علي هزاع الصيادي عميد المحآربين القُدماء و كبير المقاتلين الجدد في موكب الشهداء الخالدين

22 - سبتمبر - 2018 , السبت 08:00 مسائا (GMT)
صورة تجمع الكاتب مع الشهيد العميد علي هزاع الصيادي
الضالع نيوز/صفوان المنيفي





ارتقى العميد المناضل / علي هزاع الصيادي إلى العلياء شهيداً في معركتنا المقدسة و ملحمتنا الأخيرة و هو يقاتل فلول الكهنوت الأرعن و مليشيات الإمامة
بمحور حرض في محافظة حجة .. و قد قاتلهم ببسالة في كآفة الجبهات بمأرب و الجوف و الفرضة صنعاء و أخيراً بحجة ما إن وصلت العبر حتى شاهدت أول الضابط الأحرار قد سبق الجميع و هو واقفٌ بجوار رئيس الأركان الفريق الركن / محمد علي المقدشي حينها .. و قد انبراء للمهمه الشاقة فكان من طلائع الفوج الأول للضباط الوطنيين .. الصاعدين من جوار الثكنات المتساقطة بالخيانة و البيع و التّأمر و العائدين إلى صحراء الرفآق حيث الثكنة الأخيرة عند بوابة الشرق و معسكر العبر و لواء الثورة و العروبة و ٢٣ ميكا "بواق الوآق" .. القادمين من المحافظات الوسطى المُصفقة في عودة طوفان الإمامة أنذآك .. كانت في حالة تشفي و تشظي و عبر فراغات الحقد و الإنقسام و مراغات الفقد و الإنتقام تسللت الامامة خلسة في نكسة٢١ من سبتمبر ٢٠١٤اليوم المشئوم ..
ظل واقفاً و صادقاً و معه خيرة الضباط الوطنيين في محاولتهم الأخيرة للإستعادة الجمهورية المسلوبة و دولتنا المغتصبة و معسكراتنا المنهوبه بفعل التخلي و التلّولي و التمني للمراهنة الخاسرة ..
حيناها تعرفت عليه في ضيافة الميدان الأسواد تحت حرارت الشمس الملتهبة بوقت الظهيرة و على قروانة الجند و مما يأكلون بوسط الكتيبة الثانية وسط الخيام و بين الزحام و دون الحطام ..
شاهدته يتّقدّ حماسةً و حيوية و لحظته متوشحاً بالوطنية قولاً و فعلا و متحلياً بالعسكرية منهجاً و سلوكا ، على قدر عالي من الوعي و الإنضباط و الفاعلية و الطاعه
، الرجل الستيني لم يكن تقدم عمره و كبر سنه مانعاً للعطاء و الفداء .. يدرب الجند و يُعلم المجندين و يعيش بين أفراده و ضباطه .. المسكن و المأكل و المشرب .. فلم يفآرقهم ليلة أو يوم ، متواجد صباحاً في ميدان التدريب و مساءً بميدان المعركة
، كأول الكتائب تشكيلاً بالعبر و حضرموت
و أول الضابط ظهوراً في زيارة المقدشي الأولى بعد تعيينه كان واقفاً يُحدثه عن عودة الأمل ظهر الرجل و معه القلائل حين غاب الناس يوم كان يتخفى البعض و يختفي الكثير عن المهمة المستحيلة ،
فلم يظهر بعدها يوم تراكم الضباط و تزاحم القادة على الظهور و التمظهر ..
جمعنا الوطن و القضية صيف ٢٠١٥ بالعرض العسكري الأولى في ميدان النشيد و العلم في قلب القشلة المترامية ..كان لي شرف التعليق حينها و جِّباه الجُند تتصبب عرقاً و مسكاً يوم رأيت أجساد المجندين البيضاء متلونه و متغيرة تأرة حمراء و معظمها سوداء بعفل التدريب و المعاناه و يعرضون حفاة و أقدامهم تتشقق فيخرج منها الدم بلا مهام عسكرية و يستمر العرض و الحماس في إيقاع الوجع و حكاية العبور الثاني متوشحين المجد من بعيد ....
و كان شهيدنا الأخير ثابتاً و شامخاً جوار المنصة يشاهد الجند و سامعاً للتعليق و تفاعل الجميع و تساقطت دموعه أثناء العرض و ما إن انتهاء العرض الأسطوري الذي لن يتكرر .. تقدم العميد نحوي و قبل رأسي و قال "ابكيتني و الله يا ابني و الله أنك رفعت معنويات الجميع عنان السماء و لم يبكيني اي شيء قبل الموقف و الكلام" ...
في ضروف عصيبة و شاقة شارك في مهمة تشكيل اللواء ٣١٤ و معه العميد أحمد البعداني و العميد محمد الصيادي و العميد منير سليمان و العميد محمد الحجوري و العميد زيد الحوري و العميد عبده أحمد الصيادي و و ..كأول لواء بالجيش الوطني ، فقد كان أحد الضباط الفعّلين و المؤسسين للواء و قائد ك ٢ ..
انتقل من مرحلة التدريب و الإعداد و التجهيز إلى مرحلة التنفيذ بأمر عملياتي إلى صحن الوطن بكتيبته تزامناً مع إنطلاق معركة تحرير مأرب تسلحت ثم انتقلت للتأمين أهم خطوط مأرب المتحررة الفاو و الجفينة و مفرق السد و حتى مفرق حريب بيوم التحرير لتأمين الطريق بوعي و حنكة في مكان المنطقة التي جانت ملتهبة لاستتباب الأمن و تمشيط المزارع و نزع الألغام المزروعه على قارعة الطريق و في محيط المزارع و المنازل و كان تمركزها بمأرب القديم ..
ظلت في التأمين قرابة ثلاثة اشهر حتى استقر بها الوضع و شهدت المنطقة إستقرار ثم يأتي امر التحرك له و الكتيبة إلى مفرق الجوف و معسكر ماس للمشاركة في تحرير الفرضة استمر هناك طيلة عامين في كفاح متواصل و قتال مستبين مع خيرة ضباط و جنود الكتيبة و مغاوير اللواء (٣١٤) مقدمين المئات من الشهداء و الجرحى في معارك فرضة نهم الأصعب في تأريخ الحروب ...
.. المقام لا يكفي لكتابة كل شيء ..
على عجلٍ بعد إستراحة محرب قصيرة يأتي تكليفه ثانيةً أركان و العميد محمد الحجوري القائد و يامرا بتشكيل لواء قوات الخاصة في ضروف مشابه لضروف العبر تماماً و بصحراء ثداوين و لمدة ثلاثة أشهر كاملة من التدريب و التجنيد و الإعداد ..
حصل هذا اللواء الفتّي و الصاعد على أعلى تقييم من ناحية الجاهزية و التدريب و الإعداد من رئاسة الأركان و شاهدنا التخرج و العرض و الحفل في كل الفضائيات العربية و المحلية ..الباهر ..

سُرعان ما حصل التكليف لهما بالتحرك باللواء في مهمة جديدة و خآطفة إلى معركة تحرير حجة و قيادة محور حرض و حققا انتصرات كبيرة سمعناها جميعا حتى حيران و إلى الآن حتى جاء النباء بإستشهاده في ميدان المعركة ...

اللقاء الأخير في منزله بمأرب للكلام عن البديات و عن التأسيس الجيش الوطني حاولت مراراً أن أخذ منه تصريح او كلام عن العبر من قبل فلم يتحدث لي بشيء .. إلا في ذاك اللقاء قال : " سأتحدث اليوم لإني ذاهب في معركة جديدة و لن نرجع إلا منتصرين أو شهداء و أشعر أني لن أعود إلا شهيداً و آخر ما اتمناه الشهادة كرجل في عمر الستينات " .. اوصاني في أن كتابة التأريخ أمانة .. تدوين أو رواية و حكاية كان في منزله كوداع أكيد ..
و آخر موقف لنا في الشرطة العسكرية جاء لزيارة رفيق البداية بالعبر العميد / أحمد غالب العديني و هو بالتوقيف و جلس معنا ساعة و استئذنا بالمغادرة كونه على اهبة السفر إلى ميدان المعركة و مثواه الأخير ، ما إن وصل بوابة الشرطه خارجاً حتى يأتي الخبر الأليم من ضباط الخدمة أن في امر بتوقيفه من القائد فرجع إلينا و كنا في ذهول بالعودة و حيناها اخبرنا العميد/ ناجي منيف ان عنده امر من قيادة المنطقة بذلك التوقيف .. احتوينا الموقف و غادر بضمانتنا بحل الإشكال مع المنطقة بعد تفهم قائد الشرطة فكان الموقف الأخير الذي جمعنا في وداع المناضلين فكان وداعا حزيناً و فراقاً أليماً و تكرر النبأ و الفاجعة و تكرر الشعور المذكور آنفاً مرتين و بحسرتين في ٢٢ سبتمبر المجيد ..
رحمة الله تغشاك شهيدنا الخالد ...
عميد المحاربين القداما و كبير المقاتلين الجدد في صراط الخالدين .
جميع الحقوق محفوظة لموقع الضالع نيوز © 2013© تصميم و إستضافة MakeSolution.com