏وقد دفعناها كاملة مع نفقات شحن عفشهم أيضاً. وليس إلى العاصمة، بل إلى أقرب المناطق ‏إلى ذويهم. ‏
‏* هل ثمة تعويضات أو مكافآت نهاية خدمة صرفت لذويهم؟
‏- أخذنا إذنا من الجهات العليا أن ندفع لهم رواتب ستة أشهر. ونحن نسعى إلى أن نرفعها ‏أكثر، لكن مبدئياً ستة أشهر.‏

‏* الحال نفسها مع الكادر اليمني الطبي والإداري؟
‏- نعم، نفس الوضع. مع فارق أن لا نفقات شحن لأنهم كما تعلم دفنوا في الداخل.لكن ‏موضوع الراتب، ستة أشهر أيضاً، مع زيادة أن فخامة رئيس الجمهورية أعلن أن يعاملوا ‏معاملة الشهداء، سواء مدنيين أو عسكريين.‏

‏* صرفت للعسكريين رسوم دفن.. فهل صرفتم لشهداء كادر المستشفى رسم دفن؟
‏- نعم، نحن أول من صرف مساعدات نفقات الدفن والعزاء لذوي شهداء كادر المستشفى.‏

‏*( مقاطعاً) هل صرفت لهم 500 ألف كما العسكريين؟
‏- لا أدري كم صرف للشهداء العسكريين.. لكننا صرفنا لذوي الأطباء 300 ألف ريال بحسب ‏اللائحة الداخلية للمستشفى.‏

‏* البعض قال أنكم خصمتم 200 ألف على الأطباء؟
‏- لا، نحن صرفنا من البداية في ثاني يوم، قبل ما الجيش يصرف للعسكريين.. وليس لدينا ما ‏نخفيه، فنحن المستشفى العسكري الوحيد الذي لديه حسابات وموظفون محاسبون من المالية، ‏ولدينا شفافية.‏

التكريم والتقدير
‏* بالنسبة لتكريم الضحايا.. هل تم تسليم ذوي الجراح فانزويلا وساماً؟
‏- فخامة رئيس الجمهورية استقبل نائب القنصل الفلبيني، لأن القنصل الفلبيني كان قد غادر، ‏وسلمه الوسام بحضوري لتسليمه إلى ذوي الدكتور روبن فانزويلا، استشاري جراحة الصدر ‏والأوعية الدموية، نظير خدماته في اليمن التي امتدت لأكثر من 33 عاماً.‏

‏* ماذا عن باقي الضحايا ألا يستحق الأطباء وسام الواجب والعسكريون وسام الشجاعة؟
‏- أنا من ناحيتي أنا أرى أن الكل يستحقون. لكن هذه تقديرات ليست في مجال اختصاصي. ‏هذا شأن سياسي وأنا اسألني في الشأن الطبي أو شأن فني.‏

‏* أقصد هل تأمل أن يستحق الجميع أوسمة؟.‏
‏- من ناحية نأمل، بالتأكيد نأمل.‏

‏* شكراً جزيلاً لك دكتور على هذا الحوار الحصري مع صحيفة «الثورة ».‏
‏- شكراً لكم.‏

الثورة
جميع الحقوق محفوظة لموقع الضالع نيوز © 2013© تصميم و إستضافة MakeSolution.com