عادت الكتل القديمة لصراعها القديم

18 - ديسمبر - 2013 , الأربعاء 04:13 صباحا (GMT)
الثورة بكل ألقها وعنفوانها ومجدها ، بكل شبابها المتحمس لوطن الخلود ، بكل تضحياتها التي رسمتها رياحين خضرا على الأرصفة الباردة ، بأخلامها العريضة وآمالها السابحة في الفضاء .
قوة الثورة التي وضعت نظاما كامل الصلادة تحت وقع نعالها و قهرت المستحيل ،
الأمل الذي عشش في قلوب الملايين المنتظرة للحلم .
اليمنيون الذين استعذبوا العيش في الظلمة في انتظار أن تشتعل المصابيح ، مصابيح الزمن القادم المرسوم في الأخيلة .
الذين يعيشون كل يوم بين الفجيعة والموت وهم ينتظرون أن يتفق الخصوم على خارطة طريق في مؤتمر الحوار .
أبناء الشهداء ، آباءهم ، حبيباتهم اللواتي لم تخفق قلوبهن بعد فاجعة الرحيل .
القتل الذي يوزعه الجوالة المعتدون على الطرقات والعنف الذي ينمو وحيدا في الصحراء مثل شجر الصنوبر لا يريد أن يتوقف .
الوطن الممدد على قارعة الطريق .

كل هذا وأبعد منه وأشد وأنكى ، كان عاجزا عن أن يطمس التاريخ من عقولكم ، أن يرحل بأحقادكم .

من أجل الوطن ، من أجل الإنسان ، من أجل أن نشعر بإنسانيتكم ، قليلا من وخز الضمير .

نسيت الأحزاب كل مهامها ، وتذكرت فقط صراعها القديم .

الحزب ليس أكثر من قبيلة ، والقائد ليس أكثر من شيخ ، أما الباقون فهم "الغرامة " الذين يستفزهم نداء "النكف " ، وكل حزب بما لديهم فرحون .
لقد يئس الشيطان أن يعبد في جزيرة الثورة ، ولكنه قد رضي بالتحريش بينكم ، فلا تنازعوا فتفشلوا وتذهب الريح ، وحينها لن تقبل الشياطين بالتحريش وحده .

إلى كل الشباب الذين يستعذبون صراع الديكة و يمتعهم الغوص في مزبلة التاريخ ، المستقبل أكثر نضارة فعلام تزكمون الأنوف بروائح العفن ؟
العفونة لن تجلب غير الذباب ، والصفحات القذرة التي لم نكن شركاء في صنعها ، كيف نختلف عندها ونذبح المستقبل بسكين الماضي ؟

لو أن القيادات جميعها تدرك أننا سنبصق في وجوهها لما تجرأت على اجترار ماضيها لتشغل مستقبلنا به .

قليلا من التعقل أيها المتصارعون على الكرسي ، حرزو الكرسي أولا !
قليلا من الحكمة أيها المشدودون للأرض ، سوروها أولا .
مزيدا من الصبر أيها الناس ، والصبر كما يقال " فن التعلق بالأمل " .
جميع الحقوق محفوظة لموقع الضالع نيوز © 2013© تصميم و إستضافة MakeSolution.com