فرص و ألغاز

27 - أبريل - 2019 , السبت 04:14 مسائا (GMT)
بعد حوالي شهرين من تحرير عدن من مليشيا الكهنوت، و تحديدا في يوم عرفة توجه وفد من مجلس تنسيق المقاومة الشعبية بتعز إلى عدن بهدف اللقاء بالأخ رئيس الجمهورية الذي كان قد عاد إلى عدن.

أدى الوفد صلاة عيد الأضحى الذي وافق يوم 24 سبتمبر 2015م. مع رئيس الجمهورية ، كان قد تحدد اللقاء بسيادته في مساء ذلك اليوم. و تم اللقاء تمام الساعة الثامنة.

كان الهدف من نزول وفد مجلس تنسيق المقاومة الشعبية بتعز ؛ أنه ما دامت محافظة عدن و محافظة لحج قد تحررتا فقد باتت أنظار أبناء تعز تتطلع للساعة التي يبدأ التوجه فيها لتحرير محافظة تعز، أو على الأقل و قد أصبح هناك خط إمداد متوفر و آمن يمتد من عدن إلى تعز، فمن السهل دعم و تعزيز المقاومة الشعبية في تعز .

و في صباح يوم 26 سبتمبر - الذي وافق ذكرى ثورة سبتمبر - تم اللقاء بنائب رئيس الجمهورية رئيس الوزراء - حينها - خالد بحاح للهدف نفسه من الزيارة، و كان الرئيس أحال مطالب الوفد في دعم المقاومة إلى النائب.

ليس هنا مجال تفصيل مادار في اللقاءين، إلا أن نقطتين استلفتتا الانتباه لا بد من الإشارة إليهما؛ الأولى: تمثلت بنصيحة تكررت في اللقاءين مفادها؛ دعوا الخلاف جانبا و وحدوا صفوفكم، و اتركوا المنازعات. لا غبار في أن النصيحة ممتازة، لكن الذي استلفت النظر أنه - حتى ذلك اليوم - لم يكن هناك أي خلافات تذكر في تعز، فضلا داخل مجلس التنسيق، و هو الأمر الذي جعل أعضاء الوفد يلتفت بعضهم إلى بعض مستغربا مما يسمع ! أما الأمر الثاني حينما قيل للوفد حين ألحّ على الدعم بالسلاح أن تفاهموا مع إخوانكم في التيار( الفلاني) فقد دعمهم الاشقاء بمال و سلاح.

و بالعودة الى النصيحة التي سُمِعت يومها، كان التساؤل الذي فرض نفسه على جل الأعضاء إن لم يكن كلهم : من الذي صور للرئيس و للنائب أن هناك خلافات في تعز، و من الذي يقف وراء بث تلك الإشاعة في خلاف لا يوجد أصلا؟ بل كان حينها تتصدر مقاومة تعز نشرات الأخبار ، حتى أن أحدهم غار من كثرة حديث الإعلام عن تعز و مقاومتها فراح يكتب أن بطولات و مقاومة مناطق أخرى كانت أقوى و أعنف لكن ليس لها من ينقل و ينشر أخبارها بكثافة ما يقوم به إعلاميو تعز .و هي غيرة ليست في محلها لأن البطولة المقاومة لمليشيا الكهنوت في أي منطقة من اليمن هي بطولة يمنية. لكن هذه السطور إنما توضح موقفا محددا و هو تلك الصورة السلبية التي رسمتها تقارير كاذبه عن تعز لدى الرئاسة.

ثمة أمر آخر لمسناه في تلك الزيارة و هو أن الشرعية لم يكن لديها ما تعطيه من إمداد للمقاومة الشعبية، و إن عاد الوعد بوعود .

غير أن الوفد كان في غاية التفاؤل - كما كانت تعز كلها متفائلة - أنه بعد تحرير عدن و الضالع و لحج فقد جاء دور تحرير تعز .

كان التفاؤل قويا، لكنه تحول - مع مرور بعض الوقت - إلى تساؤل؟ لماذا هذا التوقف؟ ثم لماذا هذا العزوف عن خوض معركة تعز بنفس وتيرة و فاعلية خوض معارك في محافظات سبقت ؟ لكن الأمر بقي لغز بلا حل، أو تساؤلات بلا إجابة !

مضت المقاومة الشعبية تؤدي دورها، و راحت الألوية العسكرية التي صدرت بها قرارات جمهورية تستكمل ترتيب وضعها وصولا إلى ضم أفراد المقاومة الشعبية إلى الجيش الوطني الذي تصدر المشهد العسكري تماما، كما بدأت مؤسسة الأمن تتفعل و تعيد بناء كيانها.

و بمقدار ما زادت الألغاز و التساؤلات؛ بمقدار ما تكشفت أشياء و سقطت أقنعة .

إن ما كانت تنتظره تعز هو استكمال التحرير، و ما تريده تعز اليوم هو استكمال التحرير، فهذا هو الغاية و الهدف، و على الذين تكشفت أشياؤهم، و سقطت أقنعتهم أن يثوبوا إلى رشدهم، فمعركتنا مع الكهنوت، و مواقع الشرف و البطولة عند خطوط النار، و ليس في التربص بالمدينة و رجال الجيش الوطني و الشرطة .

و تقع على عاتق التحالف الوطني للقوى السياسية اليمنية أن يمضي بجد و همة عالية لتحقيق ما حدد من أهداف، و أن يعطي مسألة إسقاط المشروع الظلامي للكهنوت الأولوية . و الشعب اليمني ينتظر منه إرادة موحدة، و موقفا مسؤولا و كلاما واضحا معبرا عن أهداف الشعب والوطن .
جميع الحقوق محفوظة لموقع الضالع نيوز © 2013© تصميم و إستضافة MakeSolution.com