في ذكرى "بدر" الكبرى!

26 - يونيو - 2016 , الأحد 10:06 مسائا (GMT)
موقعة "بدر" محطة فارقة -في تاريخ أمة الاسلام- بين مرحلتين ونهجين وجيلين ومشروعين.. (مرحلتي الاستضعاف والتمكين)، و(نهجي السلمية والقتال)، و(جيلي التأسيس والتغيير)، و(مشروعي بناء المجتمع وبناء الدولة).

قبل "بدر" كانت الجماعة المسلمة تصارع سلميا لأجل التمكين في مجتمع "يثرب"، أما بعد "بدر" فقد غدت الأمة المسلمة هي صاحبة الشوكة بين طوائف وجماعات "المدينة" الأخرى!

قبل "بدر" لم تكن هناك حاجة أن ينافق المسلمين أحد، أما بعد "بدر" فقد صارت جموع الانتهازيين والنفعيين تتدافع لإعلان الاسلام نفاقا، طمعا في المستقبل الواعد للجماعة المسلمة الفتية!

قبل "بدر" كانت العرب تنظر إلى المسلمين كجماعة صغيرة مارقة، أمرها متروك لقريش لتقضي عليها، أما بعد "بدر" فقد باتت قضية الاسلام تحديا كبيرا أمام كل قبائل العرب، فلم تكن "أُحد" و"الخندق" و"الحديبية" سوى محاولات قرشية وعربية لتصحيح الاختلال الذي حدث في ميزان القوة بعد "بدر الكبرى"!

ختاما.. نتعلم من "بدر الكبرى" : أن اللحظات الفارقة في تاريخ الأمم قد لا يستطيع القادة تحديد تواريخها، ولكنهم يستطيعون اغتنامها إذا كانوا قد أعدوا لها جيلها الفريد القادر على صناعة النصر وتحمل تبعاته كما تحمل تبعات الابتلاء والتمحيص من قبل!
جميع الحقوق محفوظة لموقع الضالع نيوز © 2013© تصميم و إستضافة MakeSolution.com