الأديب الصحفي عبده صالح المشرقي يكتب عن الشهيد صالح مسعدريشان ورفقاء دربه..

07 - نوفمبر - 2016 , الإثنين 05:43 مسائا (GMT)
الأديب الصحفي عبده صالح المشرقي يكتب عن الشهيد صالح مسعدريشان ورفقاء دربه..
...........................................
بماذا أرثيك وعن أي جانب من جوانب عظمتك أتحدث عن همتك التي تناطح النجوم عن فتوتك في سن الشيخوخة عن كرمك وسماحة أخلاقك أم عن صدقك وأمانتك وعفتك ونزاهتك وعزة نفسك عن الشيخ المتواضع الوقور أم عن الفارس المقاوم الجسور عن الجندي المطيع أم عن القائد المحنك .. لقد ملكت القلوب وتربعت على عرشها دون منازع ولا غرابة في ذلك فربما كان بينك وبين رب القلوب وخالقها سر لا نعرفه....
كلما فتشت في دفتر الذكريات وسرحت في عالم الأحداث لا أجد لك فيها إلا كل فعل جميل وموقف نبيل وخلق أصيل .. أتذكر أنه كلما اشتدت الأمور وحزبت وأحدقت الأخطار وأثقل الخوف والهم الكثيرين كنت أنت بلحيتك البيضاء وقامتك الفارعة وجسمك النحيل وبندقيتك وجعبتك وأبنائك وأهلك ورفقائك الأبطال فاتحة الأمل وكتيبة النجدة وفرقة المهام الخاصة تتواجد دائما حيث التضحية والبذل وتغيب أيضا وبشكل دائم حيث المصالح والمغانم . عايشت كثيرين وعايشتك لم أسمعك يوما والله يشهد تتذمر أو تشكو همومك الخاصة ولم أجدك يوما غاضبا لذاتك فقد ذابت همومك بهموم أمتك ووطنك فإن كنت مهموما فلشأن عام وإن كنت غاضبا فلأجل دينك وأمتك ولأجل مظلوم تنتصف له من ظالمه .. عام مضى منذ ارتقاء روحك لبارئها شهيدا وأنت تذود عن حمى دينك ووطنك في مديرية دمت تصد جحافل الإنقلابيين البغاة وتدفع صولة المجرم الصائل وأنا أدفع قلمي للكتابة عنك وأعصر ذهني وأفرد أفكاري فأجدني عاجزا عن أن أفيك حقك فأحجم إجلالا وها أنا اليوم أكتب في الذكرى الأولى معترفا بالتقصير ومقرا بأن ما سأكتبه لن يكون معبرا عن صدق مشاعري تجاه مناقبك ولا موفيا حقك لكنه جهدي وطاقتي ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها ... أعرف أنه لا يعجبك الإطراء والمدح ولكنني لا أمتدحك اليوم لغرض المدح وأنا حقيقة لم أذكر غير ما عرفت من سجاياك وأخلاقك بدون مبالغة سجلتها هنا ذكرى وموعظة للأجيال ذكرتها عل من يقرؤها يتشبه بك ويقتدي كما اقتديت سجلتها ليعرف الناس أي رجل كنت وماذا يعني أن نفتقد أمثالك على أيدي أراذل الخلق سجلتها راغبا أن من يقرأها سيتجه بقلبه نحو السماء يدعو لك فتصلك هدايا إخوانك الذين أخلصت لهم ونافحت عنهم وقدمت روحك وأنت تدافع وتذود عن حماهم .. عن بيوتهم عن أرواحهم عن أطفالهم عن مكتسباتهم ومكتسبات دعوتهم .. سجلت ذلك طمعا أن تضمني في كشف المشفوعين لديك ..
بعد عام ها أنا أقف عاجزا أيضا فسيرة عظيمة كسيرتك تحتاج من يكتب عنها كتبا لا مقالا في جريدة أو منشورا في حساب على الفيس بوك ....
لا أستطيع في خاتمة تحيتي هذه سوى أن أقتبس من مدح الله لأحد أنبيائه من أولي العزم إن جاز الإقتباس فقد قال الله عزوجل في حق الخليل إبراهيم عليه السلام ( إن إبراهيم كان أمة قانتا لله )... ولقد كنت أمة في كل جانب من جوانب حياتك فرحمة الله ورضوانه عليك شيخنا وقائدنا وأخانا الأكبر الشهيد بإذن الله صالح مسعد ريشان .. وعلى رفيقيك في الجهاد والشهادة عبدالله صالح ريشان وعبدالرزاق السيد .. ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا لله وإنا إليه راجعون
عبده صالح المشرقي
#قادتنا_شهداء
جميع الحقوق محفوظة لموقع الضالع نيوز © 2013© تصميم و إستضافة MakeSolution.com