علمنة الإسلام

20 - يناير - 2014 , الإثنين 03:03 صباحا (GMT)
علمنة الإسلام





سلمان الشيخ



من الأساليب التي اتبعت في الفترة الأخيرة لمحاربة الإسلام من الناحية

الفكرية ، ما يمكن أن يسمى بعلمنة الإسلام ، أي : تجريده من الطابع (المقدس) -

كما يطلق عليه العلمانيون- ونزع أي روابط تصله بالوحي الإلهي المنزل ثابت

الصياغة والتحقق ، وقد راجت في السنوات الأخيرة في بعض الدوائر الفكرية

العلمانية مقولة تزعم أن (الإسلام دين علماني بالطبع) ، وتبرر هذه المقولة أمام

الجمهور المسلم بأنها تعني : أن الإسلام دين يتناول شؤون الحياة ويغطيها ، ولا

ينعزل عنها ، وهو تصور ينسجم مع المفهوم العام حول الإسلام ، ولكن تختلف

الصورة عندما يبدأ الكتاب العلمانيون في شرح وتوضيح أبعاد هذه المقولة ؛ وهنا

تتجلى ظاهرة علمنة الإسلام في إحدى أهم صورها ، فالمعنى المتضمن في مقولة :

(إن الإسلام دين علماني) هو : أن الإسلام غير محدد الملامح والقسمات ، وأنه قابل

للتغير والتشكل وفق الظروف والأحوال الجغرافية والتاريخية ، وأنه في الواقع

يترك مساحات واسعة من الشؤون الحياتية مفتوحة لكل اجتهاد ورأي أيًّا كان طالما

أنه يحقق (المصلحة) ، وهي بدورها فكرة مبهمة ، وإن تحددت أبعادها في الفكر

العلماني بشكل مادي واضح ، يقصرها على النواحي الاقتصادية أو القيمية المشابهة

لقيم الغرب ، وهكذا فإن المقولة التي تبدو في ظاهرها وكأنها تتوافق مع الأصل

الإسلامي الذي يربط بين الدين والدنيا ، فإنها في الواقع ترمي لتأسيس فصل الدين

عن الحياة من خلال تمييع الإسلام نفسه ، وتقليص مساحته ، ورده إلى مجرد كيان

هلامي شفاف أقرب إلى العدم ، يتشكل مع كل ظرف وحال حتى لا يكاد يكون له

وجود مستقل
جميع الحقوق محفوظة لموقع الضالع نيوز © 2013© تصميم و إستضافة MakeSolution.com