هوامير الجنوب

26 - أغسطس - 2018 , الأحد 11:15 مسائا (GMT)
هوامير الجنوب !!

هوامير وما ادراكم ما هوامير الجنوب ؛ ففي طرفة عين صاروا من اصحاب الأملاك والعقارات والملايين ،او قولوا بين عشية وضحاها سرقوا ونهبوا ما لم يخطر على بال او يستوعبه عقل .
قصة هؤلاء ذكرتني بحكاية سارق اكفان الموتى ،فبعد موت الرجل الذي كان شغله حفر القبور ودفن الجثامين ،خلفه ولده على ذات المهنة ،الَّا ان الأخير تجاوز ابيه ،فلم يكتف بسرقة الأكفان وانما تعدى ذلك لنبش الموتى واخراجهم من اجداثهم . قيل ان الابن فعل ما فعل كي يجعل ذوي الموتى يترحمون على ابيه بدلا من سخطهم وغضبهم عليه .
هوامير العهد الثوري يماثلون ذينك النباش المجنون ، فكلما زاد جشعهم ؛ ترحم المنكوبين على العهد الفاسد الذي ثاروا عليه . فهذا بسط على فلة او عمارة ،وذاك نهب مؤسسة او شركة ،وثالث باع اسلحة او سيارات او اغاثة لا فرق ،ورابع اقتحم مبان عامة او استولى على مخطط اراض تجارية ،وهكذا دواليك من الافعال الفجة والهمجية ..
لطالما قلت واعتبرت ان " الدحبشة " سلوك اعوج مخالف للقانون والنظام والعُرف ،لذلك لا اجد فرقاً بين الدحباشي الصنعاني او التعزي او العدني او الحضرمي او الضالعي او الأبيني ،بل وقد تكون الدحبشة سلوكاً صاحبها تركي او سعودي او اماراتي او تركي او حتى امريكي او صيني ،فالمهم في المسألة هو ان الفاعل سلك مسلكاً فاسداً يجرمه القانون وترفضه الطبيعة البشرية السوية ..
وعودة لهوامير الجنوب ، فهؤلاء سرقوا مرتبات الجنود والضباط ،وفي ظرفية عامين او ثلاثة في مناصبهم باتوا الان يملكون عمارات وعقارات وسيارات ومحلات صرافة وشقق سكنية في القاهرة وبيروت ودبي ولندن وباريس ،كما ولديهم ارصدة في بنوك الخليج واوروبا وسويسرا ..
كان العميد مهدي مقولة يسطو شهرياً ما مقداره 20 مليون من قيمة الدجاج فقط ،اما الفندم يحيى ابن شقيق المخلوع فقيل ان حصته من فارق السعر للنفط المباع للشركات الخاصة وصل ل 23 مليون ريال يومياً ،طبعاً هذا غير استقطاعات المرتبات او عائدات المنهوبات الاخرى مثل بيع العقارات او ابرام الصفقات التجارية عبر وكلاء او بيع الوقود أو الغذاء او الدواء او الملبس او غيرها من المواد المقررة ورقياً لكل ضابط وجندي ..
والان اخجل من القول بان لدينا قيادات عسكرية وامنية نهبت خلال عام او عامين ما لم يجرؤ على نهبه وسرقته اساطين العهد البائد ،واقول البائد ، رغم يقيني ان لصوص الحاضر هم مضغة فاسدة من ذاك العهد الفاسد الذي اظنه سيبقي يتوالد ويتفاقس ويتناسخ كخلايا سرطانية خبيثة يستحيل علاجها بالأدوية او الادعية لا فرق ..
الرئيس هادي فشل فشلا ذريعاً في اختيار من يفترض انهم يمثلون عهده الانتقالي الجديد ،وهذه مأساة حقيقية اغرقت البلاد والعباد في اتون فساد نظامي غير مبرر وغير مسبوق ، ما ساهم وبشكل كبير في صناعة الحالة الراهنة الغريبة والمشوهة والميؤوس منها تماماً ، فأغلب الهوامير محسوبة على الشرعية ،وهنالك من هم على الانتقالي وبقية المكونات الجنوبية ،وهذه لعمري كارثة وفضيحة على السواء .
واذا كان هذا هو حال من يحمل راية الانتقال السياسي ،ويحظى بدعم دولي واقليمي ووطني لا نظير له في التاريخ الحديث ؛ فان مناوئي السلطة الشرعية لا يختلفون عنها بغير المسمى والخطاب ، اما ممارسة السلطة فكلاهما يتطابقان ، وكلاهما اشبه ببيضة رديئة من غراب رديء ..
كان العميد حيدر يشتري الموالين لحكم صالح ، ويجند الانصار ، ويوزع حصة كبيرة من غذاء الجنود والضباط ،على كل موال للرئيس الاسبق .اليوم لدينا في الضالع لوحدها من هو اسوأ من حيدر ، والذي عاده معاند ومكابر ،اذكره بان الخصم الشهري وصل لثلثي المعاش الضئيل الذي لا يكفي لسداد قيمة لحمة العيد ،وفوق ذلك وقبل العيد ودونما شعور بخوف او خجل .
كنا والى قبل ظهور هوامير الجنوب نتحدث عن لواء " المجد " وصاحبه الشيخ صادق الاحمر ، اما الان فلدينا الوية ومحاور لا وجود لها في المعسكرات او الواقع ، انها مجرد الاف الاسماء في حقيبة الكاتب المالي ،انها عبارة عن صنبورة ضخمة تضخ عشرات الملايين في جيوب القادة الفاسدين ، فلكم تخيل حجم الانتفاخ العظيم في الكروش والجيوب والعقارات والسيارات والبيوت ؟ .
فبعد ان كانت المنطقة الرابعة في عهد مقولة تقدر ب 47 الف ضابط وجندي ، الان قوامها وصل ل 193 الف ضابط وجندي ، وفق احصائية ليست بحديثة او اخيرة ، ما يعني ان التجنيد الجديد وصل ل 117 الفاً ،بينما البقية تم ضمهم من وحدات ودوائر وزارة الدفاع ،وهذه واحدة من كوارث السلطة الشرعية والتحالف .

اطلت عليكم ، وحتماً في تناولات قابلة ،سأورد لكم بالأسماء والبيانات ،تفاصيل النهب العظيم ،بل واكثر من ذلك ، ستدهشون حين تعلمون كيف ان لصوص البقر والغنم والقاطرات صاروا قادة يشار لهم بالبنان ؟ وكيف ان قطاع الطرق باتوا اعلاماً يتصدرون المشهد الجنوبي ؟.
وكيف ان عائلات وذوي الشهداء يتم اهانتهم والتنكيل بهم في طوابير ولجان صرف وغيرها من الاجراءات العبثية التي لا ناقة لهم او جمل ، اذ ان غاية تلك اللجان تنقية بيانات الشهداء والجرحى من اسماء اصحابها احياء او مغتربين او موتى بحوادث سير او سواها من الاسباب التي لا صلة لها البتة بالقتال والمقاومة .
وكيف ان محافظين ووزراء يعملون بثلاث شرائح ،واحدة شرعية وامام كاميرا قناة " اليمن " ، واخرى حين يولون وجههم شطر مقرات الانتقالي ،وثالثة عندما يختلون بانفسهم ويحسبون حجم الفائدة والربح ، بل وكيف ان منحطون اخلاقياً أو سفهاءأو جهلة أو لصوص وقد استولوا جميعاً على مواضع اكبر منهم ولا يستحقونها ولن ينجحون بقيادتها وان استوفدوا خبراء من الصين او اليابان .

محمد علي محسن
جميع الحقوق محفوظة لموقع الضالع نيوز © 2013© تصميم و إستضافة MakeSolution.com