عزاء اليمن

02 - ديسمبر - 2014 , الثلاثاء 05:05 مسائا (GMT)
يحكى أن رجلاً من الريف اليمني زوج ابنتيه ، الأولى لصانع فخار و الثانية لمزارع. وبعد أن زوجهما بفترة ذهب لزيارتهما فوصل إلى زوجة صانع الفخار ، فبدأ يحدثها عن حالها ، فقالت '' احنا بخير ياابه اذا ما نزلشي المطر ''... وذهب إلى زوجة المزارع وحدثها عن حالها ، فقالت '' احنا بخير يا ابه اذا نزل المطر ''... فلما رجع إلى البيت سألته زوجته '' كيف البنات.. ؟''.. فرد عليها قائلاً : '' إن أمطرت عزيتي.. و إن أصحت عزيتي ''.. بمعنى عليك أن تعلني العزاء سواءً نزل المطر أو لم ينزل لأنه في الحالتين هناك متضرر.
هذه القصة من تراثنا اليمني كأنها تنطبق على واقع حال الانفصال المراد ، لأننا سواءً انفصلنا أو اتحدنا فالضرر سيضل قائم ، فلن يطول فرح الجنوبيين في حال الانفصال ، ولن يسلم الشماليين في حال الوحدة.. وذلك يذكرني بأغنية سودانية تقول :
لا بعدك بيريحني
ولا قربك بيفرحني
وفي الحالتين أنا ضايع
فالواقع التراجيدي القائم اليوم ينبئ بأسوء الكوابيس ، حيث لا تزال المشاريع الصغيرة - وما اكثرها - هي صاحبة اليد الطولى في رسم الخارطة السياسية الحالية. و القيام بأي خطوة نحو استعادة وضع قبل عام تسعين سيجعلنا أمام تحديات جمة قد تجعلنا نعلن عزاءات كثيرة أهم عزاء اخشاه فيها هو عزاء الدولة.
الحل هو أن نبحث عن أي آلية للاستقرار المؤقت الذي يضمن سهولة الانتقال لمرحلة قادمة ، فنرجسية مؤتمر الحوار جعلتنا نحرم الكثير من الواقعية المبرمجة ، و لابد من المضي نحو مشروع وطني واحد ولو لفترة معينة ، لأن قرار الاستقرار كأنه بأيديكم ، و أي قرار ستتخذونه سيكون له الكثير من التبعات و المتاعب... فدعونا نذهب لعزاء مصالحنا بدلاً من الذهاب لعزاء ضمائرنا حين نجد أننا بلا وطن.
جميع الحقوق محفوظة لموقع الضالع نيوز © 2013© تصميم و إستضافة MakeSolution.com