30 نوفمبر:دلالة الذكری وعمق الذاكرة

24 - نوفمبر - 2013 , الأحد 04:24 مسائا (GMT)
كتابات (الضالع نيوز )


تهل علينا بعد ايام الذكری السادسة والاربعين ليوم الاستقلال المجيد...الذي حقق فيه الشعب اليمني انتصاره بطرد المحتل في جنوب اايمن العزيز......وبهذه الذكری الغالية علی قلوب الشرفاء والغيورين ...لا بد لنا من استشعار حجم التضحيات التي قدمها الشعب منذ جثم المستعمر علی ارضنا الحبيبة ..تكللت باعلان ثورة الرابع عشر من اكتوبر 1963لمجيدة...والنضال المستمر حتی اعلن الاستقلال في هذا اليوم المجيد. الثلاثين من نوفمبر 1967.


وحري بنا ان نقتطف بعضا من دلالات هذا الحدث العظيم....وأول هذه الدلالات....

1- إن ثورة الرابع عشر من اكتوبر كانت ثورة تحررية بامتياز ..حركتها دوافع الهوية العربية الاسلامية لشعب الجنوب الحر....واكتسبت ابعادها الانسانية...كثورة شعب يريد الانعتاق من ظلم الاستعمار وركائزه...

2- إن هذه الثورة كانت ثورة شعبية شاملة..استندت لارادة شعب...وجمعت كل اطيافه وفئاته...وتنوعت اساليب واشكال النضال الشعبي....وكل قام بدوره..في تناسق جمعي عجيب ..راعت فيه قيادة الثورة امكانات وقدرات ومستويات كل أفراد الشعب...فقبلت من القاعد في بيته دعمه للثورة...وراعت فيه قدرة المؤيد بما يستطيع أن يؤيد فيه الثورة...بكلمة..أو موقف....أو حماية أمنية...أو عين مؤمنة ..وأخری راصدة ..للعدو....الخ


وجمعت الابطال حملة البندقية عشاق الحرية..في جبهة تحررية واحدة....هدفها الجهاد لنيل الحرية وطرد المستعمر....يتسابقون علی الشهدة كما يتسابق البعض اليوم علی الوقوف امام عدسات الكاميرا..


إن هذا الوعي النضالي لدی قيادة الثورة....والاستيعاب السياسي المبكر لهذه المستويات..مكن الثورة من ان تتلاحم مع الشعب...لانه شعر انها ثورته ومصيره...بها ينتصر او يهزم...


3- اإن تحقيق الاستقلال ماكان له ان ينجح...لولا الايمان بقداسة الثورة من الوجهة الدينية والقومية والتحررية...ولولا الدعم العربي ..وقيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر التي شكلت بحسب قادة ثورة اكتوبر الداعم للثورة والمستند....


4- إن الاستقلال الناجز المحقق ...انما كان انعكاسا للاستقلال في الإرادة الثورية والشعبية معا...الامر الذي أنتج وحدة واستقرار القرار الثوري....ببعده الوطني القومي الاسلامي...ولم يكن دعم الامة العربية...وحركات التحررالوطني...ليؤثر علی مسار الثورة..وخطها التحرري الكامل....من الاستعمار وركائزه.


5- إن الاستقلال الوطني كان ثمرة ثورة تميزت بوحدة الصف والهدف...وكذا وحدة القيادة.....باستثناء الخلاف الذي حصل بين رفاق السلاح...وهذه طبيعة البشر....حري ان يستفاد من خطئها...ويتخذ منها الدروس والعبر.
إن الشعوب الحية...وذاكرتها الجمعية تأبی أن تنسی..وترفض أن تبدل أو تغير..أو تزيف الوعي..فتاريخ الشعوب كل لا يتجزأ...ومن هذا التاريخ تتجدد أهداف الشعوب بحسب المتغيرات الحاصلة.....


إن ذكری الاستقلال...تجدد هدف الشعب في الحرية...والتحرر من الظلم أيا كان مصدره.....منطلقة من تاريخ وهوية وحقائق لا يمكن تجاوزها ..او تزييفها....
بقي القول بأن التاريخ ملك الزمن...وهو ضمير الشعوب وملهمها..بصفته إرشيف ومصدر مدون للهوية وللنضال وللحقائق.....وحري بمن يخطو علی إثر أهداف الثورة التحررية.الأولی....أن يلتزم بأهدافها ومبادئها..ونهجها.....ويؤمن بما تحقق من أهدافها....ولا ينكص علی عقبيه......
والأهم من ذلك كله....ان تستلهم الأجيال هذا التاريخ كما هو بدون نكران أو تزييف أو مبالغة...


إننا شعب يحيی بذاكرة جمعية...تستعصي علی النسخ..أو القص...أوالمسح.....
ومن هنا يسهل لنا التمييز بين الاستقلال الذكری...والاستقلال الهدف الذي إما أن يكون مستوحی منه...وإما عزف علی وتره....
تحية للشهداء....تحية للأحرار.....
جميع الحقوق محفوظة لموقع الضالع نيوز © 2013© تصميم و إستضافة MakeSolution.com