دحباش هل تتذكرونه؟.. (دحباش)! ذلك المسلسل الذي أثار ضجة مدوية وقت عرضه، وتحول هذا المسلسل وبالذات شخصية (دحباش) إلى مصطلح اجتماعي متداول على نطاق واسع وشامل. من هو دحباش؟ هو الفنان والمطرب والممثل الكبير (آدم سيف إسماعيل أحمد العزيبي).. من مواليد العام 1957م في الحالمة تعز. الصدفة الحسنة وحدها أتاحت لي الفرصة لتحقيق رغبتي الجارفة للالتقاء (بالفنان اليمني الشامل آدم سيف) وشهرته (دحباش).. وذلك عندما وجدته أمامي وجهاً لوجه على غير موعد أو ترتيب مسبق أو حتى مجرد توقع.. حيث ضمنا معاً - في يوم من أيام ربيع عدن الدافئ لسنوات خلت - لقاء ممتع وشائق في منتدى الروضة الثقافي التابع لنادي شباب الروضة الرياضي بالقلوعة في عدن.. وفي أحد أيام الخميس الأنيس وبرفقة نخبة مختارة من كبار نجوم المسرح في عدن وهم هاشم السيد نقيب الفنانين المسرحيين في عدن وعلي أحمد يافعي وقاسم عمر قاسم وسالم العباب وصلاح سالم الجلادي والمؤلف المسرحي والدرامي المعروف أحمد عبدالله سعد وغيرهم. الفنان الكوميدي الأول (آدم سيف) أو النسخة اليمنية المنفتحة المتطورة تعتبر امتداداً رائعاً وتواصلاً موفقاً للفنان الكوميدي السوري الكبير (دريد لحام). وفناننا الكبير صاحب الشهرة العريضة والواسعة يمتاز بالتواضع والخجل الشديدين.. لايميل كثيراً إلى الأضواء والصخب الإعلامي.. وبعد إلحاح شديد من قبلي وافق (الفنان الكبير آدم سيف) على إجراء هذه المواجهة الفنية معه.. والتي نقدم خلاصتها في قادم السطور. **رحلتي الفنية بدأت مبكرة** الفنان والمطرب والممثل الكبير (آدم سيف إسماعيل أحمد العزيبي) استهل الفنان الكبير آدم سيف حديثه عن رحلته الفنية وعلاقته بالمسرح قائلاً: رحلتي الفنية وبدايات علاقتي بالمسرح بدأت منذ فترة مبكرة من مراحل الطفولة والصبا.. حيث كنت في المدرسة أقوم بأدوار متعددة في المسرحيات التي أقدمها وأشارك فيها.. فقد كنت الممثل والمؤلف والمخرج في نفس الوقت مع أترابي وزملائي في المدرسة. وفي مرحلة متقدمة انخرطت في فرقة المسرح الوطني بمحافظة تعز.. وقدمت الكثير من الأعمال المسرحية مع كوكبة من الزملاء ومنهم (أحمد عبدالقوي وعبدالحكيم الحاتمي وأحمد قائد شجاع الدين وعبدالكريم مهدي وشكري وعلي الخياط) وغيرهم من ممثلي محافظة تعز.. كما ساهمت في تقديم الدراما الإذاعية في إذاعة تعز. ** مشاركتي الأولى** واستطرد الفنان الكبير آدم سيف حديثه وكأنه يقرأ صفحات من كتاب مفتوح أمامة قائلاً: في عام 1987م كنت على موعد مع مشاركتي الأولى في تلفزيون صنعاء مع نخبة من الزملاء في مسلسل (المهر) من إخراج (عبدالعزيز الحرازي) .. وجسدت فيه شخصية (حفاظي) وشكلت تلك التجربة مع الدراما التلفزيونية موعدي الأول مع الشهرة المبكرة، وتجدد الموعد مرة أخرى مع الشهرة وبصورة أوسع وأشمل حين قدمت الجزء الأول من المسلسل التلفزيوني (دحباش) كما قدمت مسرحية (عودة دحباش) على المسرح الوطني بالتواهي في عدن حيث ازدحم المسرح بالجمهور طوال فترة عرض هذه المسرحية. **(دحباش) اختزل معاناتي** وحول المسلسل الشهير (دحباش) أشار الفنان الكبير آدم سيف قائلاً: الحقيقة أنني ومن خلال مسلسل (دحباش) قد وضعت كل ما اختزلته من معاناة خلال مراحل عمري المختلفة وفيه قلت ما كنت قد اختزنته طويلاً. **الحسد أبعدني عن المسرح** وواصل حديثه قائلاً: أما أول عمل لي قدمته مع فرقة المسرح الوطني بمحافظة تعز كان مسرحية (الأرض) للكاتب العربي عبدالرحمن الشرقاوي وإخراج أميل جرجس، ولعبت في هذه المسرحية دور عبدالهادي، وقد أبدعت في أداء هذه الشخصية كثيراً ولكن زملاء العرض داخلهم الحسد خاصة بعد أن كنت أتألق من عمل إلى آخر ومنها (الأرض) وغيرها، ولكثرة الأقاويل والتهم الباطلة التي لفقوها ضدي فصلت من العمل، وهذا ما سبب لي حالة نفسية سيئة جلست بسببها في المنزل لمدة سنة كاملة. **غربة انتهت بعلقة ساخنة** واستطرد الفنان الكبير آدم سيف سرد ذكرياته قائلاً: وغادرت الوطن إلى السعودية حاملاً معي عودي لغرض كسب العيش، والغريب أنه على مدى ثلاثة أشهر اغتراب لم تحصل حالة زواج واحدة بل كانت هناك حالات طلاق كثيرة. المهم أنه في ختام هذه الرحلة وقبل عودتي إلى أرض الوطن أخذت علقة سعودية ساخنة (بالعقال) مازلت أذكر تفاصيلها جيداً وهذا فقط ما عدت به من تلك الغربة ذات الأشهر الثلاثة. وكان لابد مع كل ذلك أن يكبر الإحساس بالوطن وبعظمة الوطن مهما كانت المنغصات، لهذا عدت إلى بداية الرحلة مجدداً وكان مسلسل (الفجر) هو البداية الجديدة والدور الذي صنعته وصنعني ومنه وبه ابتدأت مرحلة العطاء حتى كان الموعد مع مسلسل (دحباش). **الفنان الشامل** وعن تعدد مجالات عطائه الفني التي يمكن معها إطلاق لقب الفنان الشامل آدم سيف أجاب الفنان الكبير قائلاً: لم يقتصر نشاطي الفني على المسرح والتلفزيون فقط.. فلقد وجدت في نفسي قدرات على العطاء وطرق مجالات أخرى، حيث قمت بتلحين وغناء وتمثيل الكثير من الأبرويتات. كما أن لي في مجال الطرب والغناء إسهامات متواضعة في تقديم الكثير من التسجيلات والأشرطة. وعرفت على نطاق لابأس به كممثل وملحن ومغن، ولكن شهرتي في رحاب المسرح والمسلسلات التلفزيونية كانت أوسع وأشمل. عن صحيفة الايام |
||
