إنهم غير بريئون

27 - ديسمبر - 2014 , السبت 08:40 صباحا (GMT)
عبدالملك النمري

أربعةُ اعوام ولايزال الدخانُ يتصاعد من فوَّاهاتِ المدافعِ دون توقف،حباتُ الرصاصِ المتناثرةِ من جُحرِها الضيق لم تكلْ بعد؛وعوادم ذاك وتلك رائحةُ باروتٍ إجتاحتِ الصدورَ تكاد تتخرمُ منها الريئات القابعة في الملاجئ خوفا من طقطقات الرصاص ونحيب الثكالى..!
حربُ تفنيد آراء ومعتقدات لا منتصر فيها إذ أن الكل هنا خاسر والقاتل والمقتول في النار.رياحٌ دمويةٌ ما أصابتْ من جسدٍ الا اردته قتيلاً كلٌ بمقدار وطنيته وتشبثه بالسلم والامن،جثثٌ اكتظت بها ساحات المعارك دون إكرام،ودمٌ متخثر على رصيفِ شارعٍ ما يخلو تماما من المارةِ حذراً من انه لازال محشوا بقنبلةٍ موقوتة،او انه محل انظار قناصة متمترسين متمرسون على إراقة الدم وبطح الاجساد أرضاً...
ديمُغرافياً ظهرت نوباتُ القتل البشعة إستهلالا بالكهول،النساء،الشباب-وحين افتقرت النفوس للايمان ونضبت منابع الانسانية- مُزِّقتِ الأطفال ملئ الشوارع...
فجأة تحركتْ بنا دواليب الزمن الى الوراء لتعيدنا الى اعوام الوأد،وسنين قتل الاطفال من إملاقٍ او ظلماً وعدوانا وكلتا الحالتين جريمة لان الله فيهما هو المقدر وصاحب القرار لكن وبدون سابق انذار انبثقت جماعات ارهابية -الدين منها ومن اعمالهابراء- زاولت هوايتها: القتل والبطش بدءً من حادثة السبعين ثم العرضي ووصولاً الى الآاااه المدوية :تفجيرُ حافلةَ نقلِ طلابِ مدرسةِ الخنساء رداع؛
والحكومةُ صامتةٌ وكأن شيئاً لم يحدثْ؟!
أولئك الإرهابيون يحرفون الكلم عن مواضعه حين قالو للسيارة المفخخة:وهزي اليك بجذع الحافلة يسقط عليك طفلا بريئا؛ظناً منهم أنَّ هذه الافعال الاجرامية مخاض لولادة إسلام أكثر قوةً وتمكينا...!!
جميع الحقوق محفوظة لموقع الضالع نيوز © 2013© تصميم و إستضافة MakeSolution.com